تل أبيب/ PNN- أعربت مصادر في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن مخاوفها من الموقفين الأمريكي والمصري، في حال بدأت العمليات العسكرية في رفح من دون تنسيق مع القاهرة بشأن إدخال المساعدات، وفق تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الأحد.
ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر قولها إن هناك مخاوف من دخول المساعدات من معبر رفح دون رقابة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تريد إسرائيل تحقيق هدفين من عملية رفح، هما: الوصول إلى صفقة أسرى جيدة، ومعالجة أزمة محور فيلادلفيا، فإن مصر ستكون القاسم المشترك في الأمرين.
وأكدت أنه على خلاف حالة “التفاخر” في لهجة المسؤولين بالمؤسسة السياسية الإسرائيلية، فإن المؤسسة العسكرية تحاول طمأنة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية ومصر بأن العمليات في رفح لن تطال محور فيلادلفيا، ولن تجري إلا بتنسيق مع القاهرة بشأن المساعدات.
حادثة استراتيجية
وقدَّرت المصادر أنه من دون تنسيق مع القاهرة وغطاء أمريكي، فإن الغزو البري لرفح “سيتحول إلى حادثة استراتيجية ستضرب أهداف الحرب برمتها”.
ونوهت إلى أن واشنطن أرسلت تحذيرات واضحة إلى إسرائيل بشأن التظاهرات التي تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من معبري كرم أبو سالم ونيتسانا.
في المقابل، أبلغت مصادر في المؤسسة العسكرية الصحيفة بأن التظاهرات الإسرائيلية ضد إدخال المساعدات ستؤدي في نهاية المطاف إلى قيام مصر بإدخالها من معبر رفح، من دون أن تتمكن إسرائيل من الإشراف على محتواها.
وتابعت أنه على المستوى الاستراتيجي، إذا أرادت إسرائيل صفقة أسرى في القريب، فمن الأفضل لها الحفاظ على علاقاتها مع مصر، التي تعد لاعبًا هو الأهم بكل صفقة مستقبلية.
ضغوط مصرية
وأردفت “يديعوت أحرونوت” أن مصر تضغط بشدة على إسرائيل، ولا تكتفي بالتهديدات بضرب منظومة العلاقات بين البلدين، لكنها أرسلت دبابات وناقلات وجنودا من سلاح المشاة إلى الحدود، في ظل مخاوف من تدفق جماعي للفلسطينيين.
وبحسب الصحيفة، قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فضَّل عدم كشف هويته، إن الجيش الإسرائيلي “لن يغفل ضرورة التنسيق مع مصر؛ لأن العلاقة مع القاهرة استراتيجية، ومن المهم أن تصل الأمور في النهاية إلى صفقة لتحرير الأسرى”.
الإخلاء إلى خان يونس
ومن المفترض أن تضع رئاسة الأركان العامة على طاولة مجلس الحرب خطتها بشأن إخلاء الغزِّيين من رفح عبر ممرات آمنة، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تطرق إليها.
وأوضحت الصحيفة أنه عقب نهاية العمليات العسكرية في خان يونس، “سيبدأ عمل الممر الآمن الذي تحدث عنه نتنياهو من رفح لإعادة الغزِّيين إلى خان يونس”.
ونقلت عن مصدر عسكري، لم تكشف هويته، أن انتقال السكان سيستغرق وقتًا، مع أن الجيش يريد إنهاء جميع العمليات في رفح قبل شهر رمضان، وسط شكوك في قدرته على تحقيق هذا الهدف في ظل تعقد الأوضاع السياسية والعسكرية.