نيويورك تايمز: إسرائيل دولة منكمشة تغرق في أزمة وجودية

[[{“value”:”

نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام

رأت كبيرة محللي الشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية، أن إسرائيل تغرق في أزمة وجودية بعد عام على حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مبينة أن الرسائل التي يطرحها المتظاهرون الإسرائيليون للمطالبة بصفقة تبادل، تختزل أسئلة يطرحها كثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على “أطول حرب في تاريخ إسرائيل”.

وأشارت ميراف زونسزين إلى عديد اللافتات التي يرفعها المتظاهرون وقد كتب عليها “من نحن بدونهم”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، بما يعني ما قيمة “وطن يهودي” إذا لم تكن من أولوياته إنقاذ حياة “مواطنيه المدنيين” (المستوطنين) الذين اختُطفوا (أٌسروا) من منازلهم (المستوطنات)؟، وما نوع المستقبل الذي ينتظرني هنا إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يقدمها قادتنا هي الحرب التي لا نهاية لها؟.

وقالت الكتابة في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الثلاثاء، إن “إسرائيل” تغوص في أزمة وجودية بعد طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفة إياها بأنها دولة “منكمشة”: نزح عشرات الآلاف من مواطنيها من البلدات والمستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) الشمالية، والقرى الحدودية الجنوبية، بينما تخوض حربا متعددة الجبهات لا تنفك تزداد أواراً.

وأضافت زونسزين أن آلاف الإسرائيليين ممن لديهم موارد آثروا الرحيل عن “إسرائيل” عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بينما يفكر آخرون في الهجرة أو يخططون لها. كما درج عدة آلاف آخرين على الخروج إلى الشوارع أسبوعا بعد أسبوع، وانخرطوا في عصيان مدني منذ ذلك التاريخ وفي احتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتنياهو.

وأوضحت أن أحد مظاهر الأزمة الداخلية تجلى الشهر الماضي، عندما أظهرت الصور رئيس أركان جيش الاحتلال السابق دان حالوتس يُبعد بالقوة من قبل الشرطة من الشارع، في اعتصام أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال الخاص، وصور أقارب الأسرى يتعرضون للتعنيف من قبل “ضباط إنفاذ القانون”.

ووصفت زونسزين الحرب الدائرة الآن بأنها معركة منفصلة تماما عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعن الفلسطينيين أنفسهم في الضفة والقدس وغزة “وكأنهم لا يتنفسون نفس الهواء الذي نتنفسه في إسرائيل”.

ولفتت الكاتبة إلى أن الغضب الذي يعتمل في الشارع الإسرائيلي يقتصر، إلى حد كبير، على فشل حكومة الاحتلال في إنقاذ الأسرى وليس على التدمير العشوائي لغزة وقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني.

وأضافت كبيرة محللي الشؤون الإسرائيلية بمجموعة الأزمات الدولية: “قليلين هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة”، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم.

وانتقدت زونسزين ، الاستخفاف الإسرائيلي بمعاناة الفلسطينيين سواء كان ذلك بوعي أو بدونه، ووصفته بأنه إحدى أكثر السمات الملموسة والمقلقة للحياة في إسرائيل منذ طوفان الأقصى، مبينة أن هذا التجاهل أو الاستخفاف كان موجودا قبل ذلك بكثير، “إلا أنه بات الآن أكثر وضوحا وتأثيرا”.

وبرأي الكاتبة، فإن هذه “اللامبالاة” بالتحديد هي التي مكّنت اليمين المتطرف من السيطرة على السياسة الإسرائيلية دون منازع، قائلة إن “المبدأ الموحِّد بإسرائيل اليوم كما صاغته الأحزاب اليمينية في السلطة، يتمثل -من وجهة نظرها- في السيطرة والهيمنة اليهودية، والعيش بالسيف”.

وختمت زونسزين-المقيمة في دولة الاحتلال-بمثل ما بدأته: ماذا يعني إذن أن تعيش في بلد جعل قادته رفاهية مواطنيه أمرا ثانويا بالنسبة لمستقبل قادتهم السياسي وممارستهم وتوطيدهم للسلطة السياسية والقوة العسكرية المفرطة؟ كيف يمكن للإسرائيليين تفسير التطبيق الانتقائي للقانون حيث ترفض الشرطة اعتقال المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين، وتعتقل من يطالبون بصفقة للإفراج عن الأسرى رغم التزامهم بالقانون؟

“}]] 

المحتوى ذو الصلة