بيت لاهيا – المركز الفلسطيني للإعلام
هي واحدة من قصص الموت والإرهاب الذي تزرعه آلة الحرب الصهيونية، فإسرائيل لا تأبه بأي قانون أو أعراف دولية، تنتهك كل محرم، تقتل الكبار والصغار، ولم يسلم الحجر من بطشها.
العريس عطا عليان والذي تزوج قبل أسابيع قليلة، كانت شقته هدفًا لآلة الإجرام الصهيونية، إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
يقول عليان لمراسلنا إن طائرات الاحتلال اغتالت أحلامه، ودفنت ذكرياته ومقتينات منزله، تحت الركان، الأحلام والذكريات التي ما لبثت أن ينسجها مع زوجته في منزله الجديد.
يوم السبت، وهو آخر أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جاء اتصال من المخابرات الصهيونية بإخلاء مربع سكني داخل مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لتكون الصاعقة، السكان كلهم مدنيون، أطفال، نساء، وعدد لا بأس به من المعاقين.
هذا المنزل وغيره المئات من منازل المواطنين التي تدمرت خلال خمسة أيام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أدى لارتقاء 33 شهيداً بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 100 جريح، اغتال الاحتلال خلاله 6 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فإن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 2041 وحدة سكنية، بقيمة تقديرية للخسائر تقدر بـ 9 مليون دولار.
وحسب المكتب فإن 31 منزلًا دمر بشكل كامل، بما مجموعه 93 وحدة سكنية، كما أصبحت 128 سكنية غير صالحة للسكن، فيما 1820 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، وذلك بشكل أولي.
ويقول عطا عليان: لم يسعفني الوقت كثيرًا، كنت نائما في منزلي، عندما طرق أحد الجيران الباب لإيقاظه، بعد إبلاغ أحد سكان المنطقة بإخلائها تمهيدًا لتدمير المنطقة.
يضيف عليان: “لم يكن أمامي سوى الخروج من المنزل برفقة زوجتي، ولم يكن هناك وقت متسع لدينا، فالخوف سيطر على كل المنطقة وكان يجب الخروج بأي طريقة، فلم نستطع إلا الخروج بملابسنا فقط”
العمارة التي يقطنها عليان هي ايجار يسكن فيها عدة عائلات، بينهما أطفال ومعاقين، لا حول لهم ولا قوة، خرجوا جميعاً تاركين منازلهم وعفشها وكل مستلزماتها ليعودوا ليجدوها ركاماً وقد تدمر كل شيء بصاروخ واحد.
يشير عليان إلى أن الصاروخ الذي سقط على منطقته دمر كل ما فيها، لم يبق فيها ولم يذر، فكان كل رب منزل يخرج بزوجته وأطفاله، تاركاً ذكرياته، وكل تعبه وشقاه يسقط أمامه ركاماً وغباراً.
زوجته تبكي ولا تصدق ما حل بالمنطقة، تقول: ماذا فعل سكان المنطقة، هي منطقة آمنة، لا يقطنها سوى المدنيون، ولكن هذا عهد الاحتلال الذي يقتل ويهدم ويدمر بكل إرهاب وإجرام.