واشنطن / PNN – قال مسؤول أميركي سابق ، أنه في الوقت الحالي، يبدو وكأن ترمب سيمضي في نهجه “البارد” في العلاقة مع نتنياهو، حتى مع إصرار مساعديه على أن علاقته برئيس وزراء إسرائيل لا تزال قوية. كما يبدو وكأن الرئيس الأميركي لم يعد يعامل إسرائيل كدولة لا غنى عنها في الشرق الأوسط أو الديمقراطية الوحيدة في بحر من الاستبداد”.
ولكن بحسب المسؤول السابق الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، “من غير المحتمل أن تغير الولايات المتحدة علاقتها بإسرائيل؛ هذه علاقة متينة جدا، و تاريخية ، ومتجذرة منذ قيام إسرائيل وحتى اليوم ، رغم تغير الرؤساء الأميركيين، والزعماء الإسرائيليين”.
وأضاف: “إسرائيل وأميركا وحدة متماسكة اقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا وثقافيا وتراثيا، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر لإسرائيل. الإدارة دعمت إسرائيل بأكثر من 22 مليار دولار خلال 15 شهرا، وأعطتها الضوء الأخضر لقصف غزة بشكل وحشي وباستمرار، ومنعت العالم من إدانة إسرائيل في المحافل الدولية. وإدارة ترمب استمرت في نفس النهج، بل أكثر. في غزة، سمحت لإسرائيل ونتنياهو بخرق وقف إطلاق النار، وسمحت لإسرائيل بفرض حصار مطبق على قطاع غزة، رغم معارضة عالمية واسعة”.
وبحسب المسؤول السابق: “قاعدة ترمب الانتخابية، تدعم إسرائيل بشكل كامل. كما أن كل المسؤولين في الحكومة الأميركية يدعمون إسرائيل بشكل كامل، من نائب الرئيس لوزير الخارجية، لوزير الدفاع، لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية، ومفاوضه في الشرق الأوسط، ويتكوف، وسفير ترمب في إسرائيل، الذي يتبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل”.
وفي السياق ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس، أنه فيما يتعلق بإيران وغزة وسوريا واليمن، يمضي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قدمًا في سياساته تجاه الشرق الأوسط بدون إسرائيل، مُعيدًا صياغة عقود من السياسة الخارجية، مشيرة إلى أنه عندما صافح ترمب الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، ووعد برفع العقوبات عن سوريا في القصر الملكي السعودي الأسبوع الماضي، كان ذلك دليلًا واضحًا على كيف أن دبلوماسية ترمب في الشرق الأوسط قد همّشت إسرائيل تقريبًا.
ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تتخلى عن علاقاتها التاريخية مع إسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها، وخلال رحلته على متن طائرة من الرياض إلى الدوحة، رفض ترمب المخاوف بشأن تهميش إسرائيل. وقال للصحفيين الذين أثاروا مسألة الجفاء بين الولايات المتحدة وإسرائيل، “لا، على الإطلاق، هذا أمر جيد لإسرائيل، أن يكون لديها علاقة مثل التي أتمتع بها مع هذه الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبًا”.
وبحسب الصحيفة، فإن “جولة ترمب التي استمرت خمسة أيام عبر الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أبرزت ديناميكية جديدة، ديناميكية أصبحت فيها إسرائيل – ونتنياهو على وجه الخصوص – مجرد فكرة ثانوية. في السعودية وقطر والإمارات ، سعى ترمب إلى التفاوض على اتفاقيات سلام في إيران واليمن، وأبرم صفقات تجارية بتريليونات الدولارات مع دول الخليج الغنية، كما أنه لم يتوقف في إسرائيل”.
وتنسب الصحيفة إلى إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة قوله أن: “الشعور العام هو تحول الاهتمام، لا سيما نحو دول الخليج، حيث توجد الأموال”.
وأضاف رابينوفيتش، “أن ترمب يبدو وكأنه فقد الكثير من اهتمامه بالعمل مع نتنياهو لوقف الحرب في غزة، بسبب شعوره بأنه لا جدوى من ذلك. نتنياهو متمسك بموقفه، ولا يتراجع عنه. حماس لا تتراجع عن موقفها. يبدو الأمر وكأنه طريق مسدود لا أمل فيه”.
المصدر / جريدة القدس