الخليل / PNN/ تقرير شهد غنام – تصوير رهام طقاطقة – مونتاج دلال الوحيدي / في احد حارات البلدة القديمة في مدينة الخليل تحديداً حارة القزازين مازالت رائحة سمسم معصرة اقنيبي القديمة التاريخية عالقة بين الجدران وفي زقاق البلدة،
هذه المعصرة التي تروي ماضيها وعراقتها وتشبثها بهويتها وعروبتها، بالرغم من محاولات تهويدها والسيطرة عليها وطمس هويتها الفلسطينية من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
استخدم مبنى معصرة اقنيبي كمعصرة للزيتون في الفترة العثمانية قبل 350 عاما، ثم تحولت في فترة الانتداب البريطاني الى معصرة للسمسم، يتكون المبنى من قسمين رئيسيين يحوي كل منهما احواضا حجرية لعصر السمسم وفرناً لتحميصه، كما يوجد في نهاية المبنى غرفة صغيرة استخدمت كمخزن لتخزين المواد المستخدمة .
يدير هشام مرقة معصرة اقنيببي الذي حول مبناها الى مكان يتغنى بالتراث، بوضعة للتحف السياحية، والمنتجات التراثية كالصابون النابلسي وزيت الزيتون وزيت السمسم والاقمشة المليئة بالمطرزات، بالإضافة الى الانتيكا، وكل ما هو مصنوع محليا مثل الكوفية الفلسطينية، والكثير من المطرزات،
يستقبل هشام مرقة صاحب الوجه البشوش السياح بكل رحب ويشرح لهم عن تاريخ المكان، وطريقة عمل الطحينية قديما، وطريقة استخراج زيت السمسم من المادة الصلبة التي تسمى بالكسبة .
يقول مرقة: (لقد قمنا بإعادة ترميم المعصرة في عام 2014 من قبل لجنة اعمار الخليل واعدنا فتحها للزائرين والسياح).
واضاف: (الظروف ما ساعدتنا كتير قبل سنتين كان عنا كورونا فلم تعد السياحة نشطة ولم يعد هناك زائرين، وبعد كورونا اجت الحرب وزادت المشكلة اكتر لذلك احنا منحاول قدر المستطاع نشجع الناس انهم ما يهجروا البلدة القديمة ويقوموا بزيارة المعالم التاريخية وخاصةُ بالفترة الحالية ويساعدوا اصحاب المحلات بانهم يتسوقوا من عندهم وانهم يضلوا مستمرين وما يهجروها).
يعاني هشام مرقة من اعتداءات المستوطنين المستمرة على اهالي واصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة، حيث تسكن عائلة يهودية فوق المحلات التجارية التي توجد مقابل المعصرة، وتقوم بإلقاء القمامة علي المبنى ، وإلقاء المياه الغير صالحة على الملابس المعلقة على باب المبنى، ولكن بالرغم من ذلك لن تستطيع جميع هذه الاعتداءات التأثير على مرقة والسماح له بترك المعصرة، بل سيزيد ذلك من تشبثه بالمكان كما لو انه جزء منه .
يقول مرقة: (بغض النظر عن ظروف العمل السيئة وانه لا يوجد هناك دخل لكن لا زلت مداوم على المجيء يوميا الى المعصرة سواء اشتغلنا او لا، لأن هذه الاماكن تعني كثيراُ بالنسبة النا، فهي تراثنا وارث من اجدادنا يجب ان نحافظ عليها على قدر المستطاع).