من التحدي والإصرار إلى البطولات الدولية: فريق فتيات اتحاد عُد لكرة القدم يواصل مسيرته

بيت لحم / PNN – منذ العام 2021، انطلقت رحلة رياضية نسوية فريدة من نوعها داخل مخيم عايدة للاجئين، عبر تأسيس فريق فتيات لكرة القدم ضمن نادي شباب عايدة واتحاد عُد الرياضي. بعد خمس سنوات من العمل المتواصل والتدريبات الجادة، بات الفريق يضم أكثر من 40 لاعبة شاركن في بطولات ودية على مستوى محافظة بيت لحم، في مواجهات مع فرق نسوية مثل بيت ساحور، العبيدية، وغيرها من أندية المنطقة.

وخلال تدريب للفريق على ملعب شباب عايدة، أوضح مهند أبو سرور، منسق البرنامج الرياضي في المركز واتحاد عُد، أن فكرة إنشاء الفريق انطلقت عام 2021، إيمانًا بأهمية المشاركة النسوية في كافة المجالات، وخاصة في المخيمات الفلسطينية التي تفتقر لمثل هذه المبادرات. وأضاف: “لأول مرة يتم تأسيس فريق فتيات لكرة القدم في مخيم عايدة، وربما في جميع المخيمات الفلسطينية.”

[embedded content]

وأشار أبو سرور إلى أن الفريق حقق نقلة نوعية بعد سنوات من العمل، حيث تمكّنت ثلاث لاعبات من الانضمام إلى المنتخب الفلسطيني وشاركن في بطولة غرب آسيا للفتيات التي أُقيمت في السعودية عام 2024. لكنه لفت في المقابل إلى التحديات التي واجهها الفريق، وأهمها مقاومة بعض العائلات للفكرة في البداية، نتيجة للعادات والتقاليد التي ترى في كرة القدم رياضة غير مألوفة للفتيات.

وتابع: “العمل اليومي والتواصل المباشر مع الأهالي ساعد في كسر هذه الحواجز، وكسبنا ثقتهم. اليوم لدينا فريق مستقر وملتزم من الفتيات، ونلمس دعمًا مجتمعيًا متزايدًا.”

من جهتها، قالت رويدا العزة، إحدى مدربات الفريق وطالبة في تخصص التصميم بجامعة بيرزيت، إن فكرة تدريب الفتيات في كرة القدم جاءت بعد ملاحظة رغبة عدد من الشابات في المخيم بالانضمام لفريق رياضي. وتضيف: “لحسن الحظ، أتاح نادي عايدة واتحاد عُد هذه المساحة، واليوم نرى فتيات من مختلف الأعمار يلعبن كرة القدم ويشاركن في بطولات محلية.”

وأوضحت العزة أن الفريق شارك في عدة بطولات ودية مع فرق مجاورة، كما أُتيحت لبعض اللاعبات فرصة السفر إلى فرنسا ضمن برنامج لتبادل الثقافات، شاركن خلاله في أنشطة رياضية. وبعد العودة، التحقت ثلاث فتيات من الفريق بالمنتخب الوطني.

وأكدت أن وجود فريق فتيات في مخيم عايدة كان خطوة غير مألوفة في البداية، لكن المثابرة والتفوق في الأداء كسرا الصورة النمطية، وأثبتت اللاعبات أن الفتاة قادرة على اللعب والتميز في كرة القدم كما أي شاب.

واختتمت العزة برسالة لجميع الفتيات: “تابعن أحلامكن، لا شيء يمكن أن يوقفكن، لا احتلال ولا ظروف اجتماعية. الإصرار يصنع المستحيل.”

أما نور أبو غنية، لاعبة في فريق اتحاد عُد وعضو المنتخب الفلسطيني، فتحدثت عن تجربتها قائلة: “بدأت باللعب لأنني أحب كرة القدم منذ الطفولة. ومن خلال تدريبات اتحاد عُد، تم اختياري من قبل المدرب عمّار جلايطة للانضمام للمنتخب.” وأضافت: “كنا نتدرب في أريحا مرتين أسبوعيًا مع فرق أخرى، وبدأنا نعتاد اللعب الجماعي استعدادًا للبطولات.”

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

image
image
image
image

مشاركات مماثلة