في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، نعت السلطات في بيلاروسيا، وزير الخارجية السابق فلاديمير ماكي عن 64 عاماً دون أن تكشف عن سبب رسمي للوفاة.وجاء رحيل السياسي الرفيع بعد أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وعقب وقت قصير من إعلان موسكو ضم 4 مناطق من جارتها إلى أراضيها.رحيل مفاجئ لسياسي مرموقإلا أن اللافت في الأمر أن الوفاة فعلياً أتت مباشرة بعد تعليق من ماكي أعرب فيه عن خشيته من أن تكون بلاده المنطقة الخامسة التي ستضمها روسيا إلى أراضيها قريباً.فقد كشف الوزير البيلاروسي السابق حينها أنه يخشى فعلاً من أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم بلاده بيلاروسيا بعد أوكرانيا إلى أراضيه.ورغم أن تلك المخاوف بقيت كلاماً، فإن تصريحاً فلندياً جديداً أثار غموضاً وأعاد حديث الدبلوماسي الراحل إلى الواجهة ثانية بعد أشهر من وفاته.فقد أخبر وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، أن الراحل تحدث معه بعد أن أعلن بوتين ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى أراضيه وهي لوهانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا وخيرسون، يوم 30 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.وأضاف أن ماكي الذي شغل منصبه في الوزارة منذ عام 2012، كان
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، نعت السلطات في بيلاروسيا، وزير الخارجية السابق فلاديمير ماكي عن 64 عاماً دون أن تكشف عن سبب رسمي للوفاة.
وجاء رحيل السياسي الرفيع بعد أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وعقب وقت قصير من إعلان موسكو ضم 4 مناطق من جارتها إلى أراضيها.
رحيل مفاجئ لسياسي مرموق
إلا أن اللافت في الأمر أن الوفاة فعلياً أتت مباشرة بعد تعليق من ماكي أعرب فيه عن خشيته من أن تكون بلاده المنطقة الخامسة التي ستضمها روسيا إلى أراضيها قريباً.
فقد كشف الوزير البيلاروسي السابق حينها أنه يخشى فعلاً من أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم بلاده بيلاروسيا بعد أوكرانيا إلى أراضيه.
ورغم أن تلك المخاوف بقيت كلاماً، فإن تصريحاً فلندياً جديداً أثار غموضاً وأعاد حديث الدبلوماسي الراحل إلى الواجهة ثانية بعد أشهر من وفاته.
فقد أخبر وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، أن الراحل تحدث معه بعد أن أعلن بوتين ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى أراضيه وهي لوهانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا وخيرسون، يوم 30 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وأضاف أن ماكي الذي شغل منصبه في الوزارة منذ عام 2012، كان قلقاً جداً من أن تكون بيلاروسيا المنطقة الخامسة التي ستضمها روسيا، في مقابلة مع صحيفة “Iltalehti” الفنلندية.
وأكد هافيستو أنه وعند مناقشة طموحات روسيا المحتملة مع صديقه الراحل، بدأ العرق يتساقط من جبين ماكي، وقال له: “لا يمكنك التنبؤ بما إذا كنّا نحن في مرمى طموحات بوتين الإمبريالية”.
كما تابع أنه حينها وجد مخاوف ماكي جديرة بالملاحظة، خصوصا أن المسؤولين في مينسك مؤيدون بشدة لروسيا وبكل الطرق.
وذكر أن الراحل توفي بعد تلك التصريحات بفترة صغيرة دون كشف رسمي عن سبب الوفاة.
تقرير سري.. خطة من 3 احتمالات
أتى كلام الوزير الفنلندي متزامناً مع تقرير أصدره صحافيون الأسبوع الماضي نقلته “ديلي ميل”، يبدو أنه يشير إلى أن مخاوف ماكي لم تكن بلا أساس.
فقد كشفت التقرير أنهم تلقوا وثائق رئاسية مسربة أظهرت أن روسيا كانت تخطط لضم بيلاروسيا واستيعابها مع أراضيها بحلول عام 2030.
وأُطلق على الملف السري الذي يُقال إنه يعود تاريخه إلى صيف عام 2021، اسم “الأهداف الاستراتيجية للاتحاد الروسي في بيلاروسيا”.
