لندن / PNN – رغم استدعائه مؤخرا من قبل شرطة لندن للإدلاء بإفادته عقب مشاركته بإحدى المسيرات، تعهد اليهودي البريطاني ستيفن كابوس، الناجي من المحرقة الألمانية (الهولوكوست)، بمواصلة مشاركته في مسيرات دعم فلسطين،، قائلا إن إظهار موقف داعم للقضية الفلسطينية هو الأجدى والأكثر فاعلية في هذا الوقت “حتى وإن عرّضنا أنفسنا للخطر”.
ونجا كابوس (87 عاما) من المحرقة النازية عندما كان في السابعة من عمره، في العاصمة المجرية بودابست، ودأب منذ سنوات على المشاركة في مسيرات دعم فلسطين، برفقة ابنته أندريا وحفيدته إيسلا كابوس.
وفي حوار خاص مع الأناضول بشأن استدعائه من قبل الشرطة البريطانية في مارس/ آذار الماضي، عقب مشاركته في إحدى المسيرات في لندن في يناير/ كانون الثاني الماضي، وصف كابوس ما جرى بأنه “تقييد لحرية التعبير في بريطانيا”.
وأشار إلى أن تدخل الشرطة واستدعائه للتحقيق كان نتيجة “قرار على مستوى عالٍ”، يهدف إلى “تخويف المؤيدين لفلسطين وثنيهم عن المشاركة في المظاهرات”.
وشدد كابوس على أن هذا المسعى لن ينجح، قائلًا: “المسيرات الداعمة لفلسطين تعبّر عن مشاعر وآراء شعبية مشروعة بالكامل، خاصةً في ظل استمرار الإبادة الجماعية في غزة، والتي تجرى على مرأى ومسمع العالم بأسره”.
وأوضح أن “الاستجواب لم يكن محاكمة حقيقية”، ولكنه جرى بهدف “محاولة دفع المشاركين إلى ارتكاب تناقضات في أقوالهم أو الإدلاء بتصريحات قد تُستخدم ضدهم”.
السلطات البريطانية أعلنت قبل أيام من موعد المسيرات المؤيدة لفلسطين في لندن، أنها “لن تسمح بتنظيم المسيرة ضمن مسارها المعتاد”، بحجة وجود كنيس يهودي على طول المسار، وهو المسار نفسه الذي استخدم في مظاهرتين سابقتين خلال العام الماضي.
لكن المنظمين أكدوا عدم وجود أي كنيس على ذلك الطريق، وأعلنوا نيتهم السير في نفس المسار، لكن الشرطة البريطانية رفضت منحهم التراخيص اللازمة.
وإثر ذلك، تجمع المحتجون أمام مقر رئاسة الوزراء، ثم انطلقوا في المسار المعاكس نحو مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، لكن الشرطة تدخلت لعرقلة المسيرة، واعتقلت أكثر من 70 متظاهرا.
وبرفقة كابوس، استدعت شرطة لندن الممثل البريطاني الشهير (من أصول مصرية) خالد عبد الله، للإدلاء بإفادتهما، بعد مشاركتهما في مظاهرة داعمة لفلسطين في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهي المظاهرة التي شهدت اعتقال عشرات المشاركين.
وعلّق عبد الله على استدعائه من قبل الشرطة البريطانية بالقول: “تلقّيت رسالة من الشرطة تفيد باستدعائي للاستجواب. حرية الاحتجاج في هذا البلد تتعرض لهجوم، وعلى الجميع الدفاع عنها”.
وأعلنت شرطة لندن، في بيان حينها، أن 8 أشخاص تم استدعاؤهم للتحقيق في إطار قضايا تتعلق بانتهاك “قانون النظام العام”.
البريطاني كابوس قال إن قرار توجيه الشرطة تهم له من عدمه سيتم إحالته لاحقا إلى النيابة العامة.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان سيستمر في المشاركة في المسيرات المؤيدة للقضية الفلسطينية، قال كابوس: “نعم، سأواصل المشاركة دون شك. أرى ذلك واجبا مطلقا، ولا أظن أن ما حدث سيؤثر على قراري”.
وأضاف: “لم يفرضوا (الشرطة) علي أي شروط، وأعتقد أن من المبكر جدا أن يفرضوا مثل تلك الشروط أصلا”.
كما أعرب كابوس عن قلقه الشديد إزاء مستقبل حرية التعبير في بريطانيا، مضيفًا: “أنا قلق للغاية. بصفتي ناجيًا من المحرقة، أرى أن دوري هو أن أُحذر من الإبادات الجماعية، فهي لا تحدث فجأة ولا تهطل من السماء، بل هي نتيجة لتدهور تدريجي في إنسانية المجتمع”.
وتابع: “أعتقد أننا الآن في بداية ذلك التدهور، ولهذا فإن إظهار موقف داعم للقضية الفلسطينية، حتى وإن عرّضنا أنفسنا للخطر، هو الأجدى والأكثر فاعلية في هذا الوقت”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.