غزة- المركز الفلسطيني للإعلام
رائد يوسف اللداوي وإيمان ناجي، نموذجان من النماذج الطيبة وعطرة السيرة في قطاع حاصره العدو والقريب.
منذ عهد قريب، فرحا بقدوم حفيدتهما الأولى لينضما إلى ركب الأجداد والسعادة بسماع لقب الجد والجدة على لسان “ولد الولد”.
ولكن؛ كان انضمامها إلى ركب الشهداء أقرب وأسرع، مع زوجة يوسف الأخرى ذات الذكر الحسن لطيفة جبر، التي كوّنت معه ومع إيمان أسرة كانت مضربا للمثل، واستشهدوا ثلاثتهم مع 6 من أبنائهم.
يقول معارف “الشهيد يوسف” إن قلبه كان طيبًا، ويسع الجميع، وهو دائم الابتسامة، ولا مفرّ من مزاحه الذي يُطيب وجع الأيام.
كان يملك برفقة إخوته مكتبة دار المنارة، حتى فرقهم الاحتلال، وفي عدوان الاحتلال الهمجي بعد السابع من أكتوبر، أبى أن يتزحزح في الشمال رغم القصف الشديد.
أما إيمان فقد قالوا عنها: كريمة وطيبة جدًا حتى في أبسط الأشياء، وحماة طيبة لزوجات أولادها، لكن لم يسعفهم الاحتلال أن يبنوا ذكريات سعيدة وخالدة في كنفها، واختطفوا كل حاضرهم ومستقبلهم على غفلة، وكانت آخر كلمات إيمان وبإيمان شديد بسامع الدعاء العزيز الجبار: “الرؤساء العرب.. أسأل الله أن يأخذ حقوقنا وحقوق أطفالنا من صحتكم وعافيتكم يا رب”.
وودعت الأسرة مدارج الدنيا إلى الآخرة في 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقد شهدت بطولة معركة الطوفان، وبكل تأكيد سيخبرون الله بكل شي، وهو العليم الخبير.
ونذكر أن “ليسوا أرقامًا” سلسلة تستعرض جزءًا مما يتوفر من قصص بعض الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وكل يوم مع نبذة جديدة من سيرة عطرة لأحد الأحياء عند ربهم، بمشيئته سبحانه.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنفيذ محرقة في قطاع غزة عبر الجو والبر والبحر، مخلفة أكثر من 40 ألفا بين شهيد ومفقود وجريح، كشكل من أشكال الانتقام من المدنيين الفلسطينيين.