[[{“value”:”
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
أعلن حزب الله اللبناني، انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لها ليخلف حسن نصر الله الذي اغتاله الاحتلال إسرائيلي بغارة جوية على الضاحية الجنوبية في سبتمبر/ أيلول الماضي، فمن هو “حامل الراية” التي تعهد الحزب “بإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار” تحت قيادته.
تولى نعيم قاسم (71 عاما) منذ عام 1991 منصب نائب الأمين العام، ويعدّ من نواة المساهمين في تأسيس حزب الله، وأدى أدواراً كبيراً، وخصوصاً على مستوى الملف السياسي، والبرلماني والوزاري، علماً أن اسمه لم يكن مطروحاً بدايةً لخلافة نصر الله، بيد أن اغتيال إسرائيل للقيادي هاشم صفي الدين قبل أكثر من 3 أسابيع، أعاد اسمه إلى الواجهة، وفق تقارير إعلامية.
تولّى قاسم منصب رئيس مجلس العمل النيابي في حزب الله، ويتابع كتلة “الوفاء للمقاومة” وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية، وهو رئيس هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها. كذلك يعمل على متابعة وزراء حزب الله، وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
واستمرّت علاقته المباشرة بنصر الله لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات. وخبر قاسم أكثر من مواجهة مع إسرائيل من موقع مسؤوليته ودوره في الشورى، وذلك في حرب يوليو/تموز 1993، وحرب إبريل/نيسان 1996، والتحرير 2000، وعدوان يوليو 2006، وقد تعرّض أحد أولاده في حرب تموز 2006 لجراح خطيرة.
النشأة والتكوين
ولد نعيم قاسم في فبراير/شباط 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت. متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وابنتان.
درس قاسم حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
حصل قاسم على شهادة الماجستير في الكيمياء، من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل مُعلماً للصفوف الثانوية الرسمية، لست سنوات، إذ إنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
ساهم الأمين العام الجديد لحزب الله في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
انضم قاسم إلى حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل.
وترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم السيد حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978.
تأسيس حزب الله
استقال قاسم من الحركة عقب الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت على يد الخميني في 11 فبراير/شباط 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية، إذ اهتم لأكثر من 20 سنة “بالتَّبليغ” بشكل مكثف وواسع على امتداد لبنان، مركّزاً على الدروس الأسبوعية والإرشاد في مناطق مختلفة من بيروت.
وبحسب نبذة نشرها عنه الموقع الإلكتروني الرسمي لحزب الله، ساهم قاسم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي الشيعية عام 1977، وقد استمر في مسؤولية إدارتها العامة حتى عام 1990.
شارك قاسم في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران، التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة حينها، والتي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة.
وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية، ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية، فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في عام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ قاسم من نواة هذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس الحزب.
وكان قاسم عضواً في شورى حزب الله لثلاث دورات، فتسلَّم بداية مسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم أصبح نائباً لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيساً للمجلس التنفيذي، قبل أن يتسلّم منصب نائب الأمين العام عام 1991، وبقي في هذا المنصب حتى إعلان تعيينه اليوم أميناً عاماً لحزب الله.
“}]]