بيت لحم /PNN / أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، في افتتاحية نشرتها الجمعة، أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بارتكاب “جريمة إنسانية متواصلة” بحق سكان قطاع غزة، من خلال اتباع سياسة تجويع ممنهجة باتت مصدر فخر لحكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي بعنوان “على إسرائيل أن تتوقف عن تجويع غزة”، إن سياسة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع تستند إلى “رواية شعبوية كاذبة” تزعم أن الغذاء والدواء يعززان القدرات العسكرية لحركة حماس، ووصفت هذا الربط بأنه خطير وغير أخلاقي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، منذ أكثر من ستة أسابيع، لم تدخل أي شحنات من الغذاء أو الدواء أو الخيام أو غيرها من أشكال المساعدات إلى غزة، ما فاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي، خصوصًا في ظل اعتماد معظم السكان على وجبة واحدة فقط يوميًا تقدمها مطابخ الأمم المتحدة.
ووفقًا لبيانات نقلتها “هآرتس” عن وكالات إنسانية، تم نقل 3696 طفلًا إلى المستشفيات خلال شهر آذار/ مارس وحده بسبب سوء التغذية الحاد، في وقت أُجبر فيه برنامج الغذاء العالمي على إغلاق جميع المخابز التابعة له داخل القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى أن “من يدفع الثمن ليس حركة حماس، بل مئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن والفقراء”، محذّرة من عواقب هذه السياسة على المدى البعيد، خاصة في ظل نقص المياه النظيفة، وتدمير شبكات الصرف الصحي، وانهيار النظام الصحي، وانتشار آلاف السكان في خيام مؤقتة.
وأضافت أن خبراء تغذية إسرائيليين حذروا من “ضرر لا رجعة فيه” لنمو أدمغة الأطفال، نتيجة النقص الحاد في السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات، إضافة إلى تراجع إنتاج وجودة حليب الأم، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تطال أجيالًا كاملة.
وأكدت الصحيفة أن هذه المعاناة “لا تحقق أيًا من أهداف الحرب”، مشيرة إلى أن “موت الأطفال بسبب الجوع والمرض لن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، ولا إلى القضاء على حماس”.
وفي ختام افتتاحيتها، دعت “هآرتس” حكومة الاحتلال إلى استئناف فوري لتدفق المساعدات إلى غزة، مطالبة المجتمع الدولي بـ”الضغط على “إسرائيل” بكل الوسائل الممكنة” من أجل إنهاء سياسة التجويع ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.