غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
شدد المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، الاثنين، على عزمه تقديم أدلة تثبت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم في قطاع غزة إلى الشرطة البريطانية، موضحا أنه في حوزته شهادات تشير إلى استهداف قوات إسرائيلية مدنيين فلسطينيين في بيوتهم وقتل عائلات فلسطينية بأكملها.
ولفت المركز في مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن، إلى أنه استطاع جمع أدلة على وجود خطر ارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأوضح المركز الحقوقي على أن قوات الاحتلال استهدفت خلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة “أناسا لا علاقة لهم إطلاقا بحركة حماس”.
وأعلن عن تأسيس وحدة تحقيقات خاصة بجرائم حرب محتملة في قطاع غزة، معربا عن عزمه على العمل مع وحدة تحقيقات الحرب التابعة لشرطة لندن لتزويدها بالأدلة.
ووجه المركز نداء إلى جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي دعاهم فيه إلى تزويده بالأوامر التي تلقوها من قادهم لأغراض التحقيق.
وخلال المؤتمر، كشف الجراح البريطاني من أصول فلسطينية غسان أبو ستة، عن مشاهد عاينها من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والمستشفيات في قطاع غزة.
ولفت أبو ستة الذي قدم إلى غزة عقب اندلاع العدوان متطوعا للمساعدة في أعمال إغاثة المصابين، إن 160 طبيبا ممرضا استشهدوا جراء الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.
وأضاف: “اضطررنا إلى إجراء عمليات جراحية عدة دون تخدير إحداها لطفلة في التاسعة من عمرها”.
وحول استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا خلال عدوانه على قطاع غزة، شدد أبو ستة على أنه رأى حروقا تسببت فيها قنابل الفوسفور الأبيض ووصلت إلى عظام المرضى الفلسطينيين.
وتحدث الطبيب البريطاني عن محاصرة قوات الاحتلال وآلياته العسكرية للمستشفى الأهلي في قطاع غزة في وقت تحولت فيه ساحاته إلى مخيم للنازحين.
وأشار إلى أن مسيرات إسرائيلية أطلقت صواريخ على سياج المستشفى الأهلي بعد تلقي مديره إنذارا بإخلائه، كاشفا أن قصفا إسرائيليا أدى إلى انهيار سقف غرفة العمليات بالمؤسسة الصحية أثناء إجراء عملية جراحية.
وذكر أبو ستة أن الساحة الأمامية للمستشفى الأهلي كانت مليئة بالجثث بسبب قصف الاحتلال.
وشدد خلال حديثه على أنه تأكد بنفسه خلال تواجده في مجمع الشفاء الطبي من أن 45 بالمئة من المصابين بالحروق كانوا من الأطفال، مضيفا أن “120 طفلا كانوا مصابين في مستشفى الشفاء دون ذويهم ولم نعرف هوياتهم”.
وكان الاحتلال اقتحم مستشفى الشفاء لأيام بعد حملة ترويج واسعة رافقها حصار خانق بالآليات العسكرية، ما أسفر عن استشهاد العديد من المرضى والنازحين وخروج المجمع الطبي عن الخدمة بشكل كامل.
وقبيل سريان الهدنة الإنسانية، فجرت قوات الاحتلال مرافق مستشفى الشفاء قبل انسحابها دون السماح لأي جهة دولية أو أممية بمعاينة الأدلة التي زعمتها حول استخدام المقاومة للمجمع الطبي كغطاء لعملياتها العسكرية.
والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيام بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، وتلا ذلك على مدى الأيام الماضية تبادل للأسرى على دفعات بين الجانبين، وفقا لشروط التهدئة التي توصل إليها الطرفان عقب مفاوضات طويلة بوساطة قطرية مصرية وأمريكية.
وقبل بدء الهدنة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي على قطاع غزة إلى أكثر من 14854 شهيدا، بينهم نحو 6 آلاف طفل و4 آلاف سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ35 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.