رام الله/PNN- يصادف، اليوم الأربعاء، الثالث عشر من آذار، يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وهو أيضا يوم ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش، والذي تقرر من أجل استذكار أعمدة ورواد الثقافة الفلسطينية، وللحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية، ولبعث روح التثاقف لدى أبناء شعبنا.
وفيما يلي بيان صدر عن وزارة الثقافة، بهذه المناسبة:
يجيء يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وكالعادة تظل صورة شعبنا حية باقية صامدة ماثلة بشواهدها وشهدائها تكتب حكايتها وترسم خريطة الوطن رغم ما يفعله غول الاحتلال بمخالبه المسمومة من تمزيق وتقتيل وتدمير، ويظل شعبنا الحي ينسج شال الأمل للحياة الباقية على أرضنا.
يأتي يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وغزة، وبيت لاهيا، وخانيونس، ورفح ودير البلح وكل مخيم وبلدة وقرية ومزرعة في جنوب البلاد تنزف وتزف جموع الشهداء، الشهداء زرع الأرض الذي اقتلعه جوع فاشية ونازية احتلال لا يعرف غير لون الدم ورائحة الموت، يأتي هذا اليوم وجنوب البلاد بكامل ناسه وبحره وبره ورمله يجالد المحتل من أجل البقاء والصمود رغم البطش الذي لا يوصف منذ أن صار القتل والتدمير سمة الضعفاء على وجه البسيطة، لأن الفرح والأمل والحياة سمة الأقوياء الأطهار الأنقياء سمة الشعوب الحرة التي تعرف قيمة الإنسان وروحه وحياته، وتفهم معنى المكان الذي يروي حكاية العمر الذي يقصفه المحتل ويقضي على ذاكرته وذكراه وذكرياته.
يأتي يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية ولا زال العدوان يستمر بوحشيته على أرضنا من الجنوب النازف حتى الضفة الفلسطينية الجريحة، التي تتعرض للتمزيع والترويع وتقطيع الأوصال وحرمان الإنسان الفلسطيني من الحياة والحرية ولا زال غول الاستيطان ومستوطنيه يعيثون في أرضنا فسادا وتدميرًا وتقتيلا وتخريبا وترويعا، فلم ينج شارع ولا حي ولا طرقات إلا يحقها الخوف وغول فاشية حكومة الاستيطان التي تستقوي ببطشها على شعبنا وعلى مرأى ومسمع العالم الأعور، وميزانه المبتور المختل بمكياله وكيلته عندما يكون الأمر فلسطينيا ويستقيم عندما يكون الأمر مع الجلاد.
يأتي يوم الثقافة، والصوت الفلسطيني الواحد والموحد يعلو برخامة جبال البلاد، وبزخم موج بحرها المحمول بعطر برتقال يافا، وبهدير الكرمل وعكا وحيفا، وتشتد وحدته وتتماسك غرى الحق والحقيقة في كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، في أصقاع الأرض وفي أزقة مخيمات اللجوء والشتات التي لا زالت تتمسك بثوابت العودة وحق الحياة على أرض ميلاد الأجداد وجد الجد، منذ أن رخ صوت المطر على زيتون الجليل والناصرة وتعمد بشهد عنب الخليل، وحلاوة بلح نيسان ورفح، وستظل البلاد قبلة وقبلة الحلم وتحقيق أملنا وأمالنا.
وستظل هذه الأرض بمن عليها، بإنسانها المسكون بالمحبة والعدل والسلام الحق، وبترابها الأسمر المجبول بعرق الفلاحين وبحجارتها الموسومة بزنود عمالها، وبجبالها الراسخة كملائكة تحرسها، وببحرها الأزرق الجميل الذي ينعف على وجه العالم نسائم الحياة النظيفة الخالية من الحقد والبطش والدماء، ستظل كل هذه فلسطيننا الشاهدة والشهيدة والحقيقة الحقة بقدسها وقدسيتها وزيتونها ونخيلها وقمحها لنا ولنا حتى ينكنس هذا الظلم وظلامه عن صدورنا وعن أرضنا.