هل تدخل الولايات المتحدة الحرب على إيران؟

الداخل المحتل / PNN – تحدثت مصادر وتقارير إسرائيلية، أمس السبت، عن مساعٍ إسرائيلية أمام البيت الأبيض لحثّ الولايات المتحدة على المشاركة الفاعلة والمباشرة في الحرب الإسرائيلية على إيران، وتحديدًا في ظلّ التقارير عن عدم قدرة القنابل الإسرائيلية اختراق مفاعل فوردو النووي المحصّن في الجبال، وإحداث أضرار كبيرة فيه تشلّ عمله أو تعطيله.

فهل ستتورط الولايات المتحدة بشكل فاعل في الحرب على إيران، بعدما أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشنّ الحرب على إيران، ووفّرت غطاءً جويًّا ضد الصواريخ الإيرانية تجاه إسرائيل؟

حتى اليوم، فضّل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حصر الدور الأميركي في الحرب الجارية بأنّ واشنطن كانت على علم بتوقيت الهجوم ووافقت عليه، بل ووصفه بأنّه “هجوم ممتاز”، لكن في المقابل نشر أمس السبت تصريحًا على منصته “تروث سوشال” بأنه تحادث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأنهما يتفقان على ضرورة وقف الحرب، وكتب أن الحرب الإسرائيلية – الإيرانية يجب أن تنتهي.

لكن صباح اليوم الأحد، قال ترامب إنّ الولايات المتحدة ستردّ بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة إذا تعرّضت لأيّ هجوم من إيران، وأكد أنّ بلاده لن تتهاون في حماية أمنها ومصالحها.

وفي الوقت نفسه، شدّد ترامب على أن واشنطن لم تكن لها أيّ علاقة بالهجوم الإسرائيلي على إيران خلال الليلة الماضية. وأشار إلى أنه من الممكن التوصّل بسهولة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل يفضي إلى إنهاء هذا الصراع، إذا توفّرت الإرادة لدى الطرفين.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إنّ واشنطن لا تنوي الانخراط عسكريًّا بشكل مباشر في الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن الهدف الأميركي في المرحلة الحالية هو دفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات وتحقيق تسوية سلمية.

أحد العوامل المؤثرة في قرار دخول الولايات المتحدة الحرب هو السلوك الإيراني، فحتى اليوم تجنبت إيران استهداف قوات أو قواعد أميركية في المنطقة، في العراق أو دول الخليج، وذلك تفاديًا لتوريط الولايات المتحدة بحرب مباشرة مع إيران، ما يعني إحداث ضرر لإيران أكبر من الضرر الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي.

كما يتعلّق السلوك الإيراني بالرسائل المعلنة وغير المعلنة التي تنقلها واشنطن لطهران. فبعد ساعات من بدء الحرب الإسرائيلية، دعا ترامب طهران إلى العودة لطاولة المفاوضات، وقال إن ما ينتظرها في الحرب أخطر ممّا شهدته.

وإذا ما قررت إيران استهداف القوات الأميركية، فإنها تمتلك ترسانة تضم آلاف الصواريخ الباليستية والمسيّرات قصيرة المدى، التي بمقدورها استهداف قواعد أميركية في البحرين، والكويت، وقطر، والسعودية، والإمارات. واستخدمت إيران مثل هذه الصواريخ لمهاجمة القوات الأميركية بعد اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في عام 2020.

أما في ما يتعلّق بالقدرات الأميركية، فإن قطعًا بحرية وحاملات طائرات أميركية وقواعد عديدة منتشرة في محيط إيران، كما تمتلك الولايات المتحدة قدرات خاصة يمكنها استخدامها إذا كانت تنوي استهداف منشأة تخصيب اليورانيوم المدفونة على عمق كبير في فوردو.

وإذا ما قررت واشنطن الدخول المباشر في الحرب، فأبرز أهدافها سيكون تدمير منشأة فوردو، وهو ما تحاول إسرائيل إقناع الولايات المتحدة بتنفيذه.

وصرّح وزير الحرب الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، أمس السبت، لقنوات إسرائيلية، بأن دخول الولايات المتحدة للحرب ضروري بالنسبة لإسرائيل، وأن إسرائيل دمّرت نصف قدرات تخصيب اليورانيوم، بالإضافة للعلماء النوويين، ولتدمير فوردو من الضروري مشاركة الولايات المتحدة في الحرب.

إذن، يتعلّق القرار الأميركي بشأن المشاركة المباشرة في الحرب، من بين أمور عدة، بالسلوك الإيراني إذا ما قررت طهران استهداف القوات الأميركية في المنطقة، والعامل الأهم هو مدى قدرة إسرائيل على إقناع الولايات المتحدة بالمشاركة المباشرة في الحرب لتدمير مفاعل فوردو، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل بشكل حثيث في اليومين الأخيرين.

المصدر/ عرب 48 

مشاركات مماثلة