كتب عبد الرؤوف أرناؤوط:
طالب 25 عضو مجلس شيوخ من الحزب الديمقراطي الأميركي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالضغط على الأطراف للموافقة على صفقة تضمن الإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وتُمهّد الطريق لوقف إطلاق النار، وتعمل على إنشاء قوة أمنية مدعومة من الشركاء العرب لإدارة غزة دون “حماس”.
جاء ذلك في رسالة بادر إليها عضو مجلس الشيوخ كريستوفر كونز، وحصلت “الأيام” على نسخة منها، وجاء فيها: “لا توفر الولايات المتحدة اليوم القيادة اللازمة لدفع السلام إلى الأمام، ولهذا السبب نكتب إليكم للتعبير عن قلقنا العميق قبل رحلتكم المقبلة إلى الشرق الأوسط”.
وأضافت: “نشهد كارثة إنسانية في الشهر الثالث من الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة، والذي يفرض قيوداً على دخول الغذاء والماء والدواء. هذا هو أطول إغلاق تواجهه غزة على الإطلاق. وبينما نفدت مخزونات برنامج الغذاء العالمي من الغذاء داخل غزة في 25 نيسان، أفاد البرنامج بأن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية – وهي كافية لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر – قد تم وضعها خارج غزة في ممرات المساعدات، غير قادرة على الدخول”.
وتابعت: “ووفقاً للأمم المتحدة، يُقدر أن 90% من سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والمائي الحاد، حيث يواجه معظم المدنيين مستويات جوع طارئة أو حرجة”.
ولفتت إلى أنه “في ظل هذه الخلفية، فإن اقتراح الحكومة الإسرائيلية الجديد للمساعدات غير قابل للتطبيق. فهو سيقتصر توزيع المساعدات على عدد قليل من المواقع في جنوب غزة، والتي يؤمّنها متعاقدون أميركيون من القطاع الخاص، وتشير جميع منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة تقريباً إلى أن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة انعدام الأمن والنزوح. نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، هم من الأطفال، جيل من الأطفال الجائعين اليوم سيمنع إسرائيل من أن تنعم بالأمن والسلام غداً”.
وقالت: “هذا الأسبوع، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطة لتوسيع العمليات العسكرية والسعي إلى احتلال مستدام وطويل الأمد لغزة. تُمثل هذه الخطوة نقطة تحول خطيرة لإسرائيل والمنطقة، وبينما ندعم الجهود المستمرة للقضاء على حماس، فإن إعادة احتلال غزة على نطاق واسع ستكون خطأً إستراتيجياً فادحاً”.
وأضافت: “إنّ خطط الاحتلال الإسرائيلية المُقترحة تُبعدنا أكثر عن إنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة بشكل دائم والحفاظ على أمن إسرائيل، وهما الهدفان اللذان وعدتم بتحقيقهما في ظل إدارتكم. لذا، وقبل زيارتكم المُقبلة، نحثّكم على مُعارضة إعادة احتلال غزة بشكل دائم، والضغط من أجل الاستئناف الفوري للمساعدات الإنسانية المُحايدة وغير المُتحيزة، والوصول إليها، وتوزيعها بما يُلبي احتياجات المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة بشكل كامل”.
واعتبر الموقعون، على الرسالة إلى ترامب، بأن “لديكم فرصة فريدة للضغط على الأطراف للموافقة على صفقة: (1) تضمن الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المتبقين. (2) تُمهّد الطريق لوقف إطلاق النار. (3) تعمل على إنشاء قوة أمنية مدعومة من الشركاء العرب لإدارة غزة دون حماس. (4) تُمهّد الطريق نحو حل دائم يسمح للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بالعيش في أمن وكرامة وازدهار”.
وعلى ذات الصعيد، فقد ترأس النائب براد شنايدر، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي 27 نائباً ديمقراطياً في مجلس النواب في رسالة إلى الرئيس ترامب، يحثونه فيها على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة فوراً.
وجاء في نص الرسالة، التي حصلت “الأيام” على نسخة منها: إن “من الضروري أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة”.
وقالت: “نحثكم بكل احترام على دعوة رئيس الوزراء نتنياهو إلى معالجة هذه الأزمة الإنسانية على الفور وتعزيز السلام الدائم. لقد سلّطتم الضوء مؤخراً على المعاناة الإنسانية المستمرة في غزة، حيث تستخدم حماس المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية. نُقدّر إدراككم للحاجة المُلِحّة لوصول الغذاء والماء والدواء إلى المدنيين، ونتفق معكم. أعلن برنامج الغذاء العالمي مؤخراً أن مخازنه أصبحت فارغة، وأن العديد من المدنيين يُعانون من نقص الغذاء والمياه النظيفة. من الضروري عودة المساعدات الإنسانية إلى مُحتاجيها، حتى في خضمّ الصراع الدائر. كما نحثّكم على الوفاء بالتزامكم الأخير بمساعدة سكان غزة في الحصول على بعض الغذاء”.
وأضافت: “نُدرك أن استئناف المساعدات الإنسانية يجب أن يتزامن مع حملة إعادة الرهائن وهزيمة حماس. إن عدم ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين يُعرّضهم لكارثة إنسانية أكبر، ويُعزّز روايات حماس الكاذبة، ويُهدّد مكانة إسرائيل الدولية، ويُقوّض الوضوح الأخلاقي لضرورة تفكيك حماس وجلب آمال السلام والازدهار إلى المنطقة. يجب على الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب حلفائها وأن تُحافظ على قيمها، بما في ذلك حماية حياة المدنيين. إن ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، مع مواصلة الوقوف جنباً إلى جنب مع إسرائيل في حربها على الإرهاب، أمرٌ أساسي لإعادة الرهائن مع الحفاظ على التزامنا المشترك بالأمن والعدالة والكرامة الإنسانية”.
وتابعت: “نحثكم بكل احترام على مواصلة الحديث علناً عن أهمية استئناف المساعدات الإنسانية، وتشجيع رئيس الوزراء نتنياهو على تمكين إيصال الغذاء والماء والأدوية الضرورية لإنقاذ حياة المدنيين في غزة دون تأخير. قيادتكم في هذه اللحظة الحاسمة قادرة على إنقاذ الأرواح، وتعزيز دعم أميركا الثابت لقيمنا ولحلفائنا، ودعم مهمة إسرائيل الحيوية المتمثلة في تفكيك حماس وإعادة كل رهينة إلى ديارها”.