جنين / PNN/ يارا منصور – نجحت سونيا عويس صاحبة مشروع زعتر ومسارات في قرية المغير قرب مدينة جنين من امتلاك مزرعة بيئية لزراعة الزعتر الاخضر أحد اكثر الأكلات الشعبية في جنين وفلسطين وتحويله لمشروع مسار سياحي يقوم على قطعت أرض تم استصلاحها وزراعتها بالزعتر لتدخل ضمن مسار سياحي يبدء من قرية جلقموس وينتهي بقرية المغير وصولا الى مزرعة الزعتر خاصتها.
جاءت فكرة مشروعها من الطلب المتزايد على المنتجات التراثية وكل ما يتعلق بالتراث ما ألهمها باستصلاح قطعة أرض تملكها العائلة وتحويله لمشروع زراعي وسياحي محلي .
تقول سونيا ل PNN في جنين ان أكثر ما واجههته من صعوبات هو الحصول على التمويل المالي المحدود في ظل ما نعيشه في فلسطين من ظروف الحرب وقلة التمويل الخارجي لأن تكلفة هذه المشاريع تكون باهضة الأمر الذي دفعها الى أن تسير في تطوير مشروعها بخطوات بطيئة ومتئنية.
تحاول سونيا تطوير مشروعها حاليا من انتاج الزعتر الأخضر والزعتر الجاف بعد صحنه واضافة السمسم بتحويله الى الدُقة الجنينية إحدى أشهر الأكلات الشعبية على مائدة الإفطار في فلسطين وتستخدم في المخبوزات والمناقيش.
[embedded content]
تطمح سونيا المزراعة الشابة في المستقبل الى تطوير مشروعها لاستخراج الزيوت والمنتجات العطرية و في سعيها الدؤوب لتطوير عملها تسعى لإنشاء غرفة ضيافة لتستضيف السياح في نهاية المسار السياحي وتقديم الخدمة الملائمة لهم .
تسوق سونيا عويس منتجاتها من خلال برامج وصفحات السوشال ميديا وتعتمد على الترويج التقليدي لمنتجات مزرعة الزعتر البيئية غير العضوية وتبحث دائما عن مؤسسات أهلية وغير حكومية لتشاركها في تطوير أليات عملها ومزرعتها ومشروعها رغم صعوبة الأوضاع الإقتصادية التي نعيشها في ظل الحرب والواقع الاقتصادي الصعب ,
ترى سونيا أن صعوبة حياة المرأة الفلسطينية في العمل بالزراعة في ظل عملها كموظفة يلقي بأعباء متزايدة عليها لكن باصرارها وبذلها المزيد من الإصرار والجهد والعمل بجد يجلب لها السعادة والنجاح والتطوير والتميز بمشروعها وتقدمها نحو ما تطمح لتحقيقه وتطويره.
يشار الى ان للزعتر أهمية ثقافية عميقة في المطبخ الفلسطيني، إذ يرمز غالبًا إلى الارتباط بالأرض والتقاليد؛ وهو طبق أساسي على موائد الإفطار، يُقدم عادةً مع زيت الزيتون والخبز الطازج.
و في المناطق الريفية، توارثت أجيال من النساء الفلسطينيات وصفات الزعتر، حيث يمزجن الزعتر بالسماق والسمسم والملح لابتكار نكهات إقليمية فريدة.
و بالنسبة للفلسطينيين فان هناك اهمية سياسية للزعتر إلى جانب قيمته الغذائية، يُعد الزعتر رمزًا للصمود والهوية، ويُزرع بكثرة في الحدائق المنزلية والمزارع رغم قيود الأراضي والصعوبات الاقتصادية.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.
