غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يحمل يوم 2 تشرين ثاني/نوفمبر من كل عام، ذكرى أليمة لوعد بلفور المشؤوم، الذي منح العصابات الصهيونية ما لا تستحق على حساب الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية.
وبعد مرور 106 سنوات على ذلك الوعد، تُواصل ذات العصابات بدعم أمريكي وأوروبي وصمت عربي مُخجل وحقوقي دولي أعور، مجازرها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 والذي يتعرض لحرب شعواء.
الأكثر إيلاما
وقال مدير مركز “يبوس” للدراسات سليمان بشارات إن “ذكرى بلفور هي الأكثر إيلاما في حياة الشعب الفلسطيني التي يعيشها في تفاصيل حياته اليومية، وانعكاساته تمر في كافة تفاصيل الحياة الفلسطينية”.
وأضاف في حديث لـ”الأناضول” أن “كافة الممارسات التي ينتهجها الاحتلال على الأرض نتاج الوعد، سواء من قتل أو تدمير أو مصادرة الأراضي”.
وشدد على أن “الوعد يتجلى اليوم بالحجم الكبير من القتل والتدمير في قطاع غزة، وباقي أماكن تواجد الشعب الفلسطيني”.
“صفقة”
وتابع بشارات “تعيش بريطانيا، صاحبة هذا الوعد، أيضًا وضعًا استثنائيًا بين رأي عام مساند للقضية الفلسطينية عبّر عنه من خلال مسيرات متضامنة مع الفلسطينيين كانت الأكبر في العالم، وبين قرار سياسي يقدم الدعم المطلق لـ “إسرائيل” ويرفض، حتى الآن، الدعوة لوقف إطلاق النار”.
ووفقًا لخبراء وأكاديميين بريطانيين، فإن الوعد كان بمثابة “صفقة” بين بلفور الذي كان معاديًا للسامية وبين الحركة الصهيونية، “فالأول لا يريد يهودًا في بريطانيا والثانية تريد استغلال الأمر للحصول على دولة وهكذا صدر هذا الوعد”.
وقد صدر الوعد النكد عام 1917 بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وذهبت الدول لتقاسم “الغنائم”، وكانت أكبرها تركة الإمبراطورية العثمانية.
ولأن حكومة بريطانيا كانت تُرِيد كسب تأييد العديد من الدول في جولة الحرب العالمية الأولى، رأت أن تحصل على رضاهم عبر تخليصهم من مشكلة اليهود.
وقررت، من خلال الوعد المشؤوم، أن تجمع شمل اليهود وتوحد شتاتهم من مختلف الدول الأوروبية وأمريكا في فلسطين؛ الدولة ذات المكانة الاستراتيجية التي سعت أيضًا عبرها بريطانيا من السيطرة على المنطقة العربية بكل ما فيها.
رسالة تأسيس “الوطن القومي”
ويُشير اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد في الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين.
ورغم أن الرسالة لا تتحدث صراحة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود في فلسطين، لكنها أدت دورًا أساسيًا في إقامة “دولة إسرائيل” بعد 31 عاما من تاريخها؛ أي عام 1948.
كما ساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودًا للتيارات القومية المعادية للسامية.
وجاءت رسالة بلفور تتويجًا لسنوات عديدة من الاتصالات والمفاوضات بين الساسة البريطانيين وزعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا.
فقد كان موضوع مصير الأراضي الفلسطينية قيد البحث في دوائر الحكم في بريطانيا بعد دخولها الحرب العالمية الأولى مباشرة. وقد جرى أول لقاء بين حاييم وايزمان (زعيم الحركة الصهيونية لاحقًا)، وبلفور عام 1904 وتناولت موضوع إقامة وطن لليهود في فلسطين.
الجريمة مستمرة
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، قال إن “وعد بلفور أسس لاقتلاع الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بكل أنواعها لفرض وقائع على الأرض، الأمر الذي أسفر عن تشريد وقتل نصف الشعب الفلسطيني”.
وأشار “أبو يوسف” في تصريحات نقلتها عنه “وكالة الأناضول التركية”، إلى أن “الوعد الذي أعطته بريطانيا للحركة الصهيونية متوافق عليه من قبل الدول الاستعمارية التي أرادت تأمين مصالحها”.
وتابع: “منذ ذلك التاريخ والحركة الصهيونية ترتكب المجازر التي لا تتوقف بحق شعبنا، وهذا لن يثنينا ولم يكسر عزيمتنا بالنضال حتى قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس”.
وشدد على أن “إسرائيل ما تزال ترتكب الجرائم بدعم تلك الدول الاستعمارية.. الجريمة ما تزال مستمرة مع توفير الدعم والغطاء للقتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني”.