[[{“value”:”
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام
قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إنّ “إسرائيل” تريد تبادل الأسرى فقط، في حين تريد المقاومة وقف العدوان نهائياً والانسحاب من غزة، وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى بيوتهم، وإن عملية تبادل الأسرى تأتي ضمن هذا السياق.
وكشف حمدان، الذي يواكب تفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين حماس و”إسرائيل” عبر دول وسيطة في مقدمتها قطر ومصر، أنه حتى اللحظة لا تزال المفاوضات تدور في الإطار العام.
وأوضح -في مقابلة مع الجزيرة نت- أنه ليس هناك حديث تفصيلي في الأسماء ولا حتى الأعداد، وأنه يتم التركيز على إطار عام حتى التوصل إلى اتفاق عليه.
وأكد أنه ليس مطلوبا من التفاوض تنفيذ ما تريده إسرائيل، بل الوصول إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في حماس: إن الرئيس الأميركي جو بايدن ليس وسيطا، بل (هو) شريك في العدوان وربما راهن على الإسرائيليين بالقضاء على المقاومة “لكنه فشل”.
كما أشاد حمدان بمقاومة حزب الله في الجنوب اللبناني، مشددا على أن الاحتلال عاجز عن شن عدوان واسع على لبنان.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
السؤال الأبرز اليوم: أين وصلت المفاوضات بخصوص صفقة التبادل والهدنة مع الاحتلال الإسرائيلي؟
الحديث عن موضوع صفقة التبادل الآن يذهب بالأمور باتجاه غير دقيق، فالحديث بالنسبة لنا يتركز حول وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسحب القوات الإسرائيلية، وإنهاء العمليات العسكرية والسماح بعودة النازحين إلى بيوتهم، وإدخال المساعدات وإعمار غزة، وموضوع تبادل الأسرى يأتي في هذا السياق وليس هو العملية الأساسية.
وحتى اللحظة، لا يزال الإسرائيلي يعرقل عملية التفاوض ويحاول أن يكسب المزيد من الوقت، وفلسفته في كل هذا المسار هي ضمان استمرار العدوان، وعدم وقفه على قطاع غزة.
ما الذي تكشفه كواليس هذه المفاوضات؟ وما الملفات التي تشكل عقدة التوصل للصفقة؟ وهل يمكن تجاوزها قريبا؟
العقدة الأساسية هي أن إسرائيل لا تريد وقف العدوان، بل تريد أن يكون متاحاً لها الاستمرار به في أي وقت، وإسرائيل تركز في هذا الاتجاه.
وبالنسبة لنا، لا يُمكن أن نقبل ولا يمكن لشعبنا أن يقبل استمرار العدوان الإسرائيلي، وبالتالي إذا لم تقبل إسرائيل بوقف العدوان، فلا أظن أن هناك أفقاً جدياً للنجاح في هذه المفاوضات.
وهنا يأتي دور الوسطاء، وليس المطلوب من التفاوض أن يتم تنفيذ ما تريده إسرائيل، بل الوصول إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والسماح بإدخال الإغاثة للفلسطينيين، وإنهاء الحصار، وإطلاق عملية إعمار قطاع غزة، هذا هو المطلوب وهذا هو الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن يكون.
الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه من المحتمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة مطلع الأسبوع المقبل، إلى أي مدى يبدو هذا التاريخ واقعيا؟ هل يمكن إنجاز الصفقة خلال الأيام القادمة؟
هناك سؤال ينشأ أحيانًا حول قدرة بايدن على التركيز، ولكن أعتقد أن التصريح هذا بحد ذاته محاولة من الإدارة الأميركية للضغط على الجانب الفلسطيني بالقول إن الأمور على وشك الاقتراب، لكي يبدو أن الجانب الفلسطيني هو الذي يعرقل، ومعنى ذلك أن بايدن ليس وسيطًا، بل هو شريك في العدوان، وهو أيضًا شريك في محاولة الضغط لصالح الإسرائيليين.
وأعتقد أن وقف العدوان لا يحتاج إلى يوم الاثنين أو الذي يليه، وإذا قرر بايدن علنا ومن خلال ممارسة وقف تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح، ووقف التمويل لهذه الحرب، ووقف توفير الغطاء السياسي للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه، فسيتوقف العدوان بشكل مباشر.
