بلا طعام ولا دواء.. أطفال معاقون يواجهون “تحالف المصائب” بغزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تجلس السيدة الفلسطينية وفاء البلبيسي، في أحد مراكز الإيواء داخل مدرسة في شمالي قطاع غزة، بجوار نجلها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتجد البلبيسي نفسها محاصرة داخل غرفة محترقة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي سابق، فلا بديل آخر لديها يمكنها النزوح إليه، مع استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة.

ويعاني أبناء البلبيسي الثلاثة من إعاقة عقلية، فيما يعاني أحدهم من زيادة في الشحنات الكهربائية في الدماغ، ويتناولون علاجًا مخصصًا لحالتهم، وفق البلبيسي.

وتقول الأم بصوت مختنق، لمراسل الأناضول: “أطفالي يعانون من الإعاقات العقلية، ولا مكان آمن لنا للجوء إليه، مراكز الإيواء في المدارس لم تعد تستطيع استيعابنا، وأسعار المواد الغذائية المرتفعة جعلت الحصول على الطعام أمراً شاقاً”.

وتضيف: “‏أحد الأبناء يعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية وحالته صعبة ويحتاج إلى دواء غير متوفر حاليًا”.

ويعاني نجلها ‏إسلام يعاني من حساسية غريبة جدًا تتسبب بظهور بقع زرقاء على الجلد، ولا تختفي إلا بتناول أطعمة معينة وأدوية خاصة مفقودة حاليًا.

في انتهاك صارخ لحقوق الأطفال في غـ.ـزة، وفي ظل استمرار العـ.ـدوان، ألف طفل في غزة بترت أطرافهم من دون تخدير #اطفال_غزة#الميادين_Go pic.twitter.com/1mJqwd8Ojt

— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) December 27, 2023

وتشير الأم إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء، مع تفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة، مؤكدةً أنها لا تستطيع الحصول على إمدادات غذائية كافية، بسبب الأسعار الباهظة، وعليه تحاول إطعام أطفالها بوجبة واحدة يومياً.

وتبين البلبيسي أن معظم الأغذية فقدت من الأسواق كالأرز والطحين، لذلك اضطررنا لأكل العلف المخصص للحيوانات الى جانب انقطاع الحفاضات اللازمة لأطفالها.

“كل لحظة يموت طفل كل ساعة يموت عدد من الأطفال هنا”..
7 أطفال استشهدوا بسبب الجوع والجفاف، وأمهات في شمال غزة يجبرن على فطام أطفالهن. pic.twitter.com/plKfhOzE1W

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) February 29, 2024

ويواجه آلاف الفلسطينيين في شمال غزة خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات إلى هذه المنطقة في إطار الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

مكان غير ملائم

ويشعر الأطفال الثلاثة بالخوف الشديد عند سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتقول البلبيسي بحزن شديد: “أصعب شيء أعانيه مع أبنائي صعوبة التعامل والتواصل مع الناس، بسبب الاعاقة العقلية التي يعانوها، ولا يوجد مكان أذهب إليه، وتنقلت بين 3 مدارس”.

وتبين أن النازحين لا يتقبلوا وجود أبنائها بينهم في مراكز الإيواء، لذلك خرجت عدة مرات من المكان الذي تتواجد فيه بحثًا عن آخر، تحت القصف الإسرائيلي.

وتضيف: “في أحد المرات عدنا إلى البيت فوجدناه متضررًا جراء القصف الإسرائيلي، وعندما عدنا إلى المدرسة الأولى وجدنا الصف مقصوف أيضًا”.

وتشير إلى الوضع المأساوي للغرفة التي يتواجدون فيها برفقة 10 أشخاص آخرين، رغم أنها لا تتسع لعائلتها وحدها فقط، حيث تتساقط قطع الأسمنت من الجدران بسبب القصف والحريق.

وتتمسك الأم مع كل هذه التحديات بالأمل والإيمان، وتناشد الجهات الإنسانية والعالمية بتقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ حياة أسرهم المحاصرة، مؤكدة أن أملها الوحيد هو أن يعيش أطفالها بسلام وكرامة، وأن تنتهي الحرب ويرفع الحصار الظالم على قطاع غزة.

إيهاب أحمد المدهون مدرب ومترجم لغة الإشارة في جمعية أطفالنا في غزة الذي ينقل بلغة الإشارة الظروف الصعبة التي يعيشها المعاقون في ظل الحرب المستمرة على القطاع#من_غزة pic.twitter.com/iGmXEsgFPB

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 12, 2023

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانا غاشما على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة