جنرال إسرائيلي يحذّر من خطأ فادح للجيش في قطاع غزة

 ​   

الداخل المحتل/PNN- حذَّر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد “يتسحاق بريك” من خطأ فادح يوشك الجيش الإسرائيلي أن يرتكبه في غزة، يتعلّق بعزمه اقتحام مجمع “الشفاء” الطبي، قائلًا: “إن الجيش الإسرائيلي لم يكن يمتلك خططًا مُحدثة للعمليات البرية في القطاع”.

ونقل موقع “غلوبس” الليلة، عن بريك (لواء متقاعد) وأحد أكبر معارضي الغزو البري لقطاع غزة، إنه التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق (قبل بدء العمليات العسكرية البرية)، ونقل إليه رؤيته بشأن الغزو البري، وحذّره من تداعيات خطيرة في ظلّ عدم جاهزية الجيش، وعدم امتلاكه خططًا حديثة لمثل هذه العمليات.

الموقع حاول معرفة إذا ما كانت تقديرات “بريك” تغيّرت عقب بدء الغزو البري وما قال إنه “نجاح نسبي” يتحقق في الميدان، ونقل عنه القول، إن الجيش الإسرائيلي “لم يُحدِّث منذ سنوات طويلة خطط إعادة احتلال قطاع غزة ولم يخطط لحرب حقيقية هناك”.

وعلَّل ذلك بأن التقديرات التي كانت سائدة هي أنه لا حاجة لتحديث الخطط؛ لأن الأمر لن يحدث إطلاقًا، مضيفًا: “حين فُرِضت علينا الحرب، كان على الجيش أن يُسارع إلى وضع خطط فورية، وهنا تكمن المشكلة، فقد أراد الجيش دخول غزة بإصرار كبير لكن بفرص نجاح منخفضة، وهو أمر يعني خسائر فادحة”.

خطأ فادح

وذكر “بريك” أن الجيش الإسرائيلي “يحاصر غزة من جميع الاتجاهات حاليًّا، ويخنقها بشكل كامل، ما يعني أنه بدأ يعمل في الاتجاه الصحيح” من وجهة نظره، لكنه استطرد: “للأسف في الأيام الأخيرة هناك خطوات خاطئة يمكنها أن تسبب أضرارًا فادحة”.

وفسَّر ذلك بأن اليومين الماضيين “شهِدا حديثًا متزايدًا عن رغبة الجيش في دخول مستشفى الشفاء” (يقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع)، مضيفًا: “بالمناسبة، فهمت أن رئيس الوزراء لا يرى أن الخطوة صحيحة، لكن على كل حال بدأ الجيش التقدّم نحو المستشفى وصوب تجمعات سكنية أخرى، هذا الأمر من شأنه أن يقودنا إلى النصر في القتال لكن خسارة المعركة ذاتها”.

وتابع اللواء المتقاعد “بريك”، إن الفترة الحالية “تشهد ضغوطًا دولية كبيرة للغاية على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار، ولو دخل الجيش مستشفى الشفاء سيتفاقم الوضع عشرات الأضعاف ضدنا”.

وتوقّع أن يؤدّي اقتحام المجمع الطبي إلى سحب سفراء وإلغاء اتفاقيات وربما عقوبات اقتصادية على إسرائيل واتساع الحرب لتصبح إقليمية، وقال: “لديهم هناك 200 مريض ولو قاتلنا هناك، سيُقتل بعضهم حتى ولو انتصرنا بشكل غير مسبوق، سندفع ثمنًا باهظًا؛ إذ سيشتعل العالم ضد إسرائيل”.

ورأى أن دخول المستشفى يمكن أن يحمل تداعيات تصل إلى الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي، وتابع: “سيجد الجيش نفسه في وضع في غاية الخطورة مقارنة بوضعه لحظة بِدء العمل البري؛ لأن الحرب لن تبقى وقتها ضد حماس وحدها بل المنطقة كلها”.

ودعا “بريك” إلى عدم اقتحام مجمع الشفاء أو المواقع المماثلة، والعمل على خنقها وقصفها من الجو فقط، مضيفًا: “علينا أن نتذكّر أنه لو دخلنا إلى المستشفى سيبقى في القطاع آلاف من مقاتلي حماس في الجنوب والوسط، ويمكن أن نفترض أن قادة الحركة ليسوا حاليًّا في أنفاق أسفل المجمع الطبي”.

الاجتماع مع نتنياهو

وكشف “بريك” تفاصيل ما دار بينه وبين نتنياهو (زوجة رئيس الوزراء توسطت من أجل عقد الاجتماع على خلاف رغبة مستشاري نتنياهو)، وقال إنه أبلغه أنه “على الجيش العمل بطرق تختلف عمَّا كنا نعتزم عمله حتى الآن، منها سحق القطاع ولا سيما مدينة غزة على مدى زمني طويل”.

وعلَّل ذلك بأن “تحقيق هدف تدمير القطاع وبالتحديد مدينة غزة سيعني تفويت الفرصة على حماس لتحقيق أهدافها، وأن الأمر سيعني نفاد الوقود والاختناق بداخل الأنفاق مع مرور الوقت”.

وأوصى “بريك” نتنياهو بـ”تقليل كمية الطعام والمياه التي تصل قطاع غزة، وبالتزامن مواصلة القصف الجوي ضد أهداف نوعية محددة، لتجنّب قتل المدنيين، وبعد إضعاف حماس يمكن بدء عمليات تمشيط دون البقاء في قلب مدينة غزة ومن دون الدفع بمئات المركبات والآليات العسكرية”.

ونبّه إلى أن نتنياهو وافق على رأيه وأرجأ الغزو البري لفترة (اللقاء عُقد في الأيام الأولى لحرب السيوف الحديدية)، الأمر الذي مكَّن القوات من التدريب والاستعداد وبدء وضع خطط حديثة.

  

المحتوى ذو الصلة