قصة الميلاد تتمحور حول عائلة فلسطينية شردت من شمال فلسطين الى جنوبها واصدر هيردوس ذبح الاف الاطفال في حينه

 ​   

بيت لحم /PNN / نجيب فراج – في الوقت الذي تعيش فيه بيت لحم اجواء حزينة في ظلال عيد الميلاد المجيد ووذلك لما يتعرض له قطاع غزة من قصف بربري شامل ادى الى استشهاد اكثر من 20 الف مواطن اغلبهم من الاطفال والنساء والرجال المدنيون وجرح نحو 50 الف اخرا وكذلك لما تتعرض له الضفة الغربية من عدوان متدحرج لا يتوقف ادى الى استشهاد المئات من المواطنين. 

وقررت الكنائس المسيحية والمؤسسات المختلفة الغاء كافة مظاهر الفرح من حفلات ومهرجانات وفعاليات ميلادية مختلفة كما كانت تشهده الاعوام الماضية فاختفت الاضواء والزينة واشجار الميلاد الضخمة التي كانت تنصب في الساحات وخاصة في ساحة المهد كبرى ساحات مدينة بيت لحم وساحة سوق الشعب بمدينة بيت ساحور وساحة المنشية القريبة من بلدية بيت جالا وكانت تجري احتفالات شعبية كبيرة لدى اضاءة هذه الاشجار وبحضور الاف السياح الاجانب الذين غابوا بشكل لافت بهذه الاجواء جراء الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وكذلك بحضور رسمي رفيع وسفراء وقناصل العديد من الدول الاجنبية ويقوم رجال الدين المسيحيين باضاءة هذه الاشجار. 

ومع ذلك يظل العيد يحمل معانيه الساميه حيث ولد السيد المسيح قبل نحو الفي عام ونيف في مغارة مهملة وضيقة ليشع نوره الى العالم اجمع وليصبح رمزا للسلام ولكن وطنه لا زال يفتقر لهذا السلام، ومع ذلك فان المدينة سوف تشهد وصول بطريرك طائفة اللاتين الى المدينة يوم الاحد القادم الموافق الرابع والعشرين من الشهر الجاري في اطار الطقوس الدينية وسيجري استقباله بحسب الاستتيكو بدون مظاهر الفرح اياها ولن تعزف الفرق الكشفيه اية الحان موسيقية وسوف يكون وجودها في الاستقبال صامتا. 

وبهذا الصدد يقول القس البرفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة بالمدينة انه بينما يستعد الناس في جميع أنحاء العالم لعيد الميلاد ، يفكرون في بيت لحم، بسبب الحرب على غزة وكدليل على حداد آلاف المدنيين الذين قتلوا ، قررت الكنائس في الأرض المقدسة إلغاء جميع احتفالات عيد الميلاد، ومع ذلك ، فإن قصة الميلاد هي قصة فلسطينية، تتحدث عن عائلة من الناصرة أجبرتها الإمبراطورية الرومانية على الإخلاء من شمال فلسطين، أي الناصرة، إلى الجنوب، أي بيت لحم. ولد يسوع لعائلة نازحة. لم يكن هناك مكان له في النزل ، لذلك ولد في مذود. لم يكن الوضع في فلسطين تحت الاحتلال الروماني سهلا على الإطلاق. في الواقع ، أمر الملك هيرودس بذبح جميع الأطفال في منطقة بيت لحم، في مواجه الطفل يسوع فقتل أكثر من 8000 طفل 

وهاهي الاحداث تتكرر رغم انها بطريقة اخرى ففي الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة مع مرور اكثر من نحو 76 يوما يقتل الاف الاطفال والاف النساء والاف الناس وتهدم المنازل على رؤوس سكانها وتهدم الاماكن الاثرية وتمحى الشوارع ، وقال “إن البكاء الذي يسمع اليوم في غزة يشبه إلى حد كبير البكاء الذي سمع في بيت لحم قبل 2000 عام”. 

وجائت اقواله في اطار اطلاق فعالية لعيد الميلاد تحولت الى افتراضيه بعنوان “امل بيت لحم … السلام من اجل فلسطين”مشيرا الى ان جامعة دار الكلمة هي الجامعة الأولى والوحيدة في فلسطين التي تركز على الفن والثقافة والتصميم ، وهي الوحيدة في الضفة الغربية التي لديها مركز تدريب في قطاع غزة. 

ومن يتجول في شوارع مدينة بيت لحم قبل ثلاثة ايام من بدء الشعائر الدينية يكتشف ان الاجواء عادية للغاية بعكس ما كانت في هذه الفترة بالاعوام السابقة حيث كانت الشوارع تعج بالمواطنين ومن بينهم الالاف من ابناء مدينة القدس ومناطق الـ48 والالاف من السياح الاجانب حيث سوف تفتقدهم المدينة في هذه الاجواء الامر الذي سينعكس على الوضع التجاري والاقتصادي مع ملاحظة ان 80 % من المبيعات السياحية تسوق فقط في هذا الموسم وبالتالي لحقت خسائر كبيرة على هذا الصعيد، اضافة الى الحركة الفندقية حيث كانت الغرف الفندقية في فنادق المدينة وعددها اكثر من 82 فندقا محجوزة بالكامل خلال الشهرين الماضيين والشهر الحالي والقادم على الاقل واصبحت هذه القنادق خاوية، هذا اضافة الى ما تحدثه ممارسات الاحتلال من اثر سلبي اذ ان كافة المداخل المؤدية الى المدينة مغلقة من جهاتها الاربعة ويمنع المواطنون من خارجها الوصول اليها بسهوله وكذلك الاقتحامات اليومية للعديد من مواقعها بما فيها المدينة ذاتها وشن اعتقالات واسعة في صفوف ابناء والاعتداء عليهم واخر هذه الاعتداءات استهداف قرية حوسان الى الغرب من بيت لحم والتي شيعت ظهر اليوم الشهيد الفتى محمود زعول والذي سقط برصاص الاحتلال في ساعات الليل الفائت كما اصيب عدد من المواطنين بجراح بينهم اثنين وصفت بالخطيرة على الاقل.

  

المحتوى ذو الصلة