القدس/PNN- انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قطر التي تلعب دورًا في الوساطة بشأن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل أسرى بين إسرائيل، وحركة حماس؛ كما وجّه انتقادا لإدارة الرئيس الأميركيّ، جو بايدن؛ معتبرا أن الجانبين لم يشكّلان ضغوطا كافية بشأن المفاوضات المتعلّقة بصفقة تبادُل أسرى.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” مساء الثلاثاء عن 3 مصادر لم تسمها، قولها إن “إسرائيل وحركة حماس وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى خلال هدنة تستمر شهرا”؛ وذكرت المصادر نفسها، أن “الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب على غزة”.
وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من الأسرى الإسرائيليين بدءا من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وأفادت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير نشرته مساء الثلاثاء، وحوى تسجيلا مسرّبا لنتنياهو خلال لقائه الإثنين، بعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، بأن نتنياهو “أوضح سبب خيبة أمله من إدارة بايدن، في ظل القرار الأميركي تمديد عقد تواجدها في قاعدة جوية في قطر، لمدة عشر سنوات أخرى”.
وقال نتنياهو في التسجيل: “هذا لا يبدو ضغطا”، في إشارة إلى عدم استغلال واشنطن تجديد عقد تواجدها في القاعدة القطرية، واستخدامه كورقة ضغط بشأن المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق تبادل أسرى.
ووفق التقرير، فإن نتنياهو ومقرّبين منه، قالوا إن قطر تعهدت بوصول الأدوية إلى الرهائن الإسرائيليين، وأنها ستعطي إسرائيل “تأكيدا مرئيا” على ذلك.
وأضاف نتنياهو في التسجيل المسرّب: “أعتقد أن عليكم التحدث إلى المجتمع الدولي من أجل ممارسة الضغط على أولئك الذين يمكنهم ممارسة ضغط”.
وتابع: “أولا وقبل كل شيء، العامل الأول هو قطر. الآن، عندما أتحدث عن قطر، لا تسمعونني أشكر قطر. هل لاحظتم ذلك؟ أنا لا أشكر قطر، لماذا؟ لأنه بالنسبة لي، فإن قطر لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، وهي لا تختلف في جوهرها عن الصليب الأحمر، بل هي بمفهوم محدّد ربما تكون أكثر إشكالية”.
وتتهم السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة، وجمعية الصليب الأحمر، بالانحياز للرواية الفلسطينية، بل وتزعم تل أبيب أن بعض المنظمات الدولية الحقوقية، تُعدّ “أذرعا لحماس”.
وتابع نتنياهو: “لكنني مستعد الآن لاستخدام أي عامل يساعدني على إعادتهم (الرهائن في غزة) إلى الوطن”، مضيفا: “ليس لدي أي أوهام بشأنهم (بشأن قطر). إنهم لديهم نفوذ. لماذا لديهم نفوذ؟ لأنهم يمولونهم (يمولون حماس وفق ادعائه)”.
وأضاف نتنياهو: “لقد كنت غاضبًا جدًا مؤخرًا، ولم أخفِ الأمر عن الأميركيين، حيث قاموا بتجديد عقد القاعدة العسكرية مع قطر. لماذا لم تقولوا؟ نطلب منكم إعادة المختطفين إلينا، هذا ضغط! لماذا؟ لأن قطر تمارس ضغوطا على حماس. أولا وقبل كل شيء؛ يجب الضغط على قطر”.
وقال السكرتير العسكري لنتنياهو، آفي غيل، في الاجتماع: “من المفترض أن نتلقى من خلال القطريين نوعا من التأكيد، بطريقة أو بأخرى، بأنهم (الرهائن) تلقوا الأدوية. أقول هذا بحذر”.
وتأتي أقوال نتنياهو، فيما كان البيت الأبيض، قد أعلن في وقت سابق، الثلاثاء، أنه يدعم وقفا لإطلاق النار في غزة لمدة طويلة، مشيرا إلى محادثات “نشطة” بشأن صفقة رهائن مُحتمَلة بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: “ندعم وقفا إنسانيا لإطلاق النار في غزة لمدة طويلة”.
وذكر أن “المبعوث الأميركي (بريت) ماكغورك يزور المنطقة، للتركيز على اتفاق آخر للرهائن وهدنة إنسانية في غزة”.
وشدّد كيربي على أن إدارة بايدن “لا تريد لحماس أن تحكم غزة، ونتفق مع نظرائنا الإسرائيليين في هذا الشأن”، مضيفا: “نجري محادثات نشطة بشأن صفقة رهائن بين حماس وإسرائيل”.