شكلت الجهود الروسية لتبني أطفال أوكرانيين وتربيتهم مثل الروس واحدة من أكثر قضايا الحرب تفجراً وجدلاً في الفترة الأخيرة.فقد عثر على آلاف الأطفال في أقبية المدن التي مزقها القتال الروسي الأوكراني، مثل ماريوبول، وفي دور الأيتام بمناطق دونباس الانفصالية المدعومة من روسيا.”أطفال الدولة”ومن بينهم أولئك الذين قُتل آباؤهم في القصف، فضلاً عن آخرين في مؤسسات أو مع أسر حاضنة، يُعرفون باسم “أطفال الدولة”.وفيما تدعي موسكو أن هؤلاء الصغار ليس لديهم آباء أو أولياء أمور لرعايتهم، أو أنه لا يمكن الوصول إليهم.إلا أن تحقيقاً مفصلاً وشاملا وجد أن مسؤولين رحّلوا أطفالاً أوكرانيين إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها دون موافقتهم، وكذبوا عليهم بأنهم غير مطلوبين من آبائهم، واستخدموهم للدعاية، ومنحهم أسراً روسية وجنسية، بحسب ما أفادت وكالة “أسوشييتد برس.”إبادة جماعية”وقد استند هذا التحقيق إلى عشرات المقابلات مع الآباء والأطفال والمسؤولين في كل من أوكرانيا وروسيا، إضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني والوثائق الروسية ووسائل الإعلام الحكومية الروسية.وسواء كان لديهم آباء أم لا، فإن تربية أطفال الحرب في بلد أو
شكلت الجهود الروسية لتبني أطفال أوكرانيين وتربيتهم مثل الروس واحدة من أكثر قضايا الحرب تفجراً وجدلاً في الفترة الأخيرة.
فقد عثر على آلاف الأطفال في أقبية المدن التي مزقها القتال الروسي الأوكراني، مثل ماريوبول، وفي دور الأيتام بمناطق دونباس الانفصالية المدعومة من روسيا.
“أطفال الدولة”
ومن بينهم أولئك الذين قُتل آباؤهم في القصف، فضلاً عن آخرين في مؤسسات أو مع أسر حاضنة، يُعرفون باسم “أطفال الدولة”.
وفيما تدعي موسكو أن هؤلاء الصغار ليس لديهم آباء أو أولياء أمور لرعايتهم، أو أنه لا يمكن الوصول إليهم.
إلا أن تحقيقاً مفصلاً وشاملا وجد أن مسؤولين رحّلوا أطفالاً أوكرانيين إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها دون موافقتهم، وكذبوا عليهم بأنهم غير مطلوبين من آبائهم، واستخدموهم للدعاية، ومنحهم أسراً روسية وجنسية، بحسب ما أفادت وكالة “أسوشييتد برس.
“إبادة جماعية”
وقد استند هذا التحقيق إلى عشرات المقابلات مع الآباء والأطفال والمسؤولين في كل من أوكرانيا وروسيا، إضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني والوثائق الروسية ووسائل الإعلام الحكومية الروسية.
وسواء كان لديهم آباء أم لا، فإن تربية أطفال الحرب في بلد أو ثقافة أخرى يمكن أن تكون علامة على الإبادة الجماعية، ومحاولة لمحو هوية الأمة المعادية.
ويحظر القانون الروسي تبني الأطفال الأجانب دون موافقة البلد الأم، وهو ما لم تعطه أوكرانيا، لكن في مايو/أيار، وقع بوتين مرسوماً يسهل على روسيا تبني ومنح الجنسية للأطفال الأوكرانيين الذين ليس لديهم رعاية أبوية ويصعب على أوكرانيا والأقارب الباقين على قيد الحياة استعادتهم.
مال مقابل التبني
إلى ذلك، تبين أن روسيا أعدت أيضاً سجلاً للأسر الروسية المناسبة للأطفال الأوكرانيين، وتدفع لهم مقابل كل طفل يحصل على الجنسية ما يصل إلى 1000 دولار للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما أنها تقيم معسكرات صيفية للأيتام الأوكرانيين، وتقدم دروس “التربية الوطنية”، بل تدير خطاً ساخناً لإقران العائلات الروسية التي لديها أطفال من دونباس.
في السياق ذاته، قالت ماريا لفوفا بيلوفا، أمينة المظالم الروسية المعنية بحقوق الطفل، إن أكثر من 1000 طفل من أوكرانيا كانوا في روسيا في مارس/آذار الماضي. وأضافت أن 120 أسرة روسية تقدمت خلال الصيف بطلبات للوصاية، وحصل أكثر من 130 طفلاً أوكرانياً على الجنسية الروسية.
فيما جاء المزيد منذ ذلك الحين، بما في ذلك دفعة من 234 في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
ولفتت إلى أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى مساعدة روسيا للتغلب على الصدمة التي تركتهم ينامون بشكل سيئ، حيث يبكون في الليل، ويرسمون أقبية وملاجئ من القنابل. واعترفت أنه في البداية، تم إحضار مجموعة من 30 طفلاً إلى روسيا من أقبية ماريوبول وغنوا بتحدٍّ النشيد الوطني الأوكراني وصرخوا “المجد لأوكرانيا!” لكنها قالت الآن، إن انتقاداتهم تحولت إلى “حب لروسيا”، وأخذت هي نفسها فتاة مراهقة.
ترحيل 16 ألف طفل
يذكر أنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا منذ بدء العملية الروسية في 24 فبراير 2022، وفق كييف، ووُضِع كثير منهم في مؤسسات ودور رعاية، حسب “فرانس برس”.
واعترفت روسيا باحتجاز ما لا يقل عن 1400 طفل أوكراني وصفتهم بالأيتام، رغم أنها قالت إن 2000 على الأقل سافروا إلى روسيا بدون مرافق، حسب “الغارديان”.
بالإضافة إلى ذلك، بقي عدة مئات من الأطفال من الأراضي المحتلة في روسيا بعد أن حضروا معسكرات “إعادة التثقيف” بموافقة والديهم ولكن لم تتم إعادتهم بعد ذلك.