رام الله /PNN / قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري إنه ومنذ السابع من أكتوبر ولغاية اللحظة تضرر أكثر من ألف مسجد في قطاع غزة نتيجة القصف، منها 230 مسجدا أزيل بالكامل والبقية بشكل متفاوت، بعضها بنسبة 20 في المئة وبعضها أكثر من 70 في المئة.
وأضاف خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش: المساجد التي دمرت بالكامل ذات بعد تاريخي قديم مثل المسجد العمري في مدينة غزة، وهو الثاني بعد المسجد الأقصى المبارك في فلسطين كما يؤكد المؤرخون، حيث بني في عهد الخلفاء الراشدين، وهو من أقدم وأعرق المساجد في كل فلسطين لكنه تعرض للتدمير الكامل.
وشدد أن أماكن العبادة عبر التاريخ وفي جميع الحروب محمية في قوانين الحرب، وتعليمات الجيوش في العادة واضحة بأن لا تتعرض الى أماكن العبادة وبالذات المساجد والكنائس والكنس، إلا أن الاحتلال لم يراع هذا الأمر في عدوانه على قطاع غزة، لذلك استهداف بشكل مباشر أماكن العبادة، في تعارض مع القوانين الدولية كافة، وفي جريمة حرب نكراء تضاف الى سجل الاحتلال، لأنها جريمة تمس التراث الإنساني.
وأكد أن الوزارة لا تستطيع حاليا تقدير مجمل الخسائر سواء في المساجد أو المعاهد والجامعات التابعة لها أو حتى في المشاريع والأراضي الوقفية، الا بعد وقف العدوان، لأن القصف والتدمير مستمر ليل نهار، مشددا أن الحالة المسجدية في قطاع غزة بالغة الصعوبة.
2 مليون شيكل فقط!
وفي رده على سؤال حول ماذا فعلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لأهلنا في غزة منذ بدء الحرب، قال البكري: وزارة الأوقاف جزء من الحكومة، ومع بداية الحرب قمنا بإطلاق حملة تبرعات لقطاع غزة تحت عنوان “لأجلك يا غزة”، حيث جمعت الحملة مبلغ 2 مليون شيكل وقامت الوزارة بإيصالها للمحتاجين في غزة.
وردا على سؤال حول فشل الحملة في توفيرها مبلغا لا يرقى الى حجم الكارثة في غزة، رد وزير الأوقاف قائلا: ليس فشلا.. الحملة أطلقت في الأسبوع الأول من العدوان على غزة ولم تكن الحالة قد وصلت الى ما وصلت عليه الآن، مستدركا: ولكن الواقع الفلسطيني اليوم هو الأسوأ منذ عام 1948 سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي حيث تسريح العمال وعدم توفر الأموال والقرصنة للمقاصة.. كل هذا الأمر انعكس على الحملة التي سبق وأطلقناها.
وقال إن مخرجات الحرب تقول أإن هناك كارثة عصرية لا تستطيع فلسطين وحدها أن تقوم بإعادة إعمارها، مشددا أن غزة بحاجة الى مشروع شبيه بمشروع مارشال الذي أطلق لإعادة تعمير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لذلك فإن غزة تحتاج الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في كل العالم حتى نتمكن من إعادة الحياة الى شرايين غزة.
وتابع وزير الأوقاف والشؤون الدينية: هناك حوارات مع عدد من وزراء الأوقاف في العالم العربي والإسلامي من أجل تحرك واسع لإعادة الإعمار، حيث وضعنا في وزارة الأوقاف خطة لإعمار جميع المساجد المدمرة في غزة.
وحول تمويل الخطة، كشف البكري أن الوزارة وبالتعاون مع وزراء الأوقاف في العالم العربي والإسلامي سيطلقون حملة واحدة موحدة لجمع التبرعات من أجل إعادة إعمار المساجد، مردفا: سيكون لها تأثير كبير وهناك توافق على هذا الموضوع بين وزراء الأوقاف للدول العربية والإسلامية وهناك إجماع على هذه الفكرة.
