تل أبيب – وكالات:: أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
إلى ذلك، أشار نتنياهو إلى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر “لأسباب دبلوماسية”، مع السماح بدخول كميات محدودة من الغذاء ابتداء من امس، إلى القطاع بعد أكثر من شهرين من إخضاع سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة لحصار خانق.
وقال نتنياهو في شريط مصوّر، إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع … لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.
وأتت تصريحاته غداة تأكيد الجيش أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وقال نتنياهو، “يجب ألا نسمح بأن ينزلق السكان نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء”، مشيرا إلى أن داعمي إسرائيل لن يكونوا متسامحين مع “مشاهد المجاعة الجماعية”.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من خطر المجاعة في غزة حيث يوجد “مليونا شخص يتضورون جوعا”.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه يناقش مع السلطات الإسرائيلية استئناف دخول المساعدات. وأوضح في بيان، “تواصلت السلطات الإسرائيلية معنا لاستئناف تسليم المساعدات المحدودة، الآن، نجري مناقشات معهم حول كيفية تنفيذ ذلك في ظل الظروف الحالية على الأرض”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن السماح، أمس، بمرور شاحنات محملة بطعام الأطفال الرضع إلى غزة، مشيرة إلى أنها ستسهل في الأيام المقبلة “دخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات”.
وندد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بقرار إدخال بعض المساعدات، وقال، إن نتنياهو “يرتكب خطأ جسيما من خلال هذه الخطوة”.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فأكد أن “ما سيدخل في الأيام المقبلة سيكون الحد الأدنى فقط: بعض المخابز التي تُعد الخبز للناس، ومطابخ مجتمعية تقدم وجبة مطبوخة يوميا. هذا سيسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة توفير الحماية الدبلوماسية لنا”.
وقال في تصريح، أمس، إنه “لن تدخل أي مساعدات لـ(حماس)، وما كان هو ما سيكون. ونحن ندمر كل ما تبقى من القطاع وهذا سيؤدي إلى إبادة (حماس) وإعادة المخطوفين. وسيصل السكان إلى جنوب القطاع ومن هناك إلى دول ثالثة”.
وأضاف سموتريتش، إنه “عندما يدعوننا أصدقاؤنا الأقرب إلينا في العالم أن نساعدهم ليساعدونا، ونفي أكاذيب التجويع، فنحن نتعاون. وما سيدخل في الأيام القريبة هو القليل من القليل. ويبدو أن هذا لا يلقى تأييد قاعدتنا الانتخابية، والأسهل أن نخوض قتالا لإثبات من هو الرجل ومن الأكثر يمينية. وأدعو رئيس الحكومة: تحمل المسؤولية، وأظهر قدرة قيادية، وتحدث إلى الجمهور”.
وفيما يتعلق بمفاوضات الدوحة، اعتبر سموتريتش أنه “لن نوقف الحرب ثانية واحدة قبل القضاء على (حماس)”.
