“نيويورك تايمز”: تقارب نادر بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل

 ​   

واشنطن/PNN- أدت الحرب في غزة، و”الرعب” الذي خلفه هجوم السابع من أكتوبر تحديدًا، إلى “تقارب نادر” بين الإسرائيليين العلمانيين والمتدينين الحريديين (المتشددين)، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الأقلية الحريدية عاشت في إسرائيل لفترة طويلة منفصلة عن التيار الرئيس في البلاد، فإن القتال أدى إلى توسيع هذا َالانقسام أحيانًا، وساعد في أحيان أخرى على جَسر الهوة بين الجانبين.

وبحسب التقرير، كان الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سبباً في تحفيز “ومضات من التضامن” بين قطاعات من الأقلية اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة والتيار العلماني في إسرائيل.

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة واستدعاء جنود الاحتياط الإسرائيليين للخدمة لفترات طويلة أو إضافية، أصبحت الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة حول الإعفاءات العسكرية لليهود الأكثر تديناً في البلاد مرة أخرى في قلب المناقشة الوطنية.

وفي أعقاب اليوم الأكثر دموية، بحسب الإسرائيليين، فإن أجزاء من مجتمع إسرائيل “المتنامي” من اليهود الأرثوذكس المتطرفين، المعروفين باسم “الحريديم”، يعيدون النظر في دورهم في نسيج الأمة.

وقد أعربت أعداد كبيرة بشكل غير عادي عن دعمها أو اهتمامها بالخدمة العسكرية، وفقا لبيانات الاقتراع والإحصاءات العسكرية، مع كون الغالبية العظمى من “الحريديم” لا تزال تأمل في الاحتفاظ بإعفائها.

ولفت التقرير إلى أن علاقة الحريديم مع العلمانيين، منذ تأسيس إسرائيل قبل 76 عاما، كانت مشحونة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الفوائد التي تم ضمانها للمجتمع الحريدي الصغير في ذلك الوقت، في اتفاق بين الزعماء الدينيين والعلمانيين.

وخلافًا لمعظم الإسرائيليين، الذين تعتبر الخدمة العسكرية إلزامية بالنسبة لهم، فإن الحريديم معفوون من التجنيد للتركيز على الدراسة الدينية.

كما أنهم يتلقون إعانات مالية كبيرة من الدولة للحفاظ على نظام تعليمي مستقل يتجنب الرياضيات والعلوم، ويُركز على دراسة الكتاب المقدس.

ومع الارتفاع الكبير في عدد اليهود الأرثوذكس المتطرفين، إلى أكثر من مليون شخص اليوم، أي ما يقرب من 13% من سكان إسرائيل، بعد أن كان عددهم حوالي 40 ألفا فقط في عام 1948، أدت هذه الامتيازات والإعفاءات إلى استياء الإسرائيليين العلمانيين.

ويشعر العديد من الإسرائيليين أن خدمتهم العسكرية وضرائبهم توفر الحماية الجسدية والمكافأة المالية لمجتمع يعاني من البطالة الجزئية، ولا يقدم إلا القليل في المقابل.

وخلُص التقرير إلى حدوث تغير لدى الحريديين الذين لا يمانع 30% منهم الانضمام إلى الجيش، في حين أقر 75% منهم بازدياد إحساسه بالمصير المشترك مع الإسرائيليين الآخرين، وفق استطلاع أجراه، في ديسمبر الماضي، المعهد الحريدي للشؤون العامة.

  

المحتوى ذو الصلة