[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“من يرنو فنائي يبحث عن سراب”.. بهذه الكلمات التي ظهرت خلف أحد كوادر التصنيع العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام خلال إعداده لعبوات العمل الفدائي، تبعث المقاومة برسالة بالغة الأهمية والدلالات من خلال مقطع الفيديو الذي بثته لتؤكد على ثبات إرادة المقاومة وصمودها واستمرارها رغم كل الظروف الصعبة في مقاومة العدوّ والاستمرار في توجيه الضربات الصاعقة له ليس في سياق الحرب النفسية وحسب، ولكن في قدراتٍ عسكريةٍ حقيقيةٍ في ميدان المعركة قادرة على تفجير آلياته واستهداف جنوده وإيقاعهم بين قتيلٍ وجريح.
وأشاد رواد التواصل الاجتماعي والخبراء والمحللون بالمشاهد التي بثتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، اليوم الأحد، من إحدى ورش التصنيع العسكري الخاصة لإنتاج عبوات العمل الفدائي، مؤكدين أنّ هذا يدلل على قوة المقاومة وعافيتها رغم مرور كل هذا الوقت ومراهنة العدوّ على استنزافها لكافة سلاحها وذخيرتها.
كما أكدوا على أنّ هذه المشاهد تؤكد على عظمة العقول التي تدير المعركة وكفاءتها العالية في الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة والقدرة على التكيف مع مجريات معركة الصبر والإرادة، مهما كانت شدتها وقسوتها، معتبرين ذلك جزءًا من المعجزة التي تحققها المقاومة في معركة طوفان الأقصى وأذلت من خلالها الجيش الذي لا يقهر.
رسالة الإرادة
بدوره قال الإعلامي راجي الهمص: هذا المقطع يقرأه كثيرون بطرق مختلفة ، لكن الثابت عندي أن الإعداد في زمن الحرب والإستنزاف والإبادة أعقد بكثير مما يتصوره المحب قبل الكاره.
ولفت الهمس إلى أنّ الإعداد بالحرب يشبه الاحتفاظ بالأسرى بل قد يبدو أعقد، هذه الصورة تعبر عن إيمان ويقين وثبات وقدرة وفضل من الله كبير.
وشدد على أنّ هذه المشاهد تمثل “رسالة الإرادة التي ستكسر كل ما يظن العدو أنه ممكن أن يحققه على الأرض، ورسالة لمن تسلل لهم الوهن وظنوا أن آلة العدو الحربية ممكن أن تفرض علينا ما لا نريد، بأن لا يجزعوا كل ما يصنعه العدو مؤقت وزواله يقترب أكثر وهو معتقد جازم عارف بذلك”.
وختم الهمص بالقول: اللهم احقن دماء شعبنا وأجرهم على صبرهم في الدنيا قبل الآخرة واجز المجاهدين عن الأمة خير الجزاء، نحن في وسط معركة الإبادة نعد فما عذر القاعدين”.
من جانبه قال د.حمود النوفلي المصانع الصاروخية لكتائب القسام: هذه المصانع ليست في كوريا الشمالية أو روسيا أو الصين وإنما في غزة العزة.
وتابع النوفلي بالقول: نعم غزة تعد لهم العدة، فجنود الصهاينة على سطح الارض والمصانع لنفجيرهم تعمل تحت أقدامهم دون أن يروها.
تصنيع محلي بعقول جبّارة
بدوره قال المدون أسامة ضمور معلقا على فيديو القسام بالقول: “صنع محلي فلسطيني قسامي”.
من جانبه أكد الخبير العسكري والاستراتيجي حاتم كريم الفلاحي، في تحليلٍ لقناة الجزيرة، أنّ المشاهد التي بثتها كتائب القسام في تصنيع عبوات العمل الفدائي يحمل العديد من الرسائل وأهمّها أن المقامة قادرة على مواصلة التصنيع تحت النار والاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة بعقول فذة وجبارة.
كما أكد الفلاحي أنّ هذه العبوات فعالة جدًا ضد الآليات الصهيونية والتحصينات الإسرائيلية، فعبوة العمل الفدائي تمّ تصنيعها بطريقة تزيد من فعالية انفجارها، وهي تخرق في الآليات المستهدفة إلى حد ٤٠ سنتيمتر، وتصل إلى النصف متر.
وأوضح الخبير العسكري أنّ هذا التصنيع يأتي من خلال عملية تدوير للأسلحة التي تم الاستفادة منها من قبل فصائل المقاومة خاصة القنابل التي لم تنفجر في الفترة الماضية.
ولفت إلى أنّها من جانب آخر، تشير إلى أنّ ما يجري الآن من عمل داخل قطاع غزة بتصنيع محلي وبالإمكانيات المتاحة، وهي رسالة واضحة أن ما يجري من عمليات تصدي ومقاومة جزء كبيرٌ منه يتمّ من خلال تدوير قنابل العدوّ التي لم تنفجر.
وشدد على أنّ الرسالة الأهم تكمن في أن عمليات التصنيع مستمرة فما دامت المعركة مستمرة فالمقاومة مستمرة بعمليات التصنيع وعمليات التدوير لكافة الأسلحة، وأن هناك قدرة على الاستمرار في المقاومة بهذه المعركة إلى أبعد مدى.
ويتابع الفلاحي بالقول: يضاف إلى هذا عندما تكون عقول رجال المقاومة بهذا المستوى بمعنى أن هناك إمكانية لعمليات التصنيع ومواكبة مجريات المعركة بحيث أن استخدام هذه العبوة من مسافات قريبة سيؤدي إلى تدمير آليات العدو التي يصل لها رجال المقاومة بكل سهولة وهذا من شأنه أن يزيد خسائر العدوّ.
تفاعل رواد التواصل
وعبّر رواد التواصل عن سعادتهم الغامرة بعد بث كتائب القسام لهذه المشاهد، مؤكدين على أنّ ذلك يبعث على التفاؤل والأمل بأنّ العدوّ لن يحقق أهدافه في العدوان على غزة مهما طال أمد المعركة.
“}]]