من هو آخر شخص أعدم في فرنسا؟

 ​  منذ فترة الثورة الفرنسية، اتجهت فرنسا لاستخدام المقصلة كأداة أساسية لتنفيذ أحكام الإعدام. وعند عرض المقصلة عليه بقصر التويلري مطلع شهر آذار/مارس 1792، أدخل لويس السادس عشر تحسينات على شفرة المقصلة مقترحا اعتماد شفرة أكثر انحرافا لجعلها ذات فاعلية أكبر عند قطع رأس المدان.وقد استمرت فرنسا في استخدام المقصلة طيلة القرنين التاليين قبل أن تتجه لإلغائها نهائيا، تزامنا مع إلغاء عقوبة الإعدام، عقب حادثة إعدام حميدة الجندوبي عام 1977.جرائم خطف وتعذيب واغتصاببداية من العام 1971، عمل حميدة الجندوبي، المولود بتونس يوم 22 أيلول/سبتمبر 1949، بمجال الاعتناء بالحدائق. أثناء فترة عمله، تعرض الأخير لحادث أدى لبتر ثلثي ساقه اليمنى. وخلال تواجده بالمستشفى، التقى حميدة الجندوبي بإليزابيت بوسكيه (Élisabeth Bousquet)، البالغة من العمر 21 عاما، التي سرعان ما تحولت لصديقته.إلى ذلك، اتجه حميدة الجندوبي لاستغلال إليزابيت بمجال الدعارة. وأمام هذا الوضع، تقدمت هذه الفتاة بشكاية ضد حميدة الجندوبي الذي اعتقل قبل أن ينال حكما بالسجن لأشهر. مع خروجه من السجن، عاد حميدة الجندوبي لأنشطته السابقة واتجه لانتداب فتاتين 

منذ فترة الثورة الفرنسية، اتجهت فرنسا لاستخدام المقصلة كأداة أساسية لتنفيذ أحكام الإعدام. وعند عرض المقصلة عليه بقصر التويلري مطلع شهر آذار/مارس 1792، أدخل لويس السادس عشر تحسينات على شفرة المقصلة مقترحا اعتماد شفرة أكثر انحرافا لجعلها ذات فاعلية أكبر عند قطع رأس المدان.

وقد استمرت فرنسا في استخدام المقصلة طيلة القرنين التاليين قبل أن تتجه لإلغائها نهائيا، تزامنا مع إلغاء عقوبة الإعدام، عقب حادثة إعدام حميدة الجندوبي عام 1977.

جرائم خطف وتعذيب واغتصاب

بداية من العام 1971، عمل حميدة الجندوبي، المولود بتونس يوم 22 أيلول/سبتمبر 1949، بمجال الاعتناء بالحدائق. أثناء فترة عمله، تعرض الأخير لحادث أدى لبتر ثلثي ساقه اليمنى. وخلال تواجده بالمستشفى، التقى حميدة الجندوبي بإليزابيت بوسكيه (Élisabeth Bousquet)، البالغة من العمر 21 عاما، التي سرعان ما تحولت لصديقته.

إلى ذلك، اتجه حميدة الجندوبي لاستغلال إليزابيت بمجال الدعارة. وأمام هذا الوضع، تقدمت هذه الفتاة بشكاية ضد حميدة الجندوبي الذي اعتقل قبل أن ينال حكما بالسجن لأشهر. مع خروجه من السجن، عاد حميدة الجندوبي لأنشطته السابقة واتجه لانتداب فتاتين للعمل معه.

وخلال إحدى المرات، التقى الأخير بمحض الصدفة بإليزابيت بوسكيه. وعقب نجاحه في إقناعها بالذهاب معه لمنزله، عمد حميدة الجندوبي لتعذيب إليزابيت قبل أن يقتلها ويلقي بجثتها بمكان ناء عند منطقة لانسون بروفانس (Lançon-Provence) التي كانت تبعد عشرات الكيلومترات على مرسيليا. لاحقا، اكتشفت الجثة بمحض الصدفة من قبل مجموعة أطفال أثناء مرورهم بالمنطقة.

وفي الأثناء، واصل حميدة الجندوبي أنشطته وعمد خلال إحدى المرات لخطف فتاة تبلغ من العمر 15 عاما. وعقب تعرضها للاغتصاب والتعذيب، تمكنت الفتاة من الفرار يوم 9 آب/أغسطس 1974 قبل أن تتجه نحو أحد مراكز الأمن بمرسيليا لتقديم دعوى ضد حميدة الجندوبي. وبعد حوالي يومين، أطاح رجال الأمن الفرنسيون بحميدة الجندوبي الذي سرعان ما أقر بجميع أفعاله.

آخر من أعدم بفرنسا

أثناء فترة التحقيق، اتجه حميدة الجندوبي للتعاون مع رجال الأمن والمحققين أملا في الحصول على حكم مخفف. إلى ذلك، فشل محاموه في تخفيف حكم الإعدام الصادر بحقه عقب اتهامه بالقتل العمد والخطف والتعذيب وإنشاء شبكة دعارة.

يوم 9 أيلول/سبتمبر 1977، أرسل النائب العام رسالة لمحامي حميدة الجندوبي حول رفض اقتراح العفو، على الرغم من وجود شكوك حول سلامة المدارك العقلية للمتهم، واستعداد السلطات الفرنسية لتنفيذ حكم الإعدام فجر اليوم التالي. ويوم 10 أيلول/سبتمبر 1977، نفذت السلطات الفرنسية، داخل سجن دي بوميت (prison des Baumettes) بمرسيليا، في حدود الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة صباحا حكم الإعدام بالمقصلة بحق حميدة الجندوبي.

وعلى الرغم من وجود محكومين آخرين بالإعدام داخل السجون الفرنسية، مثل حميدة الجندوبي آخر شخص ينفذ فيه حكم الإعدام بفرنسا، فعقب مشاورات عديدة، وافقت فرنسا بشكل رسمي خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1981 على إلغاء عقوبة الإعدام.

  

المحتوى ذو الصلة