[[{“value”:”
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام
كشف وثائق داخلية تتعلق بقواعد الإشراف على المحتوى، عن تقييد شركة ميتا استخدام رمز المثلث الأحمر المقلوب على منصات واتساب وفيسبوك وإنستغرام التي تملكها، بعدما أصبح مرتبطاً بالعمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، إذ يستخدم في الفيديوهات التي تنشرها حركة حماس للإشارة إلى أهدافها الإسرائيلية في قطاع غزة.
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دأبت المقاومة على إرفاق مشاهد ضربات أهداف جيش الاحتلال بالمثلث الأحمر المقلوب. ومنذ ذلك الوقت، أصبح استخدام هذا الرمز أكثر انتشاراً على شبكة الإنترنت، وبات شعاراً للمتضامنين مع الفلسطينيين وسط حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحقهم.
ولاحقاً، بدأت قوات الاحتلال باستخدام هذا المثلث أيضاً في اللقطات الدعائية التي تنشرها، وظهر في أحد هذه الفيديوهات رسالة جاء فيها “مثلثنا أقوى من مثلثكم، أبو عبيدة”، في إشارة إلى المتحدث باسم كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس.
ووفقاً للوثائق الداخلية التي راجعها موقع ذا إنترسبت الإخباري، فإن “ميتا” صارت تعتبر المثلث الأحمر المقلوب مرادفاً لحركة حماس، وهي مدرجة في القائمة السوداء بموجب سياسة المنظمات والأفراد الخطرين للشركة، ومُصنفة “مجموعة إرهابية” بموجب القانون الأميركي.
وبينما تنطبق القاعدة على جميع المستخدمين، إلا أنها لا تُطبق إلا في الحالات التي يتم الإبلاغ عنها داخلياً، وفقا للموقع، إذ قد تتبع حذفَ المحتوى الذي يتضمن رمز المثلث الأحمر المقلوب إجراءاتٌ تأديبية أخرى من “ميتا” اعتماداً على مدى “خطورة” تقييمها لاستخدامه.
وبحسب ما اطلع عليه “ذا إنترسبت”، فإن الحظر يشمل السياقات التي تقرر فيها إدارة شركة ميتا أن “المستخدم ينشر بوضوح عن الصراع، ومن المعقول قراءة المثلث الأحمر على أنه مرادف لحركة حماس، ويستخدم لتمجيد أو دعم عنف حماس”.
وذكر الموقع الإخباري أنه حاول التواصل مع “ميتا” للحصول على تعليق وتوضيح، من دون جدوى، مشيرا إلى أنه من غير الواضح عدد المرات التي قررت فيها “ميتا” تقييد المنشورات أو الحسابات التي تستخدم رمز المثلث الأحمر المقلوب، وعدد المرات التي تدخلت فيها، وما إذا كان المستخدمون قد واجهوا عواقب أخرى لانتهاك هذه السياسة.
ويقول “ذا إنترسبت”، يبدو أن السياسة هذه تنطبق أيضاً حتى إذا استخدم رمز المثلث من دون الحديث إطلاقاً عن “حماس” مثل استخدامه كصورة ملف تعريف للمستخدم، إذ تُظهر الوثائق الداخلية أن الشركة ستزيله باعتباره “معرف الكائن الرقمي” (DOI)، والذي يعني علامة تصنيف تذكر كلمة مثلث ومتحدث باسم “حماس”.
ووفقاً للأستاذة المساعدة في كلية الحقوق في جامعة ستانفورد والباحثة في مجال سياسات الإشراف على المحتوى، إيفلين دويك، فإن هذا التوجه لدى “ميتا” يبدو “مبالغاً فيه”، فـ”إذا فهم أن رمز المثلث الأحمر المقلوب مرادف لكلمة حماس، فلن نحظر مطلقاً كل استخدام للكلمة”.
ولم تعلن “ميتا” عن الحظر الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً للمستخدمين، وقد أثار قلق بعض المدافعين عن الحقوق الرقمية حول مدى عدالة ودقة تطبيقه.
مقاومة التطهير العرقي
وتقول مستشارة السياسات في منظمة الحقوق الرقمية أكسس ناو، مروة فطافطة، لـ”ذا إنترسبت”: “ثبت مراراً وتكراراً أن الحظر الشامل على الرموز التعبيرية نتائجه كارثية على حرية التعبير، لكن يبدو أن ميتا لا تتعلم هذا الدرس أبداً”.
وأضافت فطافطة: “لن تتمكن أنظمتهم من التمييز بين الاستخدامات المختلفة لهذا الرمز، وبموجب سياسة DOI القاسية، سيدفع أولئك الذين يقعون في هذه الشبكة الواسعة ثمناً باهظاً”.
تعلّق المحاضرة البارزة في قسم التنمية الدولية في كينغز كوليدج لندن، ميسون سكرية، بأن “ميتا تحظر كل أشكال التضامن والدعم للفلسطينيين، الذين يحاولون مقاومة التطهير العرقي والإبادة الجماعية. إن الرموز تُخلق دائماً من خلال المقاومة، وستظل هناك مقاومة طالما كان هناك استعمار واحتلال”.
وسبق أن قامت ميتا بحظر وتقييد استخدام العديد من أنماط المحتوى الفلسطيني، كان آخرها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في 31 يوليو/تموز الماضي، في مقر إقامته في طهران، حيث لاحقت “ميتا” كل رسائل التعازي. وانتقد ناشطون ومسؤولون حول العالم هذه الرقابة الممنهجة التي تفرضها الشركة الأميركية العملاقة.
وتشن الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم.
“}]]