بيت لحم /PNN / نجيب فراج – قدم عدد من الاسرى الذين اطلق سراحهم مؤخرا من سجن عوفر الاسرائيلي المقام على اراضي بلدة بيتونيا قرب رام الله افادات حول الوضع المرير الذي تردى بشكل ملحوظ ما بعد السابع من اكتوبر حيث وصف هؤلاء ان الاوضاع تحولت الى جحيم لا يطاق لتعيد قوات الاحتلال اوضاع الاسرى الى ما قبل عام 1970.
اكتظاظ شديد
واوضح هؤلاء وخلال افاداتهم للزميل نجيب فراج ان السجن اصبح يعج بمئات الاسرى وسط اكتظاظ غير مسبوق اذ ان الغرفة التي تتسع لثمانية اسرى اصبح فيها 13 اسير وسط ظروف معيشية لا توصف اذ يمنح الاسير حراما واحدا فقط وبدون ان يحصل على مخدة للنوم، الامر الذي ادى الى اصابتهم بالبرد الشديد وباعراض لا تتوقف من بينها الروماتيزم والالام في المعدة والمفاصل.
وقد سحبت كل المحتويات والاغراض منهم بما في ذلك الراديوهات التي تعمل على البطارية والتي يقتنيها الاسرى بواسطة مقصف السجن”الكانتين”، اضافة الى اغلاق المحطات التلفزيونية.
كميات الطعام
اما ما يتعلق بالطعام المقدم للاسرى فيحتوي على وجبتين في اليوم الواحد ، وتتكون وجبة الفطور من اربعة شرائح خبز صغيرة وعلبة صغيرة من الشمينت فقط، بينما تتكون وجبة الغذاء من كمية قليلة من الارز وقطعة من المارتديلا الامر الذي جعل الاسرى ان يشعروا بالجوع المستمر وقد نقصت اوزانهم بشكل حاد، حيث قال احد الاسرى المفرج عنهم وهو يقدم افادته انه خسر من وزنه عشرين كيلو غرام منذ السابع من اكتوبر، ويحرم الاسرى من تناول اي نوع من الشراب سواءا القهوة او الشاي ولا يتناولون سوى الماء وكذلك حرم المدخنون من كل انواع السجائر.
الفورة
وبما يتعلق بالفورة فقد حرم الاسرى من الخروج الى الساحة كما في السابق مرتين كل يوم وكل مرة تستغرق ساعة ونصف اما اليوم فلا يسمح للاسرى الخروج من غرفهم الى ساحة الفورة الا مرة كل اربعة ايام وتستغرق فترة الفورة فقط ربع ساعة.
العزل
واخضعت ادارة السجون العشرات من الاسرى في زنازين انفرادية وجميعهم من قادة الفصائل المختلفة وقد عزلوا من دون ان تعرف اخبارهم على الاطلاق وقطعت بالكامل وهذا ما يجعل الاسرى ان يقلقوا على حياة هؤلاء المعزولين اضافة الى اقدام ادارة السجن على حل التنظيمات بالكامل وهذا تجلى من خلال سحب اعترافهم بممثلي الاسرى وزجهم في زنازين انفرادية ومنع تخصيص غرف لكل تنظيم على حدة وخلط عناصر التظيمات مع بعضهم البعض في غرف مختلطة.
الاقتحام اليومي
وقال الاسرى ان الوحدات العسكرية التابعة لمصلحة السجون من “المتسادا” ، و”دورون” و” الكيتر” يقتحمون اقسام السجن بشكل يومي وهم مسلحون بالعصي والاسلحة حيث متأهبون لاطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي في كل لحظة ويقومون بنفتيش الغرف والاسرى بشكل مذل ويعتدون على بعضهم بالضرب المبرح ويتركز الضرب بحسب هؤلاء الاسرى المحررين في منطقة الخصيتين مما يؤدي الى اضرار والام حادة لدى المعتدى عليهم.
وبما يتعلق بمواد الكانتين التي حرموا منها قام الجنود بالاستيلاء عليها امام اعين الاسرى واستخدامها من صابون ومواد تنظيف وما شابه واكل المواد التموينية بطريقة استفزازية.
قسمين جديدين
وافتتحت ادارة السجن قسمين جديدين خصصت على ما يبدو لمعتقلي غزة البالغ عددهم نحو 300 اسير ولا يستطيع الاسرى مخالطة ممن في هذين القسمين ولكنهم يستمعون لما يدور فيها معظم الاحيان حيث عندما يدخل حراس السجن الى غرف القسمين من اجل العد يجبرون الاسرى مما يسمعون اسمائهم ان يردوا بصوت الكلاب هذا عدا عن تعرضهم للضرب المبرح فتسمع اصوات صراخهم.
وقال الاسرى المحررين ان من الواضح هناك اجماع من قبل الحركة الاسيرة على ان الوقت ليس مناسبا لاتخاذ اي اجراءات نضاليه لمواجهة هذا الواقع المرير والجميع يؤيد التريث وما تحمله الايام من تطورات بما يتعلق بالحرب البربرية على غزة وهناك امل كبير ان تفضي المفاوصات الى صفقة لتحرير الاسرى، وتنتهي المعاناة كليا.