غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
اتهمت عائلات إسرائيلية أخلت منازلها في مستوطنات “غلاف غزة” جنودا من جيش الاحتلال، بنهب وسلب مقتنيات ثمينة ومبالغ مالية منها.
وتدحض هذه الاتهامات مزاعم حكومة الاحتلال حول سرقة عناصر من “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منازل العائلات في “غلاف غزة” خلال عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الماضي. وكذلك استعمال بطاقات بنكية لتلك العائلات للشراء عبر الإنترنت.
وهدفت تلك المزاعم إلى تشويه المقاومة الفلسطينية وتسويق إسرائيل ذاتها على أنها ضحية، رغم تعالي بعض الأصوات التي اتهمت جنود من جيش الاحتلال بالسرقة والنهب، بيد أنه تم إسكاتها بغية حصول إسرائيل على استعطاف الرأي العام العالمي.
وكانت كتائب القسام قد بثت عدة مقاطع مصورة تظهر تعامل مقاتليها مع النساء والأطفال وكبار السن في “غلاف غزة” بعد أن سيطرت عليها المقاومة الفلسطينية.
نهب المنازل
ومع نهاية الأسبوع الرابع من العدوان على قطاع غزة، سلط تقرير لصحيفة “دي ماركر” الاقتصادية الضوء على حقيقة نهب وسرقة منازل العائلات اليهودية في “غلاف غزة”؛ حيث ذكر سكان كيبوتسات (مستوطنات زراعية) بالنقب الغربي تم إجلاؤهم من منازلهم أن “المنازل بقيت مفتوحة وبلا حراسة، حيث ظهر أنه تم اقتحامها وتخريبها وسرقتها، ونهب الأشياء الثمينة، على ما يبدو من قبل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، الذين يقيمون في المنطقة لأغراض عملياتية”.
ووفقا للسكان الذين تحدثوا عن منازلهم المنهوبة، فإنهم عندما اتصلوا بالشرطة الإسرائيلية وطلبوا تقديم شكوى بشأن السرقة، قيل لهم إنه لا توجد طريقة للتعامل مع شكواهم، لأنه تم الإعلان عن “غلاف غزة” والجنوب منطقة عسكرية مغلقة.
وإزاء ذلك، دعتهم الشرطة للاتصال بالجيش الإسرائيلي، الذي قالوا إنه “لم يتعامل مع شكاواهم”، وذلك وفق ما سردت الصحفية كيم لجزيائيل، التي وثقت إفادات العائلات وأعدت التقرير.
وأقر المجلس الإقليمي في مستوطنة “أشكول” بوجود شكاوى للعائلات من هذا القبيل. وقال إنه قبل أسبوعين وردت شكوى بشأن سرقة منزل في “حوليت” تم تحويلها إلى الجيش وفتح تحقيق في الشرطة العسكرية. ووفق المجلس، فقد وصلت هذا الأسبوع شكوى أخرى من كيبوتس “نير يتسحاق”، وتم عرضها على الجيش، وفق ما نشر موقع الجزيرة نت.
وفق زوهر حايمي، أحد سكان مستوطنة “نير إسحاق” في “غلاف غزة” والذي أُسِر ابنه تل حايمي خلال عملية “طوفان الأقصى” وما يزال محتجزا في قطاع غزة، فقد تم اقتحام منزله بينما كان يقيم في فندق في إيلات، وهو خائف على ممتلكاته.
وسرد حايمي للصحيفة روايته قائلا “تركنا المنازل كما هي، وقد عاد بعض الناس بالفعل مرة أو مرتين لأخذ المعدات. وضع الجيش أقفالا على الأبواب التي اقتحمها المسلحون، لكن هذه الأقفال تحطّمت”، وتحدث سكان “الكيبوتس” عن سرقة أجهزة الكمبيوتر ومعدات كهربائية وفرشات.
ولتعزيز التهم بأن من قام بعمليات السرقة والنهب هم من الجنود، استعرض حايمي صورة لباب منزله، الذي أطلق المسلحون من حماس النار عليه واقتحموه ثم أغلقه الجيش الإسرائيلي. ولكن في وقت لاحق تم كسر القفل وتحطمت نوافذ المنزل الذي تم سرقته.
