بيت لحم – PNN- قالت أمل جادو شكعة، سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، إن الاجتماعات التي عُقدت مؤخرًا في لوكسمبورغ تكتسب أهمية كبرى، كونها تُعقد للمرة الأولى بشكل رسمي بين دولة فلسطين والقيادة السياسية للاتحاد الأوروبي. وقد شاركت في هذه اللقاءات كل من مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط دوبرافكا شوشيتشا، وذلك في إطار عقد الاجتماع المؤقت للشراكة بين الطرفين.
وأوضحت خلال حديثها لشبكة PNN أن اللقاء تناول محورين أساسيين، تمثل الأول في الشق السياسي، حيث استعرض رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى الأوضاع السياسية الراهنة، وعلى رأسها حرب الإبادة في غزة، إضافة إلى ما تشهده الضفة الغربية من تصعيد استيطاني، وعمليات قتل وتشريد ممنهجة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في شمال الضفة، في محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضافت أن وزراء الخارجية الأوروبيين عبّروا خلال الاجتماع عن دعمهم للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدين التزامهم بـحل الدولتين، وضرورة العمل من خلال آليات دولية لحماية هذا الحل. كما تطرق النقاش إلى مؤتمر السلام المزمع عقده في نيويورك منتصف شهر حزيران المقبل، بقيادة كل من السعودية وفرنسا.
وفي ما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة، أشارت جادو إلى أنه تم استعراض الخطة العربية التي تم تبنيها في القمة العربية الأخيرة، حيث ركز رئيس الوزراء على أهمية وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى القطاع. وذكرت أن الاتحاد الأوروبي قدم في هذا الإطار دعمًا إنسانيًا بقيمة 120 مليون يورو.
وحول الشراكة الفلسطينية الأوروبية، أكدت جادو أن هناك علاقة عمل قائمة حاليًا على اتفاقية شراكة مؤقتة، موضحة أن الحكومة الفلسطينية تطمح لتحويلها إلى اتفاقية شراكة دائمة. وأردفت أن رئيس الوزراء شدد على أهمية البدء بمفاوضات رسمية نحو شراكة استراتيجية شاملة بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين لتطوير العلاقات في مختلف المجالات.
وتابعت قائلة: “هذه الخطوات بحاجة إلى متابعة حثيثة، وسأقوم شخصيًا بمتابعتها من بروكسل وباقي العواصم الأوروبية للدفع بهذا الاتجاه”.
وفيما يخص الدعم المالي الأوروبي لفلسطين، وصفت جادو الاتحاد الأوروبي بأنه شريك مالي أساسي، وأعربت عن التطلع إلى رفع مستوى هذا الدعم، خاصة في ظل الحرب المتواصلة على غزة. وكشفت أن مفوضة شؤون المتوسط اقترحت إنشاء آلية جديدة تحت اسم “Donor Platform”، من أجل تنسيق الدعم المالي وتعزيزه من قِبل دول الاتحاد الأوروبي.
وبشأن طبيعة الدعم، أوضحت أن التمويل الأوروبي الحالي لا يتضمن أي اشتراطات، مشيرة إلى وجود خطة تم الاتفاق عليها مسبقًا، حيث قدمت فلسطين في تموز الماضي خطتها للإصلاح الإداري والبناء، وهو ما كان جزءًا من الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي. وبيّنت أن المرحلة الحالية تشهد تقديم منح مالية مباشرة لفلسطين ضمن هذه التفاهمات.
وفي السياق ذاته، لفتت إلى أن رئيس الوزراء أثار خلال الاجتماعات ملف عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة من قبل إسرائيل، داعيًا الاتحاد الأوروبي للعب دور أكبر في الضغط من أجل تحويل هذه الأموال في ظل الحاجة الملحة لها.
أما بشأن اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي، فأشارت جادو إلى أن هذا الملف قيد المتابعة والتنسيق، مبيّنة أنه سبق وتم التوقيع في عام 2013 على خطة عمل “Action Plan” التي تنظّم العلاقة بين الطرفين، وتتضمن بندًا واضحًا يدعو إلى بدء مفاوضات رسمية بشأن اتفاقية شراكة كاملة.
وفي ختام حديثها، أكدت جادو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال شهر حزيران المقبل، تزامنًا مع مؤتمر السلام الذي تقوده فرنسا والسعودية. وقالت: “فرنسا لطالما كانت دولة صديقة لفلسطين، ورؤساؤها المتعاقبون عبّروا مرارًا عن أهمية الاعتراف بدولتنا، وهي دولة فاعلة ومؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي”.