ولكن العدوان مستمر لأن كل هذه القضايا قائمة، وبايدن يتحدث بطريقة من النفاق السياسي في محاولة لخدمة واقعه الانتخابي المتردي، ولكنه عملياً لا يزال يقف إلى جانب الاحتلال في كل ما يمارسه من عدوان، بل هو في الحقيقة شريك في هذا العدوان.
كيف تقرؤون تغير الموقف الأميركي الذي انتقل من هدف القضاء على حماس إلى التحرك بوتيرة سريعة لإنجاز صفقة ووقف النار في غزة، وما الذي تغير؟
التغيّر الذي حدث هو أن الأميركي اكتشف أن الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أهداف العدوان، وأن كل العملية الإسرائيلية التي شُنت ضد قطاع غزة خلّفت دماراً وجريمة إبادة جماعية، ولكنها لم تنهِ المقاومة في قطاع غزة، ولن تنهيها، سواء في غزة أو في فلسطين.
والشعب الفلسطيني مقاوم منذ 75 عامًا، ففي كل مرحلة يقول الإسرائيلي إنه يريد أن يقضي على المقاومة، وإنه قاب قوسين من القضاء على المقاومة، يكتشف أنه فشل، وأن المقاومة تزداد وتتسع قاعدتها.
وأعتقد أن الأميركي ربما راهن على الإسرائيلي أنه قد ينجح في القضاء على المقاومة، واليوم يكتشف الأميركي أن فكرة القضاء على المقاومة غير قابلة للتحقيق، لأن المقاومة ليست فئة محددة في الشعب الفلسطيني، المقاومة هي الشعب الفلسطيني بأسره، وأن الحالة الشاذة والنشاز عن الشعب الفلسطيني هي التي تخرج من دائرة المقاومة وتغادرها، لكن كل من يظل في دائرة المقاومة عملياً هو التعبير الحقيقي عن الشعب الفلسطيني.
ولا يمكن هزيمة شعب صمد 75 سنة في وجه الاحتلال، وما يزال متمسكًا بحقوقه رغم القتل والابعاد والتهجير واللجوء، ولا يزال يرى أن فلسطين وطنه، وأن قضيته هي تحرير فلسطين.
هناك تسريب لمعلومات تقول إن حماس وافقت ضمنيا على عدم حكم قطاع غزة بعد الحرب، وطلبت إرسال المساعدات مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، هل تلك التسريبات دقيقة؟
هنا توجد 3 نقاط:
النقطة الأولى تتعلق بإرسال المساعدات للشعب الفلسطيني، وسياسة الحركة دائماً كانت أن من يريد أن يقدم مساعدات للشعب الفلسطيني فليقدمها مباشرة. ونحن نقوم بما يمكننا لدعم الشعب الفلسطيني، ولكن الجميع مدعو لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، ولا نعتبر أنفسنا معنيين بالسيطرة أو بالهيمنة في قضية دعم الشعب الفلسطيني، هذا حق وواجب ينبغي أن يتم.
النقطة الثانية تتعلق بإطار الحكم، ليس في غزة، بل القيادة على المستوى الوطني الفلسطيني، نحن دائماً كنا نقول إنه في قيادة الشعب الفلسطيني هناك برنامج وقرار وطني، قرار شعبي، ويجب أن يحترم البرنامج إرادة الشعب الفلسطيني، وحتى يكون ذلك فعلاً يجب أن ينتخب الشعب الفلسطيني قيادته. ولذلك لم يكن عند حماس مشكلة في يوم من الأيام أن تكون في القيادة أو لا تكون، المشكلة أو القضية كانت دائماً أنه يجب أن يختار الشعب الفلسطيني وينتخب قيادته.
وإذا أردت أن أعود إلى السؤال (النقطة الثالثة) فنحن لم نقدم التزامًا بهذا ولا بذاك، نحن قلنا وبوضوح إننا مع اختيار الشعب الفلسطيني، ولذلك بحثنا ونبحث مع الفصائل الفلسطينية وقدمنا لها فكرة، فتجاوب معها العديد منها ونأمل أن يستجيب لها الجميع، وهي أن تكون هناك حكومة تُشكل بقرار من الفصائل وبمرجعيتها، وتكون مهمتها العمل من أجل إغاثة غزة وإعادة بنائها والدفاع عن القدس، وتكون مهمتها الأساسية الثانية أيضا ترتيب انتخابات فلسطينية عامة، ينتخب بها الشعب الفلسطيني ممثليه في المجلس الوطني والمجلس التشريعي وفي الرئاسة الفلسطينية.
