نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام
“نتقبل فكرة أنّ حماس ستظل موجودة”.. بهذه الكلمات كشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي في تصريحاتٍ له اليوم الأربعاء، عن تراجع البيت الأبيض خطوة أو لعلها خطواتٍ إلى الوراء، بعد هذا الدعم اللامحدود لحكومة نتنياهو لثلاثة أشهر متواصلة حتى تحقيق أهداف العدوان المزعومة بالقضاء على حركة حماس.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا مع تصريحات المسؤول الأمريكي الذين رأوا فيها بداية التراجع الحقيقي في الموقف الأمريكي تجاه العدوان على غزة حتى اعتبرها بعض المغردين “نزولاً لأمريكا عن الشجرة”.
المغردون أكدوا أنّ تصريحات المسؤول الأمريكي تحمل في طياتها اعترافًا مبطنا في الهزيمة وعدم قدرة نتنياهو وعصابته الإجرامية على تحقيق أيٍ من أهدافهم التي أقنعوا فيها “الساكن في البيت الأبيض” المنحاز لهم ولجرائمهم.
وشددوا أنّ هذه التصريحات سيكون لها ما بعدها من مواقف وتراجع متواصل للموقف الأمريكي تجاه ما يجري من عدوانٍ متواصل والحرج الدولي الذي بدأ يتسبب به للرئيس الأمريكي خارجيا وداخليًا لا سيما مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية، ومؤشرات استطلاعات الرأي التي باتت تؤرقه.
لكن البعض، في الوقت نفسه، حذر من أنّ هكذا تصريحات يمكن حملها على أنّها “ضوءٌ أخضر” جديد لمواصلة العدوان الصهيوني على غزة ومزيد من القتل والدماء والمجازر.
اعتراف بعجز الهجوم البري
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء، إن “حماس لا تزال لديها قدرات كبيرة في قطاع غزة”، غير أن “واشنطن تؤمن أن الجيش الإسرائيلي قادر على تقويض قدرة الحركة على شن هجمات داخل إسرائيل”، بحسب زعمه.
وأضاف كيربي، أن واشنطن “لا نؤمن أن الهجوم العسكري سيقضي على فكر حماس”، مستدركا: “نتقبل فكرة أن حماس ستظل موجودة”.
وأوضح أن “أفراد حماس منظمون كقوات عسكرية وليس مجرد مجموعة لديها قدرات وهيكلية عسكرية”.
وأشار كيربي، إلى أن “محادثات الإفراج عن الرهائن من غزة جارية وبجدية”.
وأكد أن بلاده “ستعمل على الحفاظ على وجود عسكري في منطقة الشرق الأوسط، حتى لا تتسع الحرب بين إسرائيل وحماس”.
تفاعلات المغردين مع تصريحات كيربي
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق، إن “الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشدة بشأن خطر امتداد صراع غزة لجبهات أخرى”.
وأكدت الخارجية الأمريكية، أن تصريحات وزيرين في حكومة الاحتلال حول إعادة توطين أهالي قطاع غزة، “تحريضية وغير مسؤولة”.
ومنذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدّى العدوان إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء 22 ألفا و313 شهيدا، إضافة إلى إصابة 57 ألفا و296 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.