متى يتوقف “نتنياهو المأزوم” عن فتح الجبهات وإشعال الحرائق؟

[[{“value”:”

رصد – البوصلة

يواصل رئيس وزراء الاحتلال “المأزوم” بنيامين نتنياهو تخبطه السياسي والعسكري على كافة المحاور الداخلية والخارجية، في مشهدٍ يكشف عمق الأزمة التي يعيشها لا سيما بعد فتحه النّار على الوسيط الدولي الذي نال احتراما عالميًا كبيرًا من خلال وساطته إبان طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

تصريحات نتنياهو سكبت النار على مشهدٍ مشتعلٍ، سبقته تصريحاته حول إعادة احتلال مناطق غرب الأردن، ومحور فيلادلفيا وما أعقبها من مواقف أردنية ومصرية رافضة، لتنضم قطر للجبهات التي فتح نتنياهو النار عليها، في سياقات يرى فيها مراقبون سعيًا منه للهروب من أزماته الداخلية التي وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي مع فريقه الوزاري في خلافاتٍ حادة خرجت للعلن، فضلاً عن اقتحام عائلات الأسرى لاجتماعات الكنيست، وتوقف العقل الصهيوني عن الإجابة على السؤال الكبير: ماذا بعد انتهاء الحرب؟

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، انتقد ما وصفه بالـ “الأجندة العنصرية المتطرفة” للحكومة الإسرائيلية وقال إنها تتحدى العالم برفضها قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

فيما عبّرت مصر عن رفضها لـ “إمعان إسرائيل في تسويق الأكاذيب في محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، في مخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر.

وأكدت مصر أن “أي تحرك إسرائيلي باتجاه إعادة احتلال محور فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية”.

وأمّا قطر فأكدت من خلال رفضها للتصريحات المسربة لنتنياهو، بأنّه “يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين”.

كائن مأزوم يصدر أزمته

علّق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، اليوم الخميس، على تسجيلات “نتنياهو” المسربة حول موقفه من دولة قطر كوسيط دولي نال احترامًا واسعًا ومصداقية كبيرة منذ بدء طوفان الأقصى، واصفًا نتنياهو بـ “الكائن المأزوم الذي يبحث عن أي جهة يعلّق عليها أزمته”.

ونقل الزعاترة في تدوينة له على منصة “إكس”، رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، قول نتنياهو لعائلات الأسرى: “لم تروْني أشكر قطر. هل لاحظتم؟ أنا لم أشكر قطر. لماذا؟ لأن قطر بالنسبة لي، لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، عن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما أكثر إشكالية. ومع ذلك فإنني على استعداد الآن للتعامل مع أي وسيط يمكنه مساعدتي في إعادتهم (الأسرى) إلى الوطن”.

وتابع بالقول: الكائن المأزوم يبحث عن أي جهة يعلّق عليها أزمته، وإن شملت الأزمة كل “كيانه”.

واستدرك الزعاترة بالقول: حتى “الأمم المتحدة” لا تعجبه، ولا “الصليب الأحمر”، وأضف إليها عددا مهولا من دول العالم، بما فيها دول أوروبية، ولا تنسَ “محكمة العدل الدولية”!

ولفت إلى أن “نتنياهو ببساطة يريد أسراه دون وقف الحرب، وهذا هو السائد في مجلس الحرب حتى الآن، لكن أزمته الشخصية كقائد مكروه وملاحقا بقضايا فساد، تحضر بقوة أيضا.. طبعا بجانب الضغط الكبير لأهالي الأسرى، ومساندتهم من قبل فعاليات شعبية وسياسية وإعلامية كبيرة”.

وشدد الزعاترة على القول: الحق أن استهداف قطر لم يكن حِكرا عليه منذ 7 أكتوبر، بل شمل ساسة وإعلاميين بلا حصر، لكن دون أن يصل الأمر بأيّ منهم حدّ المطالبة بوقف التعامل معها كوسيط، وإن أضاف بعضهم توعّدا بمعاقبتها بعد نهاية الحرب، كأن الغزاة الأشقياء يتوقّعون منها أن تكون محايدة في قضية أمّتها المركزية، وهو ما لن يحدث بطبيعة الحال، رغم التحريض عليها من قِبَل مرضى “متلازمة الإسلام السياسي” ومقاولي التطبيع.

وأضاف، هذا “الكيان”، ورغم الدعم الأمريكي السافر، لم يعد مخيفا كما كان، وهذه هي الحقيقة التي أدركها قادته. كما أن الوضع الدولي الجديد قد سلب من سيّدته (أمريكا) فرصة الاستفراد بالدول، كما كان الحال من قبل.

وختم الزعاترة تدوينته بالقول: لقد أطاح “طوفان الأقصى” والبطولات التالية بهيبته، فيما أطاحت بشاعة إجرامه بصورته في العالم، وانتهى كيانا معزولا يستدعي قادته “أسفار التوراة”، وأساطير الأسلاف لترميم معنويات مجتمع لن يرمّمها شيء.

تعليق المفاوضات

وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم الخميس، إن قطر أبلغت تل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قررت تعليق مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.

ونقلت الهيئة عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على تفاصيل المباحثات، قولهما إن “حماس” نقلت للوسطاء القطريين أنها “تطالب إسرائيل بسحب جميع قواتها من قطاع غزة منذ المرحلة الأولى للصفقة (تبادل الأسرى)، وإنهاء الحرب”.

ولم يصدر تعليق من الدوحة على ما أفادت به الهيئة الإسرائيلية.

أمريكا تضغط للتوصل لصفقة

وفيما يبدو أنّه مساعٍ أمريكية لاحتواء التعنّت الإسرائيلي الذي يقوده نتنياهو “الخائف من توقف الحرب ومحاسبته على نتائجها، قالت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الخميس، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، سيلتقي في الأيام القادمة مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين “بهدف التوصل لصفقة تبادل أسرى بين (حماس) والاحتلال”.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن مدير (CIA) “سيلتقي برئيسي الموساد والمخابرات المصرية ورئيس وزراء قطر”.

وأوضحت أن “اللقاء يأتي من أجل التوصل إلى اتفاق طموح لإطلاق سراح الأسرى، ووقف طويل لإطلاق النار”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة