غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ميار وبلال ابني الزميل الصحفي نضال حميدة، العامل في تلفزيون فلسطين، كآلاف الأطفال في ديارنا المغتصبة، تختطف وحشية الاحتلال زهرات قلوبهم وأمانيهم قبل ريعانها.
تكبر ميار بلال بعدة سنوات، ومع ذلك كانا رفيقين ملازمين لبعضهما، يملآن بيتهما الصغير في قطاع غزة بالسعادة، وبعض المناكفات الجميلة كأي شقيقين، على الألعاب ومن سيرافق “بابا وماما” في المشوار القادم.
يشهد كل من عرف الطفلة عذبة المحيا ميار بحدة ذكائها وتفوقها في دراستها، وينقلون عنها حلمها بأن تصبح صحفية مثل أبيها، لكن الاحتلال الهمجي أنهى أمنيتها بقصف منزلهم، لتستشهد مع رفيقها بلال ووالدتهما، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وحال الزميل نضال كحال آلاف في قطاع حاصره العدو والقريب، وقد نقل أحداثًا عديدة عن مجازر وشهداء وجرحى، وحاله كمعظم الزملاء في هذه المهنة القلق أن يكون الخبر القادم يحمل أسماء أسرته.
ولكن يبقى الأمل الكبير بانتصار المقاومة، وانصراف المحتل من غير رجعة، واللقاء في الفردوس الأعلى من الجنة بعد انقضاء الحياة القصيرة، سواء على من يقصفون، أو من يتنعمون بالهدوء بلا رعب ولا قصف.
ونذكر أن “ليسوا أرقامًا” سلسلة تستعرض جزءًا مما يتوفر من قصص بعض الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وكل يوم مع نبذة جديدة من سيرة عطرة لأحد الأحياء عند ربهم، بمشيئته سبحانه.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنفيذ محرقة في قطاع غزة عبر الجو والبر والبحر، مخلفة أكثر من 40 ألفا بين شهيد ومفقود وجريح، كشكل من أشكال الانتقام من المدنيين الفلسطينيين.