غزة/ PNN- في قلب قطاع غزة المحاصر، يروي عبد الله علاء، شاب في العشرينات من عمره، قصة كفاحه للتكيف مع حياة جديدة بعد فقدان قدمه نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر. عبد الله، الذي يعيش في غزة، كان يشاهد منزله يتعرض للقصف في 27 أكتوبر 2023، مما أسفر عن استشهاد والده وشقيقه وابن عمته، مع إصابته وشقيقه الآخر.
تحت وطأة الأوضاع المأساوية، خضع عبد الله لخمسة عمليات جراحية، إلا أن الجراحة الأخيرة أدت إلى بتر ساقه. يعبر عبد الله عن شعوره العميق بعد فقدان قدمه، حيث قال: “بعد أن فقدت قدمي، لم أستطع القيام بالكثير من الأعمال. كانت الأمور في البداية صعبة جداً، ولكن الحمد لله، أعمل على تخطي هذه الخسارة.”
عبد الله قرر صناعة طرف صناعي بدائي لنفسه، مستوحياً الفكرة من عكاز مكسور. استخدم قطعة من الخشب، وعكازاً، ومنشاراً، ليقوم بتجميع الأجزاء معًا. يوضح عبد الله: “أريد أن أكون مثل باقي الناس، أذهب وأعمل أي شيء أريده. كانت تجربتي مع العكاز مملوءة بالتحديات، لكنني مصمم على تحسينه.”
بسبب نقص الموارد والمعدات اللازمة، اضطر عبد الله إلى استخدام طرق تقليدية لصنع العكاز. عانى لمدة شهر تقريبًا مع عكازه المكسور، مما أدى إلى ظهور احمرار في يده. وعلى الرغم من التحديات، نجح في إبداع طرفه الصناعي بمساعدة الجبس والبلاستيك، رغم عدم نجاح المحاولة الأولى.
يقول عبد الله: “إن شاء الله، سأعمل على تطويره مرة أخرى. لا أحد ينجح من أول مرة. يجب أن نصر على الهدف.” وعلى الرغم من عدم رضاه الكامل عن النتيجة، إلا أن هذا العكاز ساعده في الوقوف وتصحيح خيمته. يدعو عبد الله من فقدوا أطرافهم إلى عدم الاستسلام للمرض، ويشجعهم على السعي لتحقيق ما يستطيعون.
عبد الله وأمثاله في غزة يتمنون الحصول على فرصة للسفر إلى الخارج للحصول على أطراف صناعية حديثة تمكنهم من العودة إلى العمل وعيش حياة طبيعية كغيرهم. “نحن نتمنى أن نسافر إلى الخارج ونركب طرفًا حديثًا نستطيع من خلاله الذهاب والعمل كغيرنا ونعيش حياة طبيعية، هذا ما نتمناه”، يختم عبد الله حديثه.
يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة في فلسطين من ظروف صعبة ومعقدة، وخاصة في ظل النزاعات المستمرة. الحرب في غزة أدت إلى تزايد عدد الأفراد الذين يعانون من إعاقات نتيجة للإصابات الناتجة عن القنابل والعمليات العسكرية. يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم مضطرين للتعامل مع تحديات إضافية تتعلق بالوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية.
تُعزز الحروب من عزلة هذه الفئة الهشة، حيث يتم تدمير البنية التحتية الضرورية، مما يجعل من الصعب عليهم الوصول إلى المرافق العامة. وفي الوقت الذي يُفرض فيه التمييز عليهم، فإن الضغوط النفسية والاجتماعية تتزايد بشكل كبير، مما يزيد من معاناتهم.
تُعتبر التجارب الشخصية مثل تجربة عبد الله تجسيدًا للإرادة الإنسانية في مواجهة الصعاب، مما يعكس قدرة الأفراد على التغلب على التحديات والبحث عن فرص جديدة في الحياة، حتى في ظل ظروف الحرب القاسية.
https://www.facebook.com/pnnnetwork/videos/450234038074190