غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الصحفي الأميركي جيريمي سكاهيل، أنّ الروايات الإسرائيلية والأميركية حول وقائع الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة، “كاذبة ومتطرفة”.
ولفت إلى أنّ ما جرى في مجلس الأمن وعدم قدرته على وقف الحرب بسبب الفيتو الأمريكي الذي وقف في وجه العالم كله، “تزيل أي شكوك بأن الحرب ضد الفلسطينيين في غزة ما هي إلا عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
حق المقاومة مشروع
وألمح سكاهيل في مقالته بصحيفة “إنترسبت” على ضرورة الإجابة على تساؤل يثبت حق أهل غزة في المقاومة، متسائلا: لماذا يلجأ الناس إلى الكفاح المسلح، والكيفية التي يرد بها المضطهد على الظالم حين يجرد من كل أشكال المقاومة المشروعة؟”.
وقال سكاهيل: إنّ بلينكن كان مشغولا بالتحايل على مراجعة الكونغرس لقرار الإدارة تفعيل إعلان الطوارئ للموافقة على بيع 13 ألف قذيفة دبابات لإسرائيل.
ولفت إلى أنّ “بلينكن يجوب الشرق الأوسط، ويظهر على عشرات القنوات التلفزيونية في جولة علاقات عامة تهدف إلى الترويج لفكرة شعوره بقلق عميق إزاء مصير سكان غزة”.
وكان بلينكن صرح في 10 نوفمبر/تشرين الثاني بأن “عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قد قُتل؛ وأن عددا كبيرا جدا قد عانى في الأسابيع الماضية، ونريد أن نبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون إلحاق الأذى بهم”.
ولكن بعد شهر، ومع ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير وتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار، أكد بلينكن للعالم أن إسرائيل كانت تنفذ تدابير جديدة لحماية المدنيين وأن أمريكا شجعتها على الاعتدال والتخفيف من حملة القتل واسعة النطاق.
دعم متواصل للإبادة
ومنذ اللحظة الأولى للحرب لم تكتفِ الولايات المتحدة، بإرسال مزيد من الأسلحة لدولة الاحتلال والدعم الاستخباراتي، بل وفرت لها أيضا غطاء سياسيا “حاسما” لحملة الأرض المحروقة التي تشنها “لإبادة” غزة باعتبارها أرضا فلسطينية.
وأكد سكاهيل أن عبارات القلق والحذر التي خرجت من أفواه مسؤولي الإدارة الأميركية “في غير محلها”، في حين كانت كل أفعالهم تهدف إلى إلحاق مزيد من القتل والدمار بالفلسطينيين.
ولفت إلى أنّ بايدن ادّعى “زورا” أنه شاهد صورا لـ”إرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال”، ثم نقل عن عمد هذا الادعاء -الذي لم يستوثق من صحته- على أنه حقيقة، وشكك علنا في أعداد القتلى الفلسطينيين.
وقال الصحفي الأميركي: إن كل ما نعرفه عن تاريخ بايدن الممتد زهاء 50 عاما هو أنه تميّز بدعمه وتسهيله ارتكاب إسرائيل أسوأ الجرائم والانتهاكات.
وأشار سكاهيل إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر لا يبرر بأي حال من الأحوال -لا أخلاقيا أو قانونيا- ما فعلته إسرائيل بالسكان المدنيين في غزة، مشددا على أن “ما تقوم به إسرائيل يتجاوز بكثير أي مبادئ أساسية تتعلق بالتناسب أو الشرعية”.
رد المضطهد على الظالم
وخلص سكاهيل إلى أن أي تحليل للحملة “الإرهابية” التي تشنها إسرائيل ضد شعب غزة لا ينبغي أن يبدأ بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. “فأي تدقيق صادق للوضع الحالي يجب أن ينظر إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول في سياق الحرب الإسرائيلية التي دامت 75 عاما ضد الفلسطينيين وخلال العقدين الماضيين”.
وختم مقالته بالقول: إنّ تدقيقا “حقيقيا” للأسباب التي تجعل جماعة مثل حركة حماس تكتسب شعبية بين الفلسطينيين، أو لماذا يلجأ الناس في غزة إلى الكفاح المسلح، لا بد أن يركز على الكيفية التي يرد بها المضطهدون على الظالم عندما يُجردون من كافة أشكال المقاومة المشروعة.