أما عن مواقف الدول الإسلامية مما يحدث في قطاع غزة، قال البكري إن كل المواقف تجاه غزة لا ترق الى المجازر المرتكبة على أرض فلسطين.. مضيفا: الشعب الفلسطيني ترك وحيدا في المواجهة وبإمكانيات ضعيفة للغاية، مردفا: نحن ليس بين أيدينا سوى امكانات الكفاف للبقاء على قيد الحياة، في ظل حصار اقتصادي على فلسطين وقرصنة لأموال المقاصة.
ودعا الدول الاسلامية والعربية أن يكون لها موقف في مواجهة العدوان، وأن تمارس الضغط على الولايات المتحدة للجم الاحتلال حتى لا يبقَ سيل الدماء صباح مساء.
وشدد أن على الدول العربية والإسلامية وضع خطة واضحة لمعالجة الأوضاع في غزة وإعادة إعمارها والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، لأن فلسطين والاقصى ليسوا للشعب الفلسطيني فقط، وإنما للأمة العربية والإسلامية ولكن الشعب الفلسطيني يقود رأس الحربة في الدفاع عن الأقصى المقدس لدى كل المسلمين.
هل سيشارك أهلنا في غزة في العمرة والحج؟
وحول هذه القضية، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية: تحدثنا مع السعودية وفتحنا حوارا من أجل كيفية تحقيق الحج لقطاع غزة، ووزارة الأوقاف اقترحت على السعودية تأخير عملية التسجيل، ووعدنا بذلك، كي يتسنى لأهلنا في غزة المشاركة.
وردا على سؤال هل كان هناك مطالبات باستثناء غزة من أية رسوم، قال وزير الأوقاف: تم الايعاز من قبل خادم الحرمين لاستقبال ألف حاج هذا العام كمكرمة للشهداء والأسرى ونعمل على أن يخرج منهم 500 من قطاع غزة و500 من الضفة، وموضوع الحج لا زال قيد الدراسة، مشددا أن أهل غزة لن يكونوا خارج الحج هذا العام.
وحول ارتفاع أسعار الرسوم، قال الوزير: رسوم الحج تضعها السعودية وليس لوزارات الأوقاف في العالم العربي والإسلامي أي دور في هذا الموضوع.
هل من رقم دقيق لمجمل الأراضي الوقفية في فلسطين؟
وحول مساحة الأراضي الوقفية في فلسطين، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية: الأراضي الوقفية لا يستطيع أن يتكلم عنها أحد بدقة متناهية من حيث المساحة والحجم، هناك مئات آلاف الدونمات أراضٍ وقفية، مردفا: فلسطين جل أراضيها وقفية وأكبرها وقفية قبة الصخرة.
وتابع: الرقم الإجمالي غير واضح بسبب وجود الاحتلال فقط.. الأراضي الوقفية في فلسطين التاريخية في كل مكان، في حيفا ويافا وعكا والناصرة، كما أن هناك مساحات ضخمة في أريحا والخليل والسبع وقطاع غزة، وبالتالي لا تكاد تخلو مدينة منها، والأراضي الوقفية ذات المساحات الشاسعة تقع في منطقة أريحا والأغوار.
أموال الأوقاف والخزينة العامة..
وفيما يتعلق بخصوصية وزارة الأوقاف من حيث الإيرادات المستجلبة من الوقف، حيث لا يتم رفد الإيرادات الى الخزينة العامة، قال البكري: الوقفيات لها آلية في الصرف ولا توضع ضمن أموال الخزينة.
وتابع: من الناحية الشرعية لا يجوز خلط أموال الأوقاف بأموال الخزينة العامة. وهذا فيه قرار شرعي وفصل منذ قدوم السلطة.
وردا على سؤال كيف تضمنون النزاهة والشفافية في إدارة هذه الأموال؟ قال: ما ينطبق على النظام المالي في وزارة المالية ينطبق على آلية الصرف في وزارة الأوقاف، ونحن جزء من هذه الحكومة.