فيما يخص الإفراج عن الأسرى ذوي المحكوميات العالية، اشترط الاحتلال إبعادهم خارج فلسطين، هل يمكن بحث هذا الشرط أو قبوله من حماس؟ وهل هناك استثناءات وضعها الاحتلال على أسماء بعينها؟
حتى اللحظة، ما نزال نتحدث في الإطار العام، لم يكن هناك حديث تفصيلي في الأسماء ولا حتى في الأعداد، هناك إطار عام يتم بحثه حتى يتم التوصل إلى اتفاق عليه، عند ذلك يمكن الانتقال إلى التفاصيل. ولذلك، قضية الإبعاد والأسماء وكل هذه القضايا من المبكر الحديث عنها الآن.
وما يشيعه الإسرائيلي وربما الأميركي أو بعض الأطراف هو محاولة لفرض صورة ذهنية، وكأن الموضوع هو فقط موضوع الأسرى، في حين أننا نؤكد كحركة أن الموضوع الأساسي هو وقف العدوان، وإغاثة الشعب الفلسطيني وعودة النازحين إلى بيوتهم وإعمار غزة، والتبادل جزء من هذا وليس هو كل العملية التي نسعى لتحقيقها.
وصف الاحتلال مطالب حماس بأنها غير واقعية، فما المطالب التي يرفض الاحتلال التجاوب معها؟ وإلى أي مدى الحركة مستعدة للتفاوض والتجاوب مع التعنت الإسرائيلي؟
إذا جئنا للواقع، فهو أن ينتهي الاحتلال، أن تزول إسرائيل، وأن يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه، وغير الواقع هو ما يريده الاحتلال، أن يظل قائمًا وطليق اليد بالنيل من الشعب الفلسطيني، وأن يظل قادرًا على قتل الفلسطينيين وطردهم من ديارهم في أي وقت وكيفما شاء.
وفي هذه المفاوضات، يريد الإسرائيلي أن يستمر في العدوان، ويريد أيضًا استعادة الأسرى من جنوده لدى المقاومة، الموضوع الواقعي الذي طرحناه هو وقف العدوان، الذي يؤدي إلى إنجاز تبادل الأسرى وإدخال المساعدات وإعمار غزة.
وأعتقد أن ما قدمته حماس كان واقعيًا ومنطقيًا جدًا، ولكن الإسرائيلي الذي يحظى بشراكة من الأميركيين في عدوانه يظن أن هذه الشراكة يمكن أن تخدم باستمرار العدوان.
هل تعتقدون أن الاحتلال جاد بتنفيذ عملية عسكرية في رفح في ظل كثافة النازحين بالمنطقة، رغم التحذيرات الأميركية والغربية وبعض الدول العربية؟ أم أن هذا من باب الضغط على المقاومة؟
لم يخفِ الإسرائيلي لحظة منذ بدء العدوان أنه شامل، وكل تصريحات قادة الكيان الصهيوني، بدءًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصولاً إلى وزير الحرب وقادة الجيش، يتحدثون عن ذلك، وما نقوم به اليوم في المفاوضات هو محاولة منع العدوان على رفح.
والإسرائيلي يريد هذا العدوان ويعد العدة له، ونحن نحاول أن نسبق هذا العدوان بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن نية الإسرائيلي واضحة ومعلنة، ونحن نيتنا أيضًا واضحة ومعلنة، أننا نريد وقف هذا العدوان.
أما بالنسبة لرفح، فهي مليئة بالنازحين، والإسرائيلي لم يعبأ بعمليات القتل أو التدمير. وحتى اللحظة، نتحدث عن حوالي 120 ألف شهيد ومفقود وجريح، لو كان الإسرائيلي يهتم بالمدنيين، لربما وجدنا أن الصورة مختلفة.
في أي سياق تأتي استقالة حكومة اشتية؟ وكيف تتوقع تركيبة وبرنامج الحكومة القادمة؟
أعتقد أن هذه الاستقالة ربما جاءت في توقيت غير مناسب، لأنها جاءت في ظل الحديث عن سلطة متجددة، وأرجو ألا يكون هذا تجاوباً مع المطالب الأميركية، مع تأكيدي أن المطلب الفلسطيني هو تشكيل حكومة تتوافق عليها الفصائل الفلسطينية، وتكون مهمتها التعامل مع إغاثة غزة وإعادة الإعمار والإعداد للانتخابات الوطنية الفلسطينية العامة.
