أعلن في قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، عن وفاة الكابتن ناجي عجور “أبو رياض” أسطورة كرة القدم الفلسطينية، في فترة ستينيات وسبعينات القرن الماضي.
ونعى الآلاف من المسؤولين وعناصر الرياضة في قطاع غزة، الكابتن الراحل ناجي عجور، والذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر ناهز 74 عاما، وذلك بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع.
وكتب مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية، عبر فيسبوك: “أسطورة وفنان وثعلب الكرة الفلسطينية والدولية، حبيب القلب الكابتن الكبير والخلوق الكابتن/ناجي عيسى عجور(ابا رياض) في ذمة الله/ الله يرحمك ياطيب القلب وحبيب الجماهير. تعازينا الحاره لأل عجور الكرام عامه ومن رفاق الدرب اخوته سامي وجهاد ومن ابناءه وبناته خاصه من الاسره الرياضيه الفلسطينة”.
ونشر المتابعون عبارات النعي والتعزية عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إذ أعربوا عن حزنهم الشديد أمام هذا المصاب الجلل الذي فقدت فيه فلسطين واحد من أبرز نجوم كرة القدم فيها على مدار التاريخ.
ناجي عجور السيرة الذاتية:
كان فايز نصار قد كتب مقالا عبر موقع “بال سبورت” حول الأسطورة ناجي عجور، وفيما يلي ملخص حديثه:
بعد نكسة 67، انتقل العديد من لاعبي غزة للضفة الغربية لنقل تجربتهم، ومنهم ظهر نجمنا “ناجي عجور”، اللي أبدع مع أندية مثل سلوان وجمعية الشبان وأرثوذكسي رام الله، قبل ما يرجع لقطاع غزة سنة 1972 ويكمل مشواره الذهبي مع الرياضي، ثم ساهم بتأسيس الأهلي الفلسطيني ونادي فلسطين.
من هو ناجي عجور؟
مواليد غزة سنة 1951، من عائلة رياضية أصيلة.
تألق منذ الصغر في حي الدرج، ثم في المدارس، ووصل للنجومية من الباب الواسع.
سجل أهداف لا تُعد ولا تُحصى، منها 58 هدفًا في موسم واحد!
حصل على لقب أفضل لاعب فلسطيني خلال 50 سنة حسب استفتاء مؤسسة عطاء.
له مواقف طريفة ومواقف مؤثرة جدًا في الملاعب، مثل تسجيله لهدف بالكعب، وطرده لاعب من الملعب دون استبداله!
أهم إنجازاته:
الفوز بكأس قطاع غزة مرتين كمدرب ومدير كرة.
قاد العديد من الأندية تدريبًا وإداريًا.
لعب بجانب أساطير فلسطينية عديدة.
مثّل منتخب القطاع وشارك في مهرجانات عربية.
ويختم حديثه بأن الكرة اليوم افتقدت الروح القديمة، وصارت مادية، لكنه ما زال يحلم بنهضة رياضية فلسطينية تعيد لكرة القدم هيبتها ومكانتها!
آخر تصريحاته خلال الحرب
وخلال العدوان المتواصل على غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 700 رياضي ودمر المنشآت الرياضية، تحدثت “القدس الرياضي” مع أحد أبرز رموز الكرة الفلسطينية، النجم الكبير ناجي عجور “أبو رياض”، الذي كان لم يفقد الأمل رغم الألم، وكانت روحه المليئة بالعطاء تنبض بحب الوطن والرياضة.
ذكريات وأحزان.. وترحم على رفاق الدرب
في مستهل حديثه، ترحّم الكابتن ناجي على صديقه ورفيق دربه إسماعيل المصري “أبو السباع”، الذي وافته المنية مؤخراً في القاهرة، مستذكراً رحلتهما الكروية منذ أيام شباب غزة قبل النكسة، ثم اللعب معاً في سلوان وغزة الرياضي.
كما ترحّم أيضاً على لاعب شباب أريحا السابق، الفقيد فايز عبد العال، مشيداً بأخلاقه وأدائه المميز.
رحلة النزوح من الشمال إلى الجنوب
مع بداية العدوان، اضطر أبو رياض إلى النزوح من شمال القطاع إلى خانيونس، حيث وجد دفء الاستقبال من الرياضيين في خانيونس ورفح، ثم انتقل لاحقاً إلى النصيرات بعد تصاعد القصف، حيث استمرت اللقاءات بين الرياضيين في ظل المحنة، يتحادثون عن ذكرياتهم، ويتبادلون أخبار الشهداء والمفقودين من أهل الميدان الرياضي.
العزيمة لا تموت.. والرياضة ستعود
بعد إعلان الهدنة، عبّر أبو رياض عن أمله في أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدًا أن الرياضيين سيبدأون على الفور بتقييم الأضرار، وعقد اجتماعات تنسيقية لإعادة النشاط الرياضي في غزة، رغم الصعوبات.
وقال بثقة: “سنعود إلى الميادين.. لأننا نحب الحياة، مثلنا مثل شعوب العالم.”
بيوت مهدّمة وذكريات لا تُنسى
العدوان لم يستثنِ أحداً، فقد دمر منزل الكابتن ناجي وأشقائه الثلاثة في حيّ الدرج، بما في ذلك شقته الخاصة، لكنه يؤمن أن هذا الابتلاء في ميزان حسناتهم، ويؤمن بأن العودة قريبة بإذن الله.
تحية لأبناء الضفة.. ولمّ شمل الرياضيين
وجّه عجور تحية خاصة إلى رياضيي الضفة الغربية، وخاصة القدس، مثمناً تواصلهم ودعمهم المستمر. واستعاد ذكريات “الزمن الجميل” في ملاعب سلوان، جمعية الشبان وأرثوذكسي رام الله.
كما أعرب عن أمنيته في أن يجتمع مجددًا بنجوم تلك الفترة، في مباراة رمزية، حتى لو كانت على شكل خماسيات، وعلى رأسهم النجم موسى الطوباسي، الذي لم يلعب إلى جانبه من قبل.
رسالة محبة وأمل
في ختام حديثه، عبّر الكابتن ناجي عن أمله في أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن تستعيد الرياضة الفلسطينية بريقها. مؤكداً أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل رسالة حياة وأمل للشعب الفلسطيني.
وبرحيل، الأسطورة ناجي عجور “أبو رياض” تكون فلسطين قد خسرت أحد أبرز لاعبيها التاريخيين، ليس ذلك فحسب، إذ كان لا ينقطع عن الملاعب حتى بعد اعتزاله ورغم تقدمه في السن، حيث كان يبث الأمل في نفوس الأجيال الصاعدة بتواجده المستمر في المدرجات وداخل الملعب.