غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
كشفت صحيفة يديعوت العبرية في تقريرٍ نشرته مؤخرًا عمّا وصفته بالشهادات “الصادمة” التي أدلى بها الأسرى المفرج عنهم من قطاع غزة، والتي تؤكد أن حكومة نتنياهو عرضت حياتهم جميعا للخطر، دون الالتفات لما واجهوه من معاناة شديدة بسبب هذا “الاستهتار بحياتهم” من قبل حكومتهم.
ووجّه عددٌ من المفرج عنهم انتقادات حادة لنتنياهو وحكومته بسبب عجزهم عن تحقيق صفقة للإفراج عن الأسرى “الكل مقابل الكل”، وحمّلوه المسؤولية الكاملة عن حياة بقية الأسرى وضرورة تأمين سلامتهم وعودتهم لبيوتهم حتى لو كلف الأمر وقف الحرب، بعيدا عن حسابات نتنياهو السياسية هو ووزراء حكومته.
وبحسب الشهادات التي أوردتها الصحيفة يؤكد أحد المختطفين كانت المفارقة أنّه كان خائفا من “أن تقتله إسرائيل، وليس حماس”، معبرًا عن غيظه من رواية الاحتلال “ثم يقولون: حماس هي التي قتلتك”.
وفي شهادة أخرى صادمة تؤكد إحدى الأسيرات المفرج عنها مع أطفالها على الجريمة التي كشفتها تحقيقات داخلية إسرائيلية تفيد أن طيران الاحتلال هو الذي قصف “حفل الطبيعة” وقتل المشاركين حرقا بالصواريخ، حيث تقول: “إن مروحية أطلقت النار علينا، عند اختطافنا وفي طريقنا إلى غزة الأمر الذي بات يثبت بما لا يدع مجالا للشك زيف الاتهامات التي وجهت للمقاومة بقتل المدنيين بشكل بشع، فيما الجيش الإسرائيلي هو من أقدم على قصف المدنيين وبشكل عشوائي دون الالتفات لقيمة حياتهم.
وبحسب التقرير فقد أكد الأسرى المفرج عنهم “أن مروحية للجيش الإسرائيلي أطلقت النار عليهم”، وصرخوا بوجه نتنياهو “عار عليك”.
وتؤكد المختطفة غضبها من حكومة إسرائيل لا سيما وأنّ زوجها بقي أسيراً لدى حماس، في الوقت الذي ما زال يخالجها شعورٌ قوي بأن أحدًا من حكومتها لم يقدم لهم شيئا للمساعدة.
كما تكشف عن حقيقة الفشل الاستخباري الذي اعترف به الناطق باسم جيش الاحتلال بالفعل، فتؤكد أنّ حكومة الاحتلال وجيشها يزعمون أن لديهم معلومات استخباراتية، فيما الحقيقة هي العكس، حيث تقول: “لكن الحقيقة هي أننا كنا نتعرض للقصف هناك” على حد تعبيرها.
وقالت الأسيرة: “إنّ زوجي انفصل عنا قبل ثلاثة أيام من عودتنا إلى إسرائيل وتم ونقلهم إلى الأنفاق”، معبرة عن استهجانها من مخططات جيش الاحتلال التي “تتحدث عن اغراق الأنفاق بمياه البحر”.
وبحسب تقرير يديعوت فإنّ أحد الأسرى المطلق سراحهم كشف معلومة أخرى صادمة تؤكد أنّ المختطفين الإسرائيليين يتجولون في الشوارع، وليس فقط في الأنفاق، ويتم تركيبهم على الحمير والعربات، مشيرًا إلى أنه لن يتمكن الاحتلال من التعرف عليهم وسيعرض حياتهم للخطر”، مطالبة جيش الاحتلال بضرورة إعادتهم على الفور.
مطالبات بوقف العملية البرية
بدورها، نقلت القناة “12” العبرية، أن “مواجهات جسدية وقعت بين أهالي المختطفين، على خلفية وجود تيارات مختلفة في العائلات، بين الذين يؤيدون استمرار العملية البرية وبين الأغلبية التي تطالب بوقفها”.
كما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن نتنياهو “رفض الإجابة على أسئلة ذوي المحتجزين بغزة، وأصر بدلا عن ذلك على القراءة من ورقة كتبها”.
وقال نتنياهو بحسب أحد الحاضرين: “لا يمكن إعادة جميع المحتجزين الآن، وسأل الحاضرين إذا كان أي منهم يتصور أنه لو كان هناك مثل هذا الاحتمال (إعادة الجميع) هل هناك من سيرفضه”.