واشنطن/PNN- أعرب مسؤولون كبار في البنتاغون عن إحباطهم إزاء عدم إخطار إسرائيل الولايات المتحدة قبل قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
وجاء في تقرير للصحيفة أن الغارة أثارت مخاوف بشأن زيادة المخاطر التي تهدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن عدم وجود إشعار مسبق من إسرائيل دفع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى تقديم شكوى مباشرة إلى نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، مشددا على أهمية إبلاغ الولايات المتحدة قبل مثل هذه الضربات؛ نظرًا لآثارها على القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وأدى قصف القنصلية إلى زيادة توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وسط التوترات المتصاعدة أصلا بشأن حرب غزة، كما انتقد المسؤولون الأمريكيون طريقة تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الصراع، لا سيما فيما يتعلق بالضحايا المدنيين والظروف الإنسانية في غزة.
وهدد الرئيس بايدن، الذي يواجه ضغوطا متزايدة من الديمقراطيين والحلفاء العالميين بشأن الدعم الأمريكي لحملة إسرائيل في غزة، بإعادة النظر في سياسة الإدارة تجاه إسرائيل ما لم تتحسن ظروف المدنيين.
وتحسبًا لانتقام محتمل من إيران، اتخذت إسرائيل إجراءات احترازية، بما في ذلك وقف إجازات جنود الاحتياط وتعزيز وحدات الدفاع الجوي، كما أكد المسؤولون الإسرائيليون استعدادهم للدفاع ضد أي هجوم إيراني على أراضيهم.
وأثار قصف القنصلية مخاوف بشأن أعمال انتقامية محتملة من وكلاء إيران ضد أفراد عسكريين أمريكيين في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في المنطقة، في حين يهدف المسؤولون الأمريكيون للحفاظ على انفراج هش مع الوكلاء، مع منع التصعيد الذي قد يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا.
وبينما أدانت إيران الهجوم على القنصلية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستستهدف الولايات المتحدة بشكل مباشر ردًا على ذلك، أم أنها ستركز فقط على إسرائيل.
وتؤكد الحوادث السابقة، مثل الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على قاعدة تضم قوات أمريكية في العراق خلال 2020، على احتمال العدوان الإيراني ردًا على الاستفزازات المتصورة. وردًا على التوترات المتصاعدة، زاد البنتاغون من وجوده في الشرق الأوسط، ونشر أصولًا إضافية، ومراقبة التطورات في المنطقة من كثب.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذا الوضع يسلط الضوء على توازن القوى الدقيق والديناميكيات المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، إذ يمكن أن تكون لتصرفات دولة واحدة آثار بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي.