مع ترقب عملية رفح.. انتهاء محادثات القاهرة حول غزة “دون تقدم”

 ​   

 القاهرة /PNN- انتهت، الثلاثاء، مباحثات القاهرة بشأن التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل للأسرى في غزة، والتي جمعت الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر، دون تحقيق انفراجة، بحسب وكالة “رويترز”.

جاء ذلك في ظل ترقب حذر لهجوم إسرائيلي مرتقب على رفح جنوب قطاع غزة، وسط تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على المدينة المكتظة بأكثر من مليون نازح.

وذكرت “الهيئة المصرية العامة للاستعلامات”، في بيان لها، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات في القاهرة مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس وزراء قطر، للاتفاق على هدنة في غزة وحماية المدنيين وتوصيل المزيد من المساعدات للقطاع.

وأضافت الهيئة: “تم تأكيد استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين، بما يعزز جهود إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة”، وهو ما يشير إلى عدم تحقيق انفراجة، وفق “رويترز”.

ولم يشر البيان المصري إلى إسرائيل. وقال مراسل للوكالة إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة.

وقال مسؤول فلسطيني “الأطراف تبحث عن معادلة تكون مقبولة على حماس والتي تطلب بأن يكون هناك التزاما من إسرائيل بإنهاء حربها وسحب قواتها من قطاع غزة حتى يكون التوقيع على اتفاق ممكنا”.

وقال المسؤول إن حماس أبلغت المشاركين بأنها لا تثق في أن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم المسلحون الفلسطينيون.

ونقلت “رويترز” عن سامي أبو زهري القيادي في حماس: “الاحتلال لا زال يماطل ويتسبب في تعطيل أي جهود للتوصل إلى اتفاق وهو فقط يمارس لعبة تضييع الوقت لمواصلة حرب الإبادة على شعبنا في غزة”.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن لتحقيق هدوء “فوري ومستدام” في غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل.

ونصح إسرائيل بألا تقدم على هجوم بري في رفح دون خطة لحماية المدنيين.

أكسيوس: محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل انتهت دون تقدم ملموس
نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر إسرائيلي أن محادثات القاهرة بين إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) انتهت من دون تحقيق تقدم ملموس، مضيفا أن الفجوة التي تمنع الانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية تتمثل في عدد الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، خاصة مقابل الجنود الأسرى.

وأضاف الموقع -نقلا عن المصدر الذي لم يكشف عن هويته- أن التقدم الوحيد الذي أُحرز هو فهم الفجوات التي يجب سدها للدخول بمفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق، مشيرا إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين سيعقدون محادثات مع حماس الأيام المقبلة لفهم إذا ما كانت مستعدة لتقليص مطالبها من أجل الدخول في مفاوضات جادة، على حد تعبيره.

وبدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين أن “الطرفين ما زالا بعيدين بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي”، لكن مضمون المحادثات كان جيدا على الرغم من عدم إحراز بعض التقدم.

وعن مصير المفاوضات بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، قال المسؤولون إنها ستتواصل عن طريق مسؤولين برتب أدنى، من دون توضيح مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة. وأضاف أن واشنطن تقوم بما في وسعها من أجل إعادة كل “المختطفين” إلى أسرهم.

كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين مطلعين قولهم إن إسرائيل وحماس أحرزتا تقدما نحو اتفاق يهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وأضافت أن مدة الاتفاق تصل إلى 6 أسابيع، وأنه مطروح على الطاولة لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل للتوافق عليه.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت مساء الثلاثاء أن وفد إسرائيل غادر القاهرة من دون مؤشر على إحداث تقدم، في حين قال مصدر قيادي في حماس للجزيرة إنه لا وجود لأي وفد من الحركة في القاهرة حاليا. وأضاف المصدر أن الحركة لا تزال تنتظر نتائج اجتماعات القاهرة، وأن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء.

خلافات إسرائيلية
في الأثناء، نشبت خلافات جديدة بين الفرقاء السياسيين في إسرائيل بشأن ملف صفقة التبادل، إذ قال زعيم المعارضة يائير لبيد إنه “من غير المعقول أن تبذل الجهات الأجنبية جهودا أكبر من الإسرائيليين لاستعادة الأسرى”، مضيفا أنه “لا يمكن للحكومة أن تذهب إلى مفاوضات القاهرة فقط للاستماع، وترفض لأسباب سياسية تقديم موقفها”.

في المقابل، انتقد حزب الليكود -الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو- تصريحات لبيد ونقلت هيئة البث عن مسؤول بالحزب اليميني قوله إنه “لا يمكن استمرار تصرف لبيد بشكل غير مسؤول والإضرار بمفاوضات لا يعرف تفاصيلها”.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مشاركة وفدهم في محادثات القاهرة كانت “مجاملة”، تلبية لطلب الرئيس الأميركي جو بايدن.

كما أوردت القناة نفسها أن خلافات كبيرة سبقت توجه الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية، ترجع إلى أن رئيس الموساد ومسؤول ملف المحتجزين الجنرال احتياط نيتسان ألون طرحا فكرة تقديم مقترحات جديدة، وهو ما عارضه نتنياهو ووزير الجيش ورئيس الأركان، وفقا للقناة.

وكذلك نقل التلفزيون الإسرائيلي الرسمي “كان” أن نتنياهو رفض مقترحا لتبادل الأسرى مع حركة حماس أعده قادة الموساد والشاباك.

وفي هذا الصدد أيضا، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو أوفد سكرتيره الشخصي مع الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة “للتأكد من تقيد رئيس الموساد بتفويضه”.

من جانبها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين أن قرار إسرائيل إرسال فريق للمحادثات جاء بعد ضغط الرئيس بايدن. وأوضحت أن إسرائيل وحماس تختلفان بشأن مدة الهدنة، إذ تريدها إسرائيل مؤقتة بينما تريدها حماس دائمة.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ترفض مطالب حماس بالانسحاب الكامل لقواتها العسكرية من غزة.

من جانبهم، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة -في تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية- رئيسي الشاباك والموساد بعدم العودة من القاهرة من دون إبرام صفقة تضمن عودة جميع الرهائن الأحياء والأموات، على حد تعبيرهم.

وحسب وكالة الأناضول للأنباء، تقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وفقا لمصادر رسمية من الطرفين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28 ألفا و473 شهيدا و68 ألفا و146 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

  

المحتوى ذو الصلة