تل أبيب -PNN- وجّه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً انتقادات لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يُعد “صندوق سرائره”، بسبب عدم توقعه “التغيّر” في موقف الولايات المتحدة من إسرائيل والمنطقة، على ما أفاد موقع “واينت”، مساء أمس السبت.
ونقل الموقع العبري عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية قولهم إن نتنياهو عبّر في جلسات مغلقه عن إحباطه من ديرمر، بسبب خطأه في تقدير السياسة الأميركية حيال إسرائيل، خصوصاً بشأن الموقف من الحرب على قطاع غزة. وبحسب أحد المسؤولين فإن “ديرمر لم يستوعب ما حدث، وعلى ما يبدو تلاعبوا به”، موضحاً أنه “كان متيقناً من أن الولايات المتحدة لن تعارضه، لكن الأمر لم يسر على هذا النحو”، ولم يستطع توقع “التغيير الأميركي، وحتى الآن لا يزال يعتقد أنه سيكون هناك تنسيق ولن يتطور الأمر إلى عداء، فيما الواقع مغاير لذلك”.
وأشار المسؤولون الحكوميون إلى أن نتنياهو نفسه يشعر بالقلق من التغييرات التي يلحظها في الساحة الأميركية، خصوصاً من جانب مسؤولين محسوبين على اليمين وفي معسكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبحسب أحد المصادر فإن “نتنياهو عبّر عن قلقه من تأثير تيار الـ white woke (يقظة البيض) الذي يميّز قطاعات معيّنة من الجمهور الأميركي ويتّسم في توجهاته المحايدة والمشككة وحتّى العدائية تجاه إسرائيل”.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو يرى أن أشخاصاً يعتبرهم “خطيرين”، مثل تاكير كارلسون مقدّم البرامج التلفزيونية العريق وصاحب التأثير في المعسكر اليميني، يهمسون في أذن ترامب ويقودونه نحن “التشكيك بإسرائيل”. ومثل هؤلاء الأشخاص، بحسب المصادر ذاتها، ينقلون إلى ترامب ما مفاده بأن “إسرائيل تجرِ الولايات المتحدة للحرب. وهو ما يغذّي العدائية تجاه تل أبيب من جانب الجمهوريين”.
ويذكر أنه مع بدايات تنصيب الحكومة الحالية عُيّن ديرمر، فعلياً، وزير خارجية شؤون الولايات المتحدة. وفي الماضي شغل منصب السفير الإسرائيلي في واشنطن، واعتُبر رجل ثقة نتنياهو الذي أوكله حتّى الآن بالمسائل الكبيرة، حتّى أنه قال إن “ديرمر يمكن أن يخلفه في رئاسة الحكومة مستقبلاً”. وانعكست الثقة التي يحظى بها في تعيينه أيضاً على رأس وفد المفاوضات الإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى، غير أن عائلات الأخيرين دعت إلى تبديله في ضوء إخفاقه في تحقيق أي اختراقٍ في المفاوضات.
وتأتي التطوّرات الأخيرة غداة إعلان ترامب، ليل الجمعة السبت، أن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة “قريب جداً”، بل أشار إلى احتمال صدور إعلان في وقت لاحق، وأضاف: “إنهم (إسرائيل وحماس) قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، وسنوافيكم بالمستجدات لاحقاً اليوم أو ربما غداً”.
وحتّى قبل تقديم الحركة ردها بشأن مقترح المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، كانت إسرائيل قلقة، وفق الموقع، من إمكانيّة أن يفرض الأميركيون وقف الحرب من دون تحقيق الشروط التي تطالب فيها، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي لطالما تحدث عن ذلك خلال الأسبوعين الأخيرين.