ما الذي تتوقعونه من اجتماع الفصائل الفلسطينية بموسكو وما صحة بحث تشكيل حكومة وحدة؟ وهل الظروف الراهنة مهيأة لتحقيق هذا الهدف؟
الحديث عن اجتماع موسكو يجب أن يُنتبه فيه إلى مسألتين:
أولاً، نحن لا نريد أن نصعّد الآمال كثيرًا بشأن ما يمكن أن يكون من مخرجات في هذا الاجتماع، فهو مثل جميع الاجتماعات الوطنية الفلسطينية، إذا لم يحقق أي هدف فهذا لا يعني أنها نهاية المطاف.
ثانيا، هذا الاجتماع في تقديرنا يجب أن يكون البحث فيه واقعيًا، بمعنى أن يركز على الواقع الفلسطيني الراهن بأن هناك عدوانا إسرائيليا على غزة وعلى الضفة الغربية وعلى القدس.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو الصورة الأكثر وضوحًا، يجب ألا ننسى أن الإسرائيلي قد اغتال قرابة 400 فلسطيني من المقاومين والمطاردين الفلسطينيين خلال هذه الشهور الخمسة في الضفة الغربية، وهناك أيضًا عدد من الشهداء ربما يقارب نصف هذا العدد، وهناك أيضًا الآلاف من الأسرى الفلسطينيين ربما تجاوز عددهم 6 آلاف أسير.
بمعنى أن العدوان في الضفة قائم، ربما ليس بالصورة التي نراها في غزة، لكنه أيضًا عدوان يشمل كل الضفة، بما في ذلك المناطق المصنفة “أ” والتي تسيطر فيها السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، والقدس أيضًا تشهد عدوانًا قائمًا.
والمطلوب أن يركز هذا الاجتماع على إنهاء العدوان الإسرائيلي. وبهذا المعنى، تصبح أي ترتيبات قائمة على أساس هذه الفكرة تتجه بالاتجاه الصحيح. وأي نقاش أو حوار في اتجاهات أخرى، أعتقد أنه سيكون تعبيرًا عن عدم الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب والقضية الفلسطينية.
ما الأهداف الحقيقية وراء تعليق بعض الدول مساعداتها المالية لوكالة الأونروا؟
لا يخفى على أحد أن هناك برنامجًا أميركيًا إسرائيليًا، منذ سنوات، يهدف إلى تصفية الأونروا باعتبارها شاهدًا قانونيًا على قضية اللاجئين. والآن، يعتقد الأميركيون، بالتفاهم مع الإسرائيليين، أنها فرصة سانحة ومواتية لإغلاق هذا الملف وإنهاء الأونروا، من خلال تصفية الوضع المالي لها.
ومع الأسف، هناك دول -بلا أي منطق- تجاوبت مع الضغوط الأميركية، فمن المفهوم أن الأميركي يحارب الأونروا، ولكن أن تستجيب العديد من الدول للضغوط والشروط الأميركية (فهذا) يؤكد أن المسار الذي تريده أميركا وإسرائيل هو تصفية الأونروا كجزء من عملية اللجوء الفلسطيني.
وبكل الأحوال، أعتقد أنه إذا أراد الأميركيون تصفية الأونروا، فإن المطلوب وطنيًا أن يكون هناك أشكال وأنماط من العمل الوطني الفلسطيني على صعيد قضية اللاجئين، وأن يحافظ على هذه القضية وربما يعزز الجهود في هذا الصدد، بصورة أفضل مما كانت عليه.
إلى أين تمضي المعركة في جبهة الشمال مع حزب الله، خصوصا بعد التصعيد الأخير الذي طال فيه القصف بعلبك؟
أعتقد أن جبهة الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني لعبت دورًا مهمًا في دعم وإسناد المقاومة، وحزب الله قدّم من الشهداء والتضحيات والمصابين ما يؤكد أهمية هذه الجبهة، وخطورة الكيان الصهيوني في آن، على لبنان وليس على المقاومة وحدها.
