[[{“value”:”
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام
قالت صحيفة غارديان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي متهمة باستخدام فتاة تبلغ من العمر (10 سنوات) درعا بشريا أثناء تنفيذها هجومها المدمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في سياق توغل حاصرت خلاله قوات الاحتلال قائد كتيبة طولكرم محمد جابر، المعروف باسم أبو شجاع، حيث استشهد مع 4 من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
وافتتحت الصحيفة تقريرا -بقلم جوليان بورغر وسفيان طه- بالتجربة التي عاشتها ملاك شهاب (10 سنوات)، عندما نزع جنود الاحتلال كمامة كلبهم ووجهوه إليها مباشرة، بعد أن أخرجوا النساء و4 من الأطفال إلى الشارع واحتفظوا بها.
توسلت الفتاة للجنود أن يتركوها مع والدتها، لكن الجنود لم يكن لديهم سوى عبارة واحدة باللغة العربية المهذبة “افتحوا الأبواب”، وبحسب رواية ملاك، دفعها الجنود إلى كل باب من أبواب منزل عمتها، وظلوا مرابطين خلفها على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على من قد يكون بالداخل.
ورغم نفى جيش الاحتلال وقوع الحادثة واتهامه لعائلة شهاب بتلفيقها، وزعمها أنها تتعارض مع مدونة قواعد السلوك في الجيش، كما تذكر الصحيفة، إلا أن الشواهد الميدانية تؤكد ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كانت هذه التجربة الأكثر رعبا التي عاشتها ملاك في الغارة الإسرائيلية، ولكنها لم تكن الأولى في حياتها القصيرة، لأن مخيم نور شمس الواقع بمدينة طولكرم بالضفة الغربية معروف بنزعته النضالية، التي تقودها كتيبة طولكرم في مخيم نور شمس.
ففي 24 يوليو/ تموز الماضي تكرر مشهد جنين الذي وثق بتاريخ 22 يونيو/ حزيران، ويظهر فيه جنود من جيش الاحتلال وهم يربطون شاب فلسطيني جريح على غطاء محرك جيب عسكري، كدرع بشري خلال اقتحامها إحدى مناطق المخيم، في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وشهدت حرب الإبادة المستمرة على غزة منذ 11 شهراً توثيق الاحتلال بالصوت والصورة العشرات من اللقطات التي تفضح هذه السياسة المصنفة وفق اتفاقيات جنيف كجرائم حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
ونشر المرصد الأورومتوسطي في 30 يونيو الماضي معطيات تؤكد استخدام جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية بنمط متكرر لم يقتصر على قطاع غزة، حيث وثق العديد من الحالات المماثلة في الضفة الغربية.
وقال المرصد إن ما يفعله الاحتلال يمثل امتداد لسياسة متبعة في جيش الاحتلال منذ سنوات طويلة سواء خلال جولات التصعيد أو خلال الاقتحامات المتكررة في الضفة الغربية.
ومنذ عام 2005 استخدم جيش الاحتلال المواطنين الفلسطينيين دروعا بشرية، كجزء من سياسته الرسمية، وأمرهم بتنفيذ أعمال عسكرية محفوفة بمخاطر حقيقية على حياتهم.
وسبق أن نشرت منظمتا العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش” عدة تقارير مفصلة تفضح استخدام جيش الاحنلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين بمن فيهم أطفال وكبار السن كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية، لتمكين الجنود من التمركز في مواقع استراتيجية خلال الاشتباكات.
وتعد الغارات على مخيم نور شمس في طولكرم، ومخيم جنين ومخيم الفارعة في طوباس، تكرارا شرسا لنمط مستمر على مدى عقود، ففي كل مرة يأتي الجنود بحثا عن النشطاء، ويخلفون وراءهم دمارا ومدنيين مصابين بصدمات نفسية قبل الانسحاب، ثم يتم تنظيف الفوضى، في عملية يسميها بعض الجنرالات والخبراء الإسرائيليين، “جز العشب”.
وأطلق جيش الاحتلال في 28 أغسطس/ آب الماضي عملية عسكرية شمالي الضفة الغربية تعدّ الأوسع منذ عام 2002، إذ اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء اليوم نفسه من طولكرم.
وبالتزامن مع عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسّع الاحتلال عملياته بالضفة بينما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم، ليتسبب في استشهاد 676 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
“}]]