غزة -PNN- ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 500 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وسط تصعيد غير مسبوق في القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق واسعة من شمال القطاع، وأسفر عن خروج جميع المستشفيات العامة هناك عن الخدمة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد.
وسجل اليوم وحده استشهاد 132 مواطنًا، بينهم 61 في مدينة غزة وشمالي القطاع، في ظل تدهور متسارع للأوضاع الإنسانية وعجز المنظومة الصحية عن تقديم الخدمات بسبب استهداف مباشر للمرافق الطبية.
وأكدت مصادر محلية استشهاد 15 مواطنًا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، بينما أفادت مصادر طبية بأن 20 مواطنًا آخرين – معظمهم من النساء والأطفال – استشهدوا في قصف منزلين لعائلتي “مقاط” في جباليا النزلة و”نصر” في جباليا البلد شمالي القطاع.
كما استشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون إثر غارة استهدفت منزلًا لعائلة “البراوي” في بيت لاهيا، بينما كثفت قوات الاحتلال غاراتها على منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وتدمير منازل وأضرار جسيمة في مستشفى العودة القريب.
وفي وسط القطاع، أعلنت وزارة الصحة استشهاد 20 شخصًا في قصف متواصل على مناطق متعددة، فيما أكد الدفاع المدني أن مئات العائلات أُبيدت بالكامل، ولا يزال أكثر من 200 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وسط عجز الفرق عن الوصول إليهم بسبب نقص الوقود واستمرار القصف.
وأشار الدفاع المدني إلى أن “من لا يموت بالقصف في غزة، يموت جوعًا”، محذرًا من توقف 75% من مركباته عن العمل، وأن جميع مركباته ستتوقف خلال 72 ساعة إذا لم يتوفر الوقود.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ حتى الآن 53,339 شهيدًا وأكثر من 121,000 مصاب.
وفي تطور خطير، أعلنت الوزارة أن مستشفيات شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة بالكامل، بعد استهداف مستشفيي بيت حانون وكمال عدوان، وإخراج المستشفى الإندونيسي من الخدمة نتيجة الحصار والقصف المباشر.
وأكدت مصادر طبية أن الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي منذ فجر اليوم، ويطلق النار على كل من يتحرك في محيطه، مما أدى إلى إصابة مرضى أثناء محاولتهم الخروج، وإصابة قسم العناية المركزة بشكل مباشر.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي، مروان السلطان، إن المستشفى بات غير قادر على تقديم أي خدمة طبية، واصفًا الوضع هناك بـ”الكارثي”، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتأمين الحماية للطواقم الطبية.
وفي سياق متصل، أطلقت مستشفيات غزة نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم، خاصة مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، في محاولة لإنقاذ حياة المصابين وسط الانهيار المتسارع للمنظومة الصحية.
وأكد مدير عام المستشفيات في غزة أن ما يجري من استهداف للمرافق الطبية هو جريمة منظمة تؤدي إلى قتل المرضى والجرحى، مشيرًا إلى أن المجاعة والأمراض تتفشى في أوساط السكان نتيجة الحصار المستمر.
وتستمر معاناة غزة في ظل صمت دولي، بينما تتصاعد التحذيرات من انهيار شامل لكافة الخدمات الأساسية في القطاع.