المركز الفلسطيني للإعلام
أعلنت نيويورك تايمز الأميركية في مذكّرة داخلية لموظفيها، استقالة جازمين هيوز، وهي واحدة من أشهر الصحافيات العاملات في المجلة التابعة للصحيفة، وذلك بعد اتهامها بما اسمته غدارة الصحيفة “انتهاك سياسة غرفة الأخبار” بعد إدانتها جرائم إسرائيل.
ووقعت الصحفية جازمين هيوز على رسالة مفتوحة اتهمت إسرائيل بمحاولة “ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”، وذلك في ظل استمرار العدوان وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 9 آلاف شهيد.
وانضمت جازمين هيوز للصحيفة عام 2015 وفازت بعدد من الجوائز الوطنية الخاصة بالصحافيين، واحدة من أبرز الموقعين على بيان نشرته الأسبوع الماضي مجموعة تسمى “كُتّاب ضد الحرب على غزة” Writers Against the War on Gaza.
واتهم البيان الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحافيين وقتل آلاف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأشار الموقعون على البيان إلى أن “إسرائيل دولة فصل عنصري، قامت على أساس تمييز المواطنين اليهود على حساب الفلسطينيين، بغضّ النظر عن موقف الكثير من اليهود، سواء في إسرائيل أو في الشتات، الذين يعارضون تجنيدهم في مشروع قومي عرقي”.
وانتقد البيان بشكل واضح افتتاحية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في الأيام الأولى لبدء العدوان وقدمّت فيها دعماً كاملاً للاحتلال الإسرائيلي.
وبالعودة إلى المذكرة الداخلية التي أرسلتها الصحيفة إلى موظفيها يوم الجمعة الماضي، كتبت رئيس تحرير The New York Times Magazine جيك سيلفرشتاين: “على الرغم من أنني أحترم امتلاك هيوز لقناعات راسخة، إلا أن توقيعها على البيان كان انتهاكًا واضحًا لسياسة المؤسسة بشأن الاحتجاج العام… هذه السياسة، التي أؤيدها بالكامل، جزء مهم من التزامنا الاستقلال”.
حملة على المتضامنين مع فلسطين
ويأتي خروج هيوز من “نيويورك تايمز” في إطار حملة عنيفة تشنها وسائل الإعلام الغربية على أي عامل أو صحافي فيها يظهر موقفًا متعاطفًا مع الفلسطينيين، في وجه الحرب الوحشية التي يرتكبها الاحتلال.
فقبل 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقيل رئيس تحرير واحدة من أهم المجلات الفنية في العالم “آرتفوروم” (Artforum)، وذلك بعدما نشرت المجلة رسالة مفتوحة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأعلن ديفيد فيلاسكو إنّه أقيل من دوره رئيساً لتحرير مجلة “آرتفوروم”، بعد ست سنوات من توليه المنصب، مع العلم أنّه بدأ عمله في المؤسسة في عام 2005.
وقال فيلاسكو، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنّه “ليس نادماً”، لكنّه عبر عن “خيبة أمله”، لأنّ “المجلة التي دافعت دائماً عن حرية التعبير وأصوات الفنانين خضعت للضغوط الخارجية”.
وقبلها بأيام قليلة أعلنت مجلة إي لايف (eLife) العلمية فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع “ذي أونيون” (The Onion)، عبر منصة إكس انتقد الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان “انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس”.
وكتب آيزن، يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر منصة “إكس”: “أُبلغتُ بأنه سيجري استبدالي كرئيس تحرير في إي لايف بسبب إعادة نشري مقالاً من ذي أونيون يستنكر اللامبالاة تجاه حياة المدنيين الفلسطينيين”.