وأضاف حايمي “يبدو أنهم اخترقوا المنزل بقضيب حديدي. نحن محبطون للغاية. وأبلغنا الجيش بذلك على أعلى المستويات، لكنه لا يسيطر على الأمر وهناك عمليات نهب للمنازل. كل هذا وابني رهينة في خان يونس، حيا أو ميتا، لا أعرف”.
ووفق حايمي، ليس من الصعب دخول الكيبوتس، حتى اليوم، وقال “كل من أراد أتى إلى الكيبوتس ليأخذ أشياء من المنازل. الجيش عند البوابة، لكن هذا ليس كافيا، حتى إن أحد السكان من الكيبوتس وقف مع الجنود للتأكد من هوية من يدخل، لكن من المحتمل أن يحدث ذلك في الليل”.
“كان هناك نهب، هذا أمر مؤكد، لكن كم نُهب؟ هذا سؤال آخر”، هكذا علق إيلي هيرشكوفيتش أحد سكان مستوطنة “حوليت” ومصور صحيفة “هآرتس” في الجنوب، والذي يعيش الآن في منطقة “أوفاكيم” في النقب بعد إخلائه من منزله، حيث كان محاصرا يوم عملية “طوفان الأقصى”.
عندما عاد هيرشكوفيتش للقيام بدورية في الكيبوتس، اكتشف أن منزله قد تعرض للنهب، مضيفا “اتضح أنه كان هناك جنود مجهولون تجولوا في المنازل وداهموها بحثا عن المجوهرات والذهب، هؤلاء أشخاص يرتدون الزي العسكري، ليسوا متسللين قفزوا فوق السياج، لأنه من المستحيل دخول الكيبوتس. هناك مواقع للجنود حول جميع السياج”.
وتابع “أعلم أنه تم تقديم شكاوى إلى الشرطة، لكنهم يزعمون أنها منطقة عسكرية، ولهذا السبب ليسوا مسؤولين عنها ولا يتعاملون معها، لقد اتصلنا بفرقة غزة والشرطة العسكرية”.
عاد هيرشكوفيتش إلى الكيبوتس بعد 5 أيام من اندلاع الحرب لإنقاذ الكلاب والقطط ودخل منزله، في هذه المرحلة كان المنزل سليما، ولكن عندما عاد بعد أسبوع اكتشف أنه قد تعرض للنهب.
وقال “لقد سرقوا آلاف الشواكل، وأخذوا قلائد مطلية بالذهب وحتى عملات معدنية مطلية بالذهب، لقد فتشوا كل درج في المنزل، وفتحوا الخزانة وبحثوا عن أشياء بداخلها، لدي سكين عسكري قديم، لقد سرقوه، لقد سرقوا أشياء لها قيمة شخصية، حدث هذا في 6 منازل في حوليت”.
أحد سكان “نير إسحاق”، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال “بعد أن توجهنا إلى إيلات، جاء الجنود إلى منزلنا من أجل أن يناموا فيه. ليس لدي مشكلة في ذلك، لكنهم تركوا المنزل ملوثا وخربوه. تم إخراج طاولة تناول الطعام للحديقة وتركوه متناثرا عليها. وكذلك فرشات النوم الخاصة بنا بقيت بالخارج للرمال والكلاب والعفن”.
وأضاف “لقد استخدموا غسالتنا، وأخرجوا ملابسنا النظيفة وتركوا ملابسهم وراءهم. حمام أطفالي مملوء بأغراضهم. من المستحيل العودة إلى المنزل في هذه الحالة. إنه عدم احترام كامل”. متابعا “أنا لا أناقش إذا كان لدى جيش الدفاع الإسرائيلي حاجة تشغيلية تلزمه استخدام منزلي، ولكن الحد الأدنى هو أن تعيد المنزل إلى حاله ولا تحدث فيها أي أضرارا”.
وذكر أن “المسلحين من حماس عندما تواجدوا في منازلنا رتبوا الفوضى التي حدثت خلال الهجوم، كما أزالوا الزجاج الذي تكسر خلال إطلاق النار، لقد أصلحوا الفوضى ليتمكنوا من المكوث بالمنازل”.