في رسالة بلاغية تُبرِز تعاطف الأطفال ونشاطهم، رفع أطفال غزة في بريطانيا أصواتهم التي توحي بمزيج من الألم والأمل في عريضة موجهة إلى حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قُدِّمت لمكتبه في الـ13 من ديسمبر 2023 الماضي.
وتجاوز عدد الموقّعين على هذه العريضة أكثر من 2500 من الأطفال والمراهقين، وطالب هؤلاء بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء استهداف الأطفال في غزة. وبدافع من الخسائر الشخصية والصلات الوثيقة بأهالي غزة وأراضيها، ترددت أصداء أصواتهم، المتجسدة في أطفال مثل فراس شمالك وتالين رضوان، في أروقة السياسة البريطانية، مسلطة الضوء على قسوة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
لكن استجابة حكومة بريطانيا، التي صاغها اللورد أحمد -من ويمبلدون- في رسالة في يناير 2024، لم تلبِّ الآمال والتوقعات. فقد اعترف نص الرسالة بخطورة الأوضاع، موضحًا موقف بريطانيا الرافض لـ”إرهاب حماس” ودعمها “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.
رد الحكومة سوناك
وجاء في الرسالة، التي تبنت خطابًا يكاد يكون موحدًا بين كبار الساسة البريطانيين: “نحن قلقون للغاية بشأن الوضع الإنساني في غزة، ومستمرون بالضغط على إسرائيل من أجل تحقيق استجابة متناسبة مع أفعال حماس وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة”، حسب مزاعم الرسالة.
هذا وسلطت الرسالة الضوء على التزام الحكومة بحل الدولتين والتفاعلات الدبلوماسية، لكن التركيز على الجوانب السياسية والاستراتيجية تجاهل النداء الإنساني للأطفال، الذين طالبوا بإيصال متطلبات الحياة الأساسية إلى سكان غزة.
وجاء في نص العريضة: “نحن الأطفال الموقّعون أدناه، نشعر بالقلق تجاه مشهد معاناة أطفال غزة، الناجمة عن القصف الإسرائيلي المستمر. ونطالب حكومتنا البريطانية بالضغط على إسرائيل لوقف القصف الجوي والبري والبحري على غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع المحاصر”.
غير أن رد الحكومة لم تَنبنِ عليه إجراءات مباشرة أو اعتراف واضح بمخاوف الأطفال التي كان الملتمسون يُعوِّلون عليها.
حراك واسع
كانت هذه العريضة جزءًا من حراك أوسع نطاقًا شمل اعتصامًا حاشدًا نظّمه التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا والذي ، حيث روى الناشطون اليافعون قصصهم وأعربوا عن مخاوفهم بشأن غزة.
وقال فراس شملخ، البالغ من العمر 11 ربيعًا: “أطفال أبرياء يفقدون حياتهم في غزة كل عشر دقائق، والعالم يظل صامتًا. حكومتنا تُسهِم في هذا القتل”.
وقالت تالين رضوان، البالغة من العمر 10 سنوات: “ترتسم في مخيلتي ذكريات لعبي مع أبناء عمومتي في غزة، واستمتاعي بالأطباق التي كانت تُعِدّها جدتي كالدوالي والمقلوبة. أما الآن فلا ترى عيناي إلا الألم والحزن!”.
جدير بالذكر أن الأطفال قد أرسلوا نسخة إلكترونية إلى زعيم المعارضة كير ستارمر، إلا أنها لم تلقَ ردًّا بعد.