وأعتقد أن الإسرائيلي كان صريحًا بأنه يريد أن يواصل العدوان على لبنان، ولكن في الوقت نفسه، أعجز من أن يفعل ذلك، الاستنزاف الذي يعانيه جيش الاحتلال والذي يدفعه لطلب تهدئة مؤقتة في غزة يعني بوضوح أنه غير قادر على شن عدوان واسع على لبنان، ويدرك تمامًا أن النتائج ستكون كارثية بالنسبة له وبالنسبة للكيان الصهيوني.
وبكل الأحوال، يجب أن يفهم الجميع أن المقاومة -سواء في فلسطين أو لبنان- لا تستدرج الحرب، هي رد فعل طبيعي على الاحتلال، فإذا زال الاحتلال ينتهي الأمر، ولذلك يجب ألا يتوقف الناس عند سؤال ما الذي ستفعله المقاومة، بل يجب أن يتوقف الجميع عند السؤال الأهم وهو كيف يتم إنهاء الاحتلال؟ لأن ذلك هو الذي سيبعث الطمأنينة والاستقرار في المنطقة.
كيف ترون تأثير فتح جماعة “أنصار الله” باليمن جبهة في البحر الأحمر على الحرب بغزة، في ظل التحشيد الأميركي وبعض دول أوروبا لمواجهة عمليات الحوثيين في واحد من أهم المضائق المائية؟
أعتقد أن ما فعله الأخوة في اليمن، في (جماعة) “أنصار الله”، كان جهدًا مؤثرًا ومهمًا في المواجهة مع الكيان الصهيوني، حيث قدموا عنوانا واضحا في هذه المعركة، وهو أن هناك حصارا صهيونيا على غزة يجب أن يتوقف، وإلا فلن يُسمح للسفن التي تتجه إلى الكيان الصهيوني بالمرور.
وقامت الإدارة الأميركية بمحاولة تضخيم الموضوع في إطار التحريض ضد اليمن و”أنصار الله”، وأعتقد أنها فشلت في ذلك، لأنها فقط تدخلت في معركة العدوان مع بريطانيا فقط.
وما يفعله الأخوة في (جماعة) “أنصار الله” مهم، ولولا تأثيره وأهميته لما شهدنا رد فعل أميركي مثل العدوان الذي يستهدف المدنيين في اليمن، فقصف صنعاء أو الحديدة كمدن مكتظة بالسكان يعبر عن نفس العقلية الإسرائيلية في العدوان على المدنيين في غزة للضغط على القيادة السياسية.
كيف تقرؤون إلغاء مجلس الحرب الإسرائيلي قرارَ بن غفير تقييد وصول فلسطينيي الداخل للمسجد الأقصى في رمضان؟
أعتقد أن هناك اتفاقا داخل حكومة الاحتلال على التخلص من الشعب الفلسطيني، لكن الخلاف يكمن في الآليات والتدرج في ذلك والترتيبات، هناك فريق في الحكومة يرى أن استفزاز الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 ربما لا يخدم المشروع كاملاً، فيحاول تأجيله، ولولا إدراك الاحتلال أن هذا سيصنع مشاكل لما ألغى هذا القرار.
وإذا تحرك الفلسطينيون دفاعًا عن حقوقهم، فإنهم يشكلون حالة ضغط حقيقية على الاحتلال، وقادرون على تحقيق إنجاز في مواجهته، مهما ارتفعت أصوات تقول إنه لا جدوى من المقاومة أو المواجهة أو من الدفاع عن الحقوق، والذي يحقق المطالب والأهداف الوطنية هو أن يدرك الاحتلال أن ثمن بقائه مكلف، ومكلف جدا، بكل أشكال المقاومة الممكنة.
ما رسالتكم اليوم للشعب الفلسطيني في غزة؟
الرسالة الأهم أن الشعب الفلسطيني في غزة قد قام -لا أقول بدوره- بل بأعظم شكل من أشكال الصمود والتضحية الممكنة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي تاريخ القضية، ومسؤوليتنا والذي نعمل عليه هو وقف العدوان وإنهاء المعاناة وتثبيت شعبنا، من خلال الإغاثة العاجلة وعودة النازحين وإعادة إعمار قطاع غزة.
وإذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن المقاومة ستظل ملتزمة بمواجهة هذا العدوان حتى يتحقق هذا الوقف بشكل كامل، ويستطيع الشعب الفلسطيني أن يعيش حياته بعيدًا عن التهديد اليومي المباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
“}]]