غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزة دخلت مرحلة “الحرب المتحركة”، وأكد أن حرب المدن تكلفتها باهظة على المهاجم أكثر، لأن آلياته تعتبر أهدافا ثابتة، وشدد على أن المعركة تقاس بالأمتار.
وأوضح الدويري -في تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن جيش الاحتلال في الحرب المتحركة يدخل إلى مناطق جديدة ويتراجع عنها رغما عنه، في إشارة إلى قرب وصوله إلى ساحة السرايا التي تبعد أكثر من كيلومتر عن مستشفى الشفاء، وهو ما يعني تطورا نحو الدخول أكثر في عمق مدينة غزة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال عمد في هذه الحرب إلى الدخول من غرب مدينة غزة خلافا لما جرت عليه العادة بالدخول شرقا معتمدا على السدود النارية.
وأضاف الدويري “أنه لجأ قبل التقدم إلى قصف المنطقة المستهدفة بضربات جوية وبرية وبحرية عنيفة من أجل تسطيح الأرض حيث تصبح وقتها المباني السكنية آيلة للسقوط متوقعا كذلك إغلاق فتحات الأنفاق”.
ومع ذلك -وفق الدويري- يتفاجأ جيش الاحتلال بمقاومة ضارية من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغيرها من فصائل المقاومة.
وشدد على ضرورة التفريق بين وصول الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى المناطق والسيطرة عليها، وبين أنه “لا يوجد سيطرة فالقتال والاشتباكات موجودة”، مستدلا ببيانات القسام حول تدمير آليات ودبابات في مناطق مجمع الشفاء الطبي وتل الهوا وبيت حانون وبيت لاهيا وغيرها.
عبوات ناسفة
وبشأن أبرز الأسلحة المستخدمة من طرف المقاومة في غزة، أشار الخبير العسكري إلى أن العبوات الناسفة المبتكرة أضيفت للمعركة، وتنقسم إلى نوعين وهي: عبوات ناسفة جاهزة مصنعيا أو عبوات يتم إعدادها ميدانيا، ولفت إلى أنها توظف على نطاق واسع ضد الآليات والأفراد ومداخل الأنفاق وداخل الأبنية.
والعبوة المضادة تستخدم للأفراد والآليات العسكرية، وتصنع من المتفجرات مثل قذائف الهاون، وتعمل عبر التحكم عن بعد، إذ تتكون من مصدر طاقة، وبادئ تفجير، وشحنة رئيسية متفجرة.
وبشأن لجوء جيش الاحتلال لاعتقال مدنيين فلسطينيين وتمركز آلياته أمام المدارس والمستشفيات، قال الدويري إن “القوات الإسرائيلية تتخذ المواطنين دروعا بشرية للحد من قدرة المقاومة على استهدافها”.
وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل محمية من مجلس الأمن، وهناك 3 دول فيه مناصرة بالمطلق لـ”تل أبيب” -في إشارة إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا- وجدد وصفه للجيش الإسرائيلي بأنه “الأسوأ أخلاقيا في العالم”، وما يجري في غزة لم يجر له مثيل في التاريخ العسكري منذ الإسكندر الأكبر.