تجمع الجزائريين علاقة خاصة بالشوربة، فلا يُوجد بيت إلا وتنبعث منه رائحة هذا الطبق الذي يزين الموائد خلال شهر كامل، وبالنسبة لكثيرين فإنّ إعلان عودة شهر رمضان هو إعلان لتناول “الشوربة”.اختلف المؤرخون على أصل “الشوربة”، فهناك من يقول إن اسمها يعود إلى “العُثمانية” وهناك من يرجعه إلى “الفارسية”، وثمة من يعتقد أنه طبق “أندلسي”. وفي اللغة العربية “الشوربة” يعني شربة أو جرعة أي مقدار ما يروي من الماء.. وفي قاموس المعاني، “الشوربة” هو طعام مائع من الرز والعدس والخضراوات.. وفي الفارسية “الشوربة” أصلها “شوربا” وهي مكونة من كلمتين: “شور” ويعني مملح و”با” يعني الطعام الذي يؤكل بملعقة.رمز للاحتفاءوعادة ما يتم تناول الشوربة في الجزائر بـ”البوراك” وهو خبز تقليدي يحضر في البيوت، وذلك في مناطق كالبليدة والعاصمة وتيبازة. وتتحدث “باية” وهي ربة بيت، عن طبق الشوربة بكل فخر فتقول: “إنه الطبق الذي لا يمكن التخلي عنه خلال شهر رمضان، يتم إعداده بعد رحلة نقوم بها للبحث عما يسمى بالفريك الذي يتم الحصول عليه من سنابل القمح والشعير”.ويتكوّن طبق “شوربة فريك” الذي تقبل عليه العائلات عادة من البصل والطماطم الطازجة
تجمع الجزائريين علاقة خاصة بالشوربة، فلا يُوجد بيت إلا وتنبعث منه رائحة هذا الطبق الذي يزين الموائد خلال شهر كامل، وبالنسبة لكثيرين فإنّ إعلان عودة شهر رمضان هو إعلان لتناول “الشوربة”.
اختلف المؤرخون على أصل “الشوربة”، فهناك من يقول إن اسمها يعود إلى “العُثمانية” وهناك من يرجعه إلى “الفارسية”، وثمة من يعتقد أنه طبق “أندلسي”. وفي اللغة العربية “الشوربة” يعني شربة أو جرعة أي مقدار ما يروي من الماء.. وفي قاموس المعاني، “الشوربة” هو طعام مائع من الرز والعدس والخضراوات.. وفي الفارسية “الشوربة” أصلها “شوربا” وهي مكونة من كلمتين: “شور” ويعني مملح و”با” يعني الطعام الذي يؤكل بملعقة.
رمز للاحتفاء
وعادة ما يتم تناول الشوربة في الجزائر بـ”البوراك” وهو خبز تقليدي يحضر في البيوت، وذلك في مناطق كالبليدة والعاصمة وتيبازة. وتتحدث “باية” وهي ربة بيت، عن طبق الشوربة بكل فخر فتقول: “إنه الطبق الذي لا يمكن التخلي عنه خلال شهر رمضان، يتم إعداده بعد رحلة نقوم بها للبحث عما يسمى بالفريك الذي يتم الحصول عليه من سنابل القمح والشعير”.
ويتكوّن طبق “شوربة فريك” الذي تقبل عليه العائلات عادة من البصل والطماطم الطازجة والمصنعة وكمية من اللحم والحمص المنقوع في الماء، وثمة إضافات أخرى كـ”القصبر” التي تعرف محلياً بـ”حشيش مقطفة” والكرفس والنعناع وبعض البهارات الأخرى التي تجعل من هذا الطبق شهياً، كـ”الفلفل الأسود” الذي يعتبر الأكثر استخداماً من أنواع التوابل في الجزائر برفقة القرفة. وتقلى هذه المكونات على النار مع السمن البلدي، ويُضاف إليها أخيراً “الفريك” باللون الأخضر الطبيعي المُعد في البيوت بطريقة تقليدية.
واستطاع الجزائريون المحافظة على طبق “الشربة” على مدار عقود وتوريثه إلى أولادهم، وصنف تقرير لشبكة “سي. أن. أن” مطلع عام 2022 “الشربة” الجزائرية في المرتبة السادسة في ترتيب أفضل 20 نوعاً من الحساء في العالم.
تسميات مختلفة
عادةً ما تحمل الشوربة تسميات أخرى من منطقة إلى أخرى، ففي وسط الجزائر يُطلق عليه “الشوربة” أو “الفريك”، بينما في الشرق الجزائري غالباً ما يطلق عليه “الجاري”، أما في الغرب الجزائري فيسمى بـ “طبق الحريرة” وهو يعدّ بطريقة تختلف عن سابقتها، وغيرها من المناطق تطلق عليه اسم “الدشيشة” إلا أنها تسميات تتعلّق بكل ما درجت عليه العائلات في هذه المناطق.
وتجمع المراجع التاريخية على أن أصل “الحريرة” أندلسي، وقد تحدث الرحالة ابن بطوطة عن أصوله في كتاب “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، وقال إنّ الحريرة وجبة كاملة تنتشر ببلاد الأندلس وتضنع من الحنطة والذرة والدقيق والشعير. وانتشرت بعد ذلك في دول المغرب العربي خصوصاً في تونس والجزائر والمغرب. بينما تقول دراسات أخرى إن هذا الطبق طرق أبواب الجزائر عام 902 ميلادي من طرف البحارة الأندلسيين بدعم من أمراء قرطبة الآتين لتأسيس مدينة وهران.