100 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة .. دمار هائل وصمود أسطوري

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بحصيلة دامية تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها المائة، فشلت خلالها في تحقيق أهدافها المعلنة، وبقي الفلسطينيون يعضون على جراح ألمهم في خيام النزوح، مؤكدين الصمود ورفض مخططات التهجير.

وعلى مدار 100 يوم، سوَّت قوات الاحتلال أحياء سكنية وبلدات كاملة بالأرض، وغيرت المعالم الجغرافية للكثير من التجمعات السكنية دون أن تفلح في كسر إرادة المقاومة أو الناس لتفضح حقيقة الإجرام الدموي الذي يسيطر على قادة كيان الاحتلال.

وفي إحصاءاته لمائة يوم من العدوان، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن نحو مائة ألف فلسطيني باتوا في عداد الشهداء والمفقودين والجرحى؛ بمن في ذلك أولئك المصابين بإعاقات طويلة الأمد، في اليوم الـ100 لجريمة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

#صور | الدمار الذي حل بمنزل عائلة أبو ضباع برفح بعدما قصفــه الاحتــ.ــلال الإسرائيلي pic.twitter.com/rnVjqxnKkq

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 14, 2024

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان له -الأحد- أن إحصاءاته الأولية تفيد باستشهاد 31.497 فلسطينيًا حتى مساء أمس السبت، مشيرًا إلى أن 28.951 من ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على قطاع غزة هم من المدنيين أي ما نسبته %92تقريبا من إجمالي الضحايا.

وبيّن أن الحصيلة تشمل 12.345 طفلًا، و6.471 امرأة، بالإضافة إلى 295 عاملًا في المجال الصحي و41 من عناصر الدفاع المدني، و113 صحافيًا، فيما أصيب 61.079 بجروح مختلفة، بينهم المئات في حالة خطيرة.

وأبرز الأورومتوسطي أن أرقامه تشمل— بالإضافة إلى إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية- أعداد آلاف الضحايا ممن ما يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة ومضى على وجودهم هناك أكثر من 14 يومًا، بما يشير إلى فرص عدم نجاتهم وفقدانهم بشكل نهائي.

في الوقت ذاته، ما يزال هنالك مئات الجثامين الهامدة في الشوارع والطرقات، ويتعذر انتشالهم بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، والذين لم يتم حتى الآن حصرهم وإدراجهم ضمن عدد الضحايا بشكل نهائي.

ونتيجة عدوان الاحتلال نزح قرابة 2 مليون فلسطيني قسرا من منازلهم ومناطق سكناهم في قطاع غزة دون توفر ملجأ آمن لهم، أي ما نسبته 90% من إجمالي سكان القطاع، في الوقت الذي دمر فيه القصف الإسرائيلي المستمر نحو 69.700 وحدة سكنية بشكل كلي، و187.300 وحدة سكنية بشكل جزئي، مما يحرم النازحون قسرا من العودة إلى ديارهم من الناحية الواقعية والقريبة المدى.

وتتعمد إسرائيل– وفق الأورومتوسطي- تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق البني التحتية في قطاع غزة، بما يشمل حتى الآن استهداف 320 مدرسة، و1.671 منشأة صناعية و183 مرفقًا صحيًا بينهم 23 مستشفى و59 عيادة و92 سيارة إسعاف، و239 مسجدا و3 كنائس، إضافة إلى 170 من المقار الصحافية والإعلامية.

المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أشار إلى أن الـ100 يوم الماضية كانت مثل 100 عام لسكان غزة، جراء العدوان العسكري الإسرائيلي.

#متابعة | فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة (الأونروا) بعد مرور 100 على العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غز.ة:
• 100 يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام لسكان غز.ة.
• الفلسطينيون تعرضوا لأكبر تهجير منذ عام 1948 بسبب القصـف.
• معظم سكان غز.ة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح…

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 14, 2024

وأضاف لازاريني في بيان له: “إن جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ 100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة.”

وأكد أن هذا أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، مشيرًا إلى أن هذه الحرب أثرت على أكثر من 2 مليون شخص – أي جميع سكان غزة.

وقال: سيعاني الكثير منهم مدى الحياة، جسديا ونفسيا. وتعاني الغالبية العظمى، بما في ذلك الأطفال، من الصدمات الشديدة.

وإلى جانب القتل الجماعي اليومي للفلسطينيين، يرصد المتابعون أن قوات الاحتلال تعمل فعليا لدفع السكان المدنيين إلى مغادرة القطاع، وقتل كل مظاهر الحياة في هذا المكان.

ووفقا لتقرير نشرته الجزيرة -بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب على غزة- فإنه يمكن الوقوف على هذه النية في التصريحات التي أطلقها مسؤولون سابقون وحاليون بشأن ضرورة إخلاء القطاع من سكانه وإعادة الاستيطان فيه، بغض النظر عمّا يمثله هذا من إبادة جماعية وتهجير قسري يجرمهما القانون الدولي والإنساني ويعتبرهما جريمتي حرب.

#شاهد
طفل يبحث عن والده في المشفى بعد قصــف الاحتــ.ــلال لمنزل في رفح فجر اليوم pic.twitter.com/bavFIOC5pD

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 14, 2024

وأشار التقرير -الذي أعدته سلام خضر- إلى دعوة الوزير السابق للأمن القومي الجنرال غيورا إيلاند، إلى عدم تزويد سكان غزة بأي مصدر يتيح إطالة عمر الحياة في القطاع.

وفي هذا الصدد ذكر التقرير بأن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى النصر للأطفال وأجبرت طاقمه الطبي على إخلائه وترك أطفال خدّج، وجدوا بعد أيام جثثا متحللة داخل المستشفى.
كما استهدفت إسرائيل كل ما من شأنه مساعدة السكان على البقاء أحياء، حيث خرج 77% من مستشفيات القطاع عن الخدمة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

إلى جانب ذلك، استهدف القصف 104 مدارس، ولحقت بـ70% منها أضرار بالغة، وقد ألقى الاحتلال أكثر من 29 ألف قنبلة على القطاع، ودمر 40% من المنازل فيه بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق تقديرات أولية.

كما تظهر صورا التقطت بالأقمار الصناعية أنه خلال الأيام الـ100 الماضية، اختفت أحياء بأكملها من على وجه الأرض أو لم تعد صالحة للحياة، ونسفت جدران نحو 33% من بيوت غزة وشوارعها.

ووفقا لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية أن ثلثي مباني شمالي القطاع قد دمرت تماما، وأن مباني الجنوب اختفت بشكل كلي.

ورغ مكل هذه الحصيلة القاسية، لا تزال المقاومة صامدة وتقارع الاحتلال، وبثت في اليوم الـ 99 مقطع فيديو يوثق العديد من عملياتها النوعية مم مسافة صفر ضد آليات الاحتلال.

أما السكان المهجرين، فإنهم رغم الألم والتشريد يعبرون من وسط ركام المنازل المدمرة ومن داخل خيام النزوح عن إرادة صمود ورفض مخططات التهجير الصهيونية.

 

المحتوى ذو الصلة