وقد حدد 3 احتمالات للخطة الروسية، عبارة عن “قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل” لضم بيلاروسيا، وذلك كي تكون جزءاً من “روسيا التاريخية”.
على أن تشهد الخطة متوسطة الأجل أن تصبح بيلاروسيا رسميا جزءا من روسيا في وقت مبكر من عام 2025، بينما تقدم الخطة طويلة الأجل إطارا زمنيا لمدة 7 سنوات اعتبارا من عام 2023.
وبحسب ما ورد، تم وضع الخطط من قبل المديرية الرئاسية الروسية للتعاون عبر الحدود، وهي قسم حكومي أنشأه بوتين في عام 2018، وحصلت عليها شركة Yahoo! الأخبار والمنافذ الألمانية Sueddeutsche Zeitung.
وفي حال تم التحقق من صحتها، فستؤكد الوثائق أن بوتين أمر أجهزة المخابرات والقوات المسلحة الروسية بالاستعداد لضم دولة أخرى، حتى في الوقت الذي يكافح فيه جيشه لتحقيق مكاسب كبيرة في أوكرانيا.
إلى ذلك، أوضح التقرير أن رغبة سيد الكرملين في السيطرة على بيلاروسيا وأوكرانيا لم تكن مفاجأة، وستشير إلى أن ماكي كان محقا في القلق.
ووفقاً لهافيستو الذي كان على اتصال بمكي منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، لأنه أراد أن يفهم ما كانت تفكر فيه بيلاروسيا بشأن روسيا، فالأمر يستحق المتابعة، لأنه على الرغم من أن دعم بيلاروسيا يبدو نشطا للغاية إلا أن هناك نوعا من التحفظ، بحسب ما قاله للصحيفة.
وأشار إلى الطريقة التي صرحت بها بيلاروسيا بأنها تدعم روسيا بكل الطرق بينما لم تنضم فعليا إلى الصراع، يعدّ تناقضاً مثيرا للاهتمام، واعتبره رسالة مزدوجة، خصوصا أن بيلاروسيا لم تنضم بعد إلى أكثر الأعمال العدائية نشاطا عبر الحدود حتى.
هل قتل السياسي المخضرم أم انتحر أم أن وفاته طبيعية؟
الجدير ذكره أن ماكي نفسه كان موضوع تقرير الأسبوع الماضي، زُعم فيه أن السياسي البيلاروسي قتل نفسه بعد أيام فقط من عودته من اجتماع مع مسؤولي الكرملين في أرمينيا.
وفقا للصحيفة البيلاروسية المستقلة ناشا نيفا، فإن أصدقاء ماكي أكدوا أنه كان منزعجاً بشكل مؤلم من المنصب الذي كان يقوده، خصوصا وأنه شعر آخر أيامه أن موقفه يقترب من نهايته وبات “غير ضروري” و”في غير محله”.
كما يزعم التقرير أن ماكي قال قبل وفاته بـ7 أشهر: “لا أتذكر من قال ذلك، لكن إذا كنت ستُعدم فمن الأفضل أن تُعدم بسبب الولاء على الخيانة”.
علاقة وثيقة
يشار إلى أن بيلاروسيا لم تشارك بشكل مباشر في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على مدى عام كامل، إلا أنها سمحت للقوات الروسية باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق للهجوم الأولي في 24 فبراير/شباط 2022.
كما سمحت لروسيا باستخدام أراضيها أيضاً في التدريبات العسكرية، وهددت أوكرانيا بالرد في حالة تعرضها لأي هجوم.
ولا يتوانى رئيسها عن إعلان تأييده مراراً وتكراراً لصديقه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
أما عن إعادة فتح ملف كلام الوزير البيلاروسي الراحل، فأتى عندما أخبر الوزير الفنلندي لوكاشينكو نظيره الصيني شي جين بينغ أن بلاده تدعم بالكامل مقترحات بكين لإنهاء حرب أوكرانيا عندما التقى الزعيمان في قمة العشرين الخميس.
يذكر أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو كان حضر جنازة وزير الخارجية السابق فلاديمير ماكي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني.
وشوهد الرئيس في الصور يقف فوق نعش الراحل المفتوح ويضغط على ذراع الراحل.
إلا أن موسكو لم ترسل نظير ماكي الروسي سيرغي لافروف لحضور الجنازة.