يلجأ المزارعون الي البيوت البلاستيكية لضمان محصولٍ ناضجٍ على مدار الفصول، اذ ان هذه الخيمة تركز الحرارة داخلها فتنضج الكائنات لا المزروعات فقط، فلك أن تتخيل حال أهل الخيام في بيوتهم البلاستيكية الجديدة في هذا الصيف! وعاد الصيف مرة أخرى يا غزة! وكأن حولاً كاملاً مضى على بداية الحرب،
ومرت غزة بكل الفصول وكل المواسم. خلعت روحها في الخريف، ولبست في الشتاء لحاف البرد، وتدثرت في الربيع بوردةٍ نمت بمحاذاة نبعٍ أو قبرٍ.
للصيف طقوس يمارسها الإنسان كي يستطيع مقاومة هذه الطبيعة المتقلبة المزاج والطقوس، فالبيت، هو الملاذ والملجأ، والبيت بكل رفاهيته لن يوقف مداهمات الصيف وهباته.
فكيف الحال من غير بيت يا غزة؟ عاد الصيف! جف كل شيء، جفت الشمس وجف القمر. فالصيف في غزة لا يعرف الرحمة، ولا يجد لألحان فيروز متسعا.
فالصيف صيّف في كل مكان على جباه الأحبة. ولكن السيوف لوّحتْ في غزة وحدها فلعل سيمفونية العودة القريبة تنهي ألحان البكاء.
لقد اغتسل الصيف هذا العام في بحر غزة.. حتى جف، وسلط جحيمه على الأجساد الواهية التي أفرغتها الحرب من كل شيءٍ ولكن ما جفّ الأمل.
هل اختلف التقويم في غزة وتداخلت الأيام؟ هل أضافت السنة فصلاً خامساً أسمته فصل البكاء وموسم الاحزان ؟
آآآآه من فصل البكاء ومن مواسم الأحزان! لن يكون هذا موسم الحصاد، ولن ترضى مدينة الله ببؤس الختام. فثمة بذارٌ لم تنمُ. وولاداتٌ لم تكتمل. وثمة ايامٌ زائفة ستتكشف وهتافات كاذبة انتهت صلاحيتها. ثمة شمس ليست كشمس الصيف، ولا محالة